رغم الألم يبقى الأمل

  • 4/9/2016
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

في معرض الرياض للكتاب الذي انتهت فعالياته مارس الماضي، كان كتاب رغم الألم يبقى الأمل للطفلة شريفة الحقباني (12 عاما فقط) من الكتب الأكثر مبيعا، حيث تروي في كتابها تجربتها المريرة إثر إصابتها بمرض سرطان الدم منذ أكثر من عامين ولا تزال تخضع للعلاج. يُذكر أن الكتاب صادر عن دار العبيكان للنشر في طبعته لعام 2016م. تضمن الكتاب قصة الطفلة شريفة مع المرض ومراحل علاجها موثقةً بالصور، بالإضافة إلى تغريدات دونتها على حسابها في موقع التواصل الاجتماعي (تويتر). تصف الحقباني معاناتها مع المرض وكيف تقبلت الأمر بعد معرفته، وما الصعوبات والعثرات التي وقفت في طريقها؟ وكيف واجهت المرض بكل عزيمة وإصرار؟ وبماذا نصحت كل شخص أصيب بهذا المرض؟ فالكتاب لنشر الأمل والتفاؤل، وخصصت صاحبته جزءًا من ريعه ليذهب لصالح الجمعية السعودية لمكافحة السرطان. تدعو شريفة إلى أن تُسمى ويُسمى كل مريض بالسرطان (محاربًا للسرطان)، فهي ترفض مسمى مريضة سرطان، لذا كانت شريفة أول طفلة تُلقب بـ (سفيرة محاربة السرطان في السعودية). وتقول عن إصابتها: كانت أصعب لحظات حياتي هي عندما بدأت أول جرعة كيماوي من دون تخدير.. كنت أشعر بدخول الإبرة مثل الطعنة المؤلمة، يليها دخول إبرة الكيماوي مثل دخول نار حارقة داخل جسدي الصغير. تحلت شريفة بالعزيمة القوية التي كان وراءها ثلاثة أسرار: الأول إيمانها بقوله تعالى (فإذا مرضت فهو يشفين)، مؤكدة أن السرطان علّمها أن الإيمان بالله يجعل المرض بردًا وسلامًا. والثاني والداها اللذان استوعبا حجم المسؤولية وتعاملا مع وقع المصيبة بإيمان واحتساب، حيث إن إصابة طفلة بعمر شريفة بالسرطان لم يكن أمرا عاديا، بل كان صدمة قوية، إذ إن السرطان في خبرات الطفلة الصغيرة يعني الموت وكل شيء سيتوقف. لكن رباطة جأش والديها وحسن تعاملهما مع المصيبة ساهما في إلقاء الخبر على شريفة بطريقة جعلتها تتقبله وتشد من عزيمتها وتبث فيها روحا جديدة. كتبت الحقباني عن ذلك تقول: دعم الأسرة بدأ من أول جرعات الكيماوي بعد أن طلب مني الدكتور إزالة شعر رأسي بسبب تساقطه بالعلاج، رفضت الفكرة واستمر رفضي مدة أسبوع، ومع محاولات أسرتي والأطباء وافقت وأزلت شعري بمساعدة الممرضة... كانت المفاجأة دخول والدي وأخوتي محلقين رؤوسهم تضامنًا معي، حينها أيقنت أن عليّ أن أحارب المرض وأن أتغلب عليه من أجل أسرتي وكل من أحب. والثالث شخصيتها المنطلقة، حيث تقوم بجولات وزيارات لمرضى السرطان، تشد فيها من أزرهم وتنقل تجربتها إليهم، داعمة بذلك ما تبنته من خطوات ومبادرات لمحاربة المرض الخبيث، وكانت آخر مبادراتها إعداد برنامج من حلقات مستمرة تبثه على يوتيوب تحت عنوان الحياة أجمل بشوية أمل بالتعاون مع فريق من أكاديمية الذهب لزيارة محاربي السرطان وعمل لقاءات معهم ورواية قصصهم، ومن ضمن فريق العمل متطوعون متعافون من السرطان، وفي نهاية اللقاء تقدم لهم الهدايا.

مشاركة :