تفشي النفايات الإلكترونية يحول الأرض إلى مقبرة سامة

  • 3/28/2024
  • 12:07
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

ونحن نتخلص من بطارية أو شاحن قديم أو هاتف جوال مكسور بكل بساطة وعفوية، قد لا يدور في ذهننا حينها حجم الضرر الذي يلحقه هذا الفعل بالبيئة وصحة الإنسان مقارنة بباقي الأنواع الأخرى من النفايات خصوصا إذا لم يتم معالجة هذه النفايات وتدويرها بالشكل الأمثل. فوفقا لتقرير صادر عن الأمم المتحدة حديثا، ينتج البشر النفايات الإلكترونية بمعدل أسرع بخمس مرات تقريبا من إعادة تدويرها. أعد هذا التقرير الذي يحمل اسم المرصد العالمي للنفايات الإلكترونية لعام 2024 من قبل الاتحاد الدولي للاتصالات التابع للأمم المتحدة (ITU) ومعهد الأمم المتحدة للتدريب والبحث (UNITAR). النفايات الإلكترونية، خطر صحي وبيئي، يحتوي على إضافات سامة ومواد خطرة على البيئة مثل الرصاص والزئبق والكادميوم وغيرها، التي يمكن أن تلحق ضررا بالغا بالدماغ البشري والجهاز العصبي للإنسان. ولتصور حجم ما يحدثه هذا التسارع الصادم والمرهق قياسا على ما تخلصنا منه في 2022 فقط، يمكن لـ62 مليون طن من النفايات الإلكترونية أن تملأ 1.55 مليون شاحنة سعة 40 طنا، أي ما يكفي من الشاحنات المتقاطرة لتطويق خط الاستواء. وفي المقابل، تم توثيق أقل من الربع 22.3 % من كتلة النفايات الإلكترونية التي تم جمعها وإعادة تدويرها بشكل صحيح في 2020. في جميع أنحاء العالم، يرتفع الحصاد القاتل سنويا من النفايات الإلكترونية بمقدار 2.6 مليون طن، وصولا إلى 82 مليون طن بحلول 2030، بزيادة أخرى بنسبة 33 % على رقم 2022. فيما يتوقع التقرير انخفاضا في معدل الجمع وإعادة التدوير الموثق من 22.3 % خلال 2022 إلى 20 % بحلول 2030 بسبب الفرق الآخذ في الاتساع في جهود إعادة التدوير بالنسبة إلى النمو المذهل لتوليد النفايات الإلكترونية. تشمل التحديات التي تسهم في اتساع الفجوة التقدم التكنولوجي، وارتفاع الاستهلاك، وخيارات التدوير المحدودة، ودورات حياة المنتج الأقصر، وتزايد الإلكترونات في المجتمع، وأوجه القصور في التصميم، وعدم كفاية البنية التحتية لإدارة النفايات الإلكترونية. يؤكد التقرير أنه إذا تمكنت البلدان من رفع معدلات جمع النفايات الإلكترونية وإعادة تدويرها إلى 60 % بحلول 2030، فإن الفوائد - بما في ذلك تقليل مخاطر صحة الإنسان - ستتجاوز التكاليف بأكثر من 38 مليار دولار. ويبقى الحل الأنجع يكمن في التخلص من هذه النفايات بمسؤولية وعدم رميها في الحاويات وتسليمها لجهات معينة تعنى بإعادة تدويرها دون إلحاق الضرر بالبيئة أو بالإنسان.

مشاركة :