تبنت السعودية إنشاء فنادق خضراء باستثمارات تتجاوز 200 مليار ريال (53.3 مليار دولار) على مساحة 20 مليون متر مربع، وفقًا لإيهاب الفرا، الأستاذ المشارك بكلية السياحة والآثار بجامعة الملك سعود، الذي توقع أن تتضاعف هذه الاستثمارات خلال السنوات القادمة. وأكد الفرا خلال ندوة بعنوان «مستقبل السياحة البيئية في مدينة الرياض» ضمن فعاليات ملتقى السفر والاستثمار السياحي السعودي التاسع بالرياض، أن منطقة الرياض تشهد تنفيذ مجموعة متكاملة ومتنوعة من المشاريع والبرامج في مجال السياحة البيئية وذلك ضمن الجهود الرامية لتطوير منطقة الرياض. وأشار إلى أن فندق ماريوت للشقق الفندقية بحي السفارات الذي وضع حجر الأساس له ومن المقرر افتتاحه عام 2018. يعتبر أول الفنادق الخضراء التي ستنشأ في السعودية، ويراعي أعلى مواصفات المباني الذكية صديقة البيئة. وشدد على ضرورة الاهتمام بإنشاء وتنمية الفنادق الخضراء التي تسهم في الحفاظ على البيئة، مشيرًا إلى أن الاتجاه العالمي لمنظمة السياحة العالمية يسعى إلى تطوير وتنمية السياحة البيئية وتلبية احتياجات السياح مع الحفاظ على المميزات الطبيعية وملامح الحياة الفطرية. ولفت إلى أن الفنادق الخضراء يجب أن تتوافر فيها معايير مهمة، من بينها الاعتماد على البيئة الطبيعية في معظم أنظمة التشغيل، والإسهام الفعال للمنشأة الفندقية في حماية البيئة، عبر الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة كالطاقة الشمسية وطاقة الرياح وكذلك إعادة تدوير المياه الرمادية واستخدامها في ري الحدائق، واستخدام وسائل إعادة تدوير القمامة في جميع ردهات ومرافق الفندق، مع استخدام الأدوات التي من شأنها المحافظة على الحياة البيئية. وأشار إلى أن السعودية تتميز بمناطق بيئية متميزة كالجزر والسواحل البحرية والمحميات الطبيعية، التي تجعل السعودية أحد أبرز الدول في مجال السياحة البيئية. وتطرق الفرا إلى البرامج الدولية لقياس كفاءة وتقنية المنشآت الخضراء من بينها برنامج الريادة في تقنية الطاقة LEED والذي يضم عددا من المجالس الوطنية للأبنية الخضراء في أكثر من 90 دولة في العالم، حيث يقيّم المنشآت وفقًا لمعايير محددة ويعطيها شهادات معتمدة، وكذلك برنامج المفتاح الأخضر The green key الذي تدعمه منظمة السياحة العالمية. وأوصى بتشجيع رجال الأعمال على الاستثمار في بناء المنشآت الفندقية الخضراء في منطقة الرياض ومناطق المملكة التي تسهم بشكل فعال في إنجاح السياحة البيئية والحفاظ عليها، كما أوصى بضرورة إقامة الدورات التدريبية بالجامعات والمدارس لزيادة الوعي المجتمعي بالبيئة وكذلك زيادة الأبحاث العلمية التي بدورها تساهم في تطوير السياحة البيئية في المملكة. إلى ذلك، أكد روبرت رولاند الخبير الدولي في السياحة وعضو شبكة الاستشاريين للسياحة، أن السعودية تمتلك موارد سياحية واقتصادية ووجهات سياحية مهمة، ومواقع جذب سياحي تجعلها من أهم الدول السياحية في المنطقة، فضلاً عن ملايين الزوار الوافدين لأداء الحج والعمرة. وأبدى رولاند خلال ندوة بعنوان «أهمية النمو في الاستثمارات السياحية»، تفاؤله بمستقبل جيد للسياحة السعودية على المدى البعيد رغم الصعوبات والاضطرابات التي تشهدها المنطقة العربية، مشيدًا بما تشهده المملكة من نمو وتطور كبير في إدارة العملية السياحية. وأشار إلى أن التحدي الأكبر الذي يواجه الدول في إدارة الوجهات السياحية يتمثل في عملية التمويل، مشددًا في الوقت ذاته على ضرورة أن تشجع الحكومات القطاع الخاص للاستثمار في الوجهات السياحية وتنميتها وتطويرها، وإدارة الفعاليات وتشجيع الفنادق وشركات الطيران. ولفت الخبير الدولي في السياحة إلى أن تطوير الوجهات السياحية وإدارتها يتطلب المزيد من الجهد والمال لضمان مستوى الخدمة التي يتم تقديمها، مشيرًا إلى أن الحكومة يجب أن يكون لديها دور مهم في هذه العملية.
مشاركة :