أمرت محكمة العدل الدولية الخميس إسرائيل "بضمان توفير مساعدات إنسانية عاجلة" لقطاع غزة الذي صارت المجاعة فيه أمرا "واقعا" في ظل الغارات المدمرة والقصف والمعارك بين الجيش الإسرائيلي وحركة حماس والتي تخلف يومياً عشرات القتلى فيما يحاصر الجيش ثلاثة مستشفيات. وقالت المحكمة ومقرها في لاهاي إن "الفلسطينيين في غزة لم يعودوا يواجهون خطر المجاعة فحسب، بل... إن المجاعة وقعت". وأضافت أن "على إسرائيل ... اتخاذ كافة الإجراءات الضرورية والفعالة لأن تضمن من دون تأخير ... ومن دون عراقيل توفير الخدمات الأساسية والمساعدات الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها" في غزة. وفي يناير، دعت محكمة العدل التي تتخذ من لاهاي مقرا بعد لجوء جنوب إفريقيا إليها، إسرائيل إلى منع أي عمل محتمل من أعمال "الإبادة الجماعية" في غزة، وهو ما أغضب إسرائيل. فإلى حصيلة الضحايا المروعة والدمار الهائل، خلفت الحرب والحصار الإسرائيلي أزمة إنسانية كارثية في القطاع البالغ عدد سكانه 2,4 مليون نسمة، وحيث لا تكف الأمم المتحدة عن التحذير من المجاعة التي هي "أقرب أن تكون حقيقة واقعة في شمال غزة" وكذلك من انهيار القطاع الصحي "بسبب استمرار الأعمال العدائية والقيود المفروضة على الوصول" إلى مختلف المناطق. وقالت وزارة الصحة التابعة لحماس أن 62 قتيلا و91 جريحًا وصلوا إلى المستشفيات خلال 24 ساعة حتى صباح الخميس جراء القصف والغارات المتواصلة في مختلف أنحاء القطاع من بيت لاهيا وحتى مخيمات النازحين في رفح والمستشفى الكويتي فيها. وتدور معارك قرب مدينة غزة في الشمال وخان يونس في الجنوب. وبذلك ارتفعت حصيلة الضحايا إلى 32552 قتيلاً و74980 جريحاً معظمهم أطفال ونساء، وفق الوزارة. وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بيان الخميس "في الآونة الأخيرة، تحوّلت مستشفيات الأمل والشفاء ومجمع ناصر الطبي إلى ساحات قتال" متحدثة عن "تقارير مقلقة للغاية" حول العمليات العسكرية الجارية فيها داعية إلى "حماية الطواقم الطبية والمدنيين". وأضافت أن طواقمها تتلقى "عشرات المكالمات يومياً" لكنهم في أحيان كثيرة لا يستطيعون تلبية النداء وهو ما حدث لمناشدات تلقتها من محيط مستشفى الشفاء، قائلة "إننا نواجه قيوداً تشغيلية وأمنية كبيرة، ونشعر بإحباط عميق" لعدم القدرة على المساعدة. ولكنها قالت إن "مسؤولية إجلاء المدنيين تقع في المقام الأول على عاتق أطراف النزاع" وإن "إسرائيل، باعتبارها القوة المحتلة في غزة، ملزمة بتأمين حماية المدنيين وحصولهم على الخدمات الأساسية اللازمة للبقاء على قيد الحياة". وأفاد غازي الآغا (60 عاما) لفرانس برس بعد وصوله إلى رفح "اعتقلوا الكثير من الشباب من مستشفى ناصر فجر اليوم (الخميس). كنت في خيمة بالمستشفى وأخلينا بالليل. نادوا علينا بمكبر الصوت: اخرجوا وإلا قصفنا المباني. خرجتُ مع عشرات الناس. كانوا ينادون على الشباب. سمعتهم ينادون أحدهم: أنت يا أبو البنطلون الجينز، تعال! وطلبوا منه خلع ملابسه وفعلا خلعها وظل بلباسه الداخلي. وأخذوه. أكيد للاعتقال. كنا نسمع كل الوقت إطلاق نار وانفجارات". - نداء لإنقاذ الأطفال - ناشد محمود بصل الناطق باسم الدفاع المدني في غزة العالم التحرك لوقف العمليات الجارية في محيط مجمع الشفاء. وقال في تصريح صحافي "ما يحدث عمليات قتل واستئصال وابادة جماعية للمواطنين ... عمليات مجاعة وفرض حالة صعبة على المواطن. منذ عشرة ايام لم يتحصل الواحد منهم على قطرة ماء". وقال إن فرقه تتلقى نداءات استغاثة لكن لا يمكنها دخول المنطقة. وأوضح أن "النساء محاصرات مع أطفالهن في المنازل في مربع المجمع ولا يمكنهم بأي حال الخروج لأنه أذا تحرك أحد يتم قتله، يتم قنصه من قبل قوات الاحتلال... لذلك، يجب أن يتوقف هذا على الفور وأن تنتهي هذه المجازر. تابعوا أخبار العالم من البيان عبر غوغل نيوز Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :