تحدث الخبير الاستراتيجي المصري، اللواء محمد عبد الواحد، عن تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حول إرسال قوات للقتال إلى جانب أوكرانيا ومدى جدية أو واقعية تلك التصريحات. وأشار الخبير الاستراتيجي المصري إلى أنه "خلال الفترة السابقة مالت كفة الحرب ما بين روسيا اوكرانيا لصالح روسيا التي حققت نجاحات ملموسة وفشلت أوكرانيا في تطوير الهجوم المضاد الذي تبنته منذ أبريل من العام الماضي وسقطت مدن عديدة مثل افدييفيكا وكان لهذا الانتصار الروسي أسبابه الكثيرة أهمها انشغال العالم خاصة أمريكا والاتحاد الأوربي بما يحدث فى غزة وتراجع المساعدات الأمريكية الغربية لأوكرانيا واستنزاف الذخيرة من أوكرانيا التي بدأت تبحث عن ذخائر لاستكمال الحرب واستعانت بعدد كبير من المرتزقة". الاتحاد الأوروبي بين الـ"روسوفوبيا" والخروج من عباءة الناتو وقال إن "الاتحاد الأوروبي لفت الانتباه من خطورة انتصار روسيا في هذه الحرب وهذا غير مسموح به، وأن الأوروبيين يرون أن روسيا تشكل تهديدا لوجودهم.. يتمنى الأوروبيون ازاحة روسيا من على خريطة اوراسيا على الاقل بحيث لا تكون جارة لهم، ويرون ان وجودها على حدودهم يشكل خطورة محدقة بهم". وأضاف: "الحقيقة أن فرنسا دائما ما تحرض على هذه الخطورة وتبنت استراتيجية تسمى بالبوصلة الاستراتيجية وهذه البوصلة تم اعتمادها من قبل الاتحاد الأوروبي في 2020.. وكانت فرنسا تحرض دائما على هذه البوصلة الاستراتيجية بمعنى ان الاتحاد الأوروبي يقوي ويعزز من تواجده وقواته لمواجهة التحديات الأمنية على الأرض ولمواجهة روسيا أيضا.. وللبوصلة الاستراتيجية لها أهداف متعددة، فالاتحاد الأوروبي يريد أن يخرج من عباءة الناتو وهيمنة الولايات المتحدة الأمريكية من خلال تشكيل قوات أوربية ومظلة أخرى مستقلة عن الهيمنة الأمريكية، فرنسا دائما كانت ما تحرض ودائما ما تشير إلى التخوف من روسيا". فرنسا ورغبة الانتقام من روسيا بعد خروجها المهين من إفريقيا وأضاف: "في أواخر العام الماضي وبداية العام كانت هناك تصريحات قوية ومواقف عدائية من قبل فرنسا تجاه روسيا والخارجية الروسية ومسؤولين روس قالوا إن فرنسا تتخذ موقفا عدائيا تجاه روسيا بسبب تصريحاتها النارية أو تحريض دول الناتو، روسيا موقفها في مجلس الأمن عندما رأست فرنسا مجلس الأمن ورفضت اجتماعا عاجلا بشأن الطائرة الروسية التي أسقطها الجيش الأوكراني والحديث في الصحافة الفرنسية وتصريحات مسؤولين فرنسيين ضد روسيا كل هذا الحقيقة كان قد زاد من مشاكلها، ربما هذه العداءات الفرنسية كانت ناتجة عن الحرب المفتوحة بين روسيا وفرنسا في إفريقيا وخروج فرنسا بشكل مهين من القارة الإفريقية بسبب السياسة الروسية.. كل هذا أغضب فرنسا، تريد أن تنتقم.. فرنسا دائما ما تحرض الاتحاد الأوروبي على الاستقلالية الاستراتيجية فى مقاومة روسيا وتشكيل مظلة أخرى بعيدة عن الناتو". وأردف بالقول: "الفترة السابقة تدرجت تصريحات ماكرون في البداية أعلن عن تشكيل التحالف التاسع لتزويد أوكرانيا بصواريخ متوسطة وطويلة المدى، هذا التصريح آثار انتقادات شديدة، وقال إن باريس ستبذل قصارى جهدها لمنع روسيا من كسب الحرب أيضا كان تصريح قاسيا، وأشار إلى أن فرنسا ليس لديها أي خطوط حمراء في مساعدة أوكرانيا وآخر تصريح الذي أثُير بشأنه الجدل وهو لا ينبغي استبعاد إرسال قوات غربية إلى أوكرانيا في المستقبل وهذا تصريح أثار أيضا انتقادات الشركاء خاصة ألمانيا وخاصة أن فرنسا صرحت بهذا بعد زيارة ألمانيا وبالتالي آثار غضب الشركاء". وقال اللواء المصري: "فرنسا في حقيقة الأمر ليس لديها قوة عسكرية لمواجهة موسكو بشكل مباشر"، وأوضح أن "الجيش الروسي متفوق بلا جدال وبالتالي فرنسا لو أرسلت قوات على الأرض حتى ولو قوات رمزية محدودة لأن هناك تسريبات أن فرنسا تعد ألفي جندي لإرسالهم إلى أوكرانيا، وهذا يعني أن فرنسا تتأخذ موقفا عدائيا يعنى إعلان فرنسا الحرب على روسيا وبالتالي روسيا لن تقف مكتوفة الأيدي وستكون القوات الفرنسية في أوكرانيا هدفا ذا أولوية أولى للقوات الروسية"، مشيرا إلى أن هذا غير وارد حيث لن تستطيع الحكومة الفرنسية التصديق على هذا القرار ولن يستطيع البرلمان التصديق وسُيلاقي انتقادات شديدة سواء من المعارضة الفرنسية أو من الرأي العام الفرنسي، الجيش الروسي متفوق وبقوة على الجيش الفرنسي". واستطرد: "هناك حقيقة هامة مفادها أن أوكرانيا ليست عضوا بحلف الناتو ومن ثم فإن عملية إرسال قوات فرنسية لأوكرانيا تبدو غير قانونية او عقلانية لأن أوكرانيا ليست في تحالف عسكري وليست في الناتو ولكن من ممكن التحايل عليها بحجة أن الحكومة الأوكرانية تستدعي قوات فرنسية لكن لو فرنسا نقلت قوات ستكون حرب مباشرة وستعلن الحرب المباشرة على روسيا" فرنسا ليست مستعدة وأضاف أن "فرنسا ليست على استعداد ولن تستطيع الدخول إلى الأراضي الأوكرانية ولكن قد تكون هناك أمور أخرى للمشاركة بقوات مثل إرسال مجموعة من الخبراء لأن كان هناك حديث عن انشاء مصانع للأسلحة سواء فرنسية أو مصانع لقذائف الدبابات بأنها في أوكرانيا نفسها وكان الحديث في الفترة السابقة عن هذا" وأشار إلى إن "هذا السيناريو بعيد بسبب الكلفة العالية لإنشاء مصانع في ذلك التوقيت أيضا كلفة التأمين على انشاء مصانع فى منطقة خطر ستكون عالية للغاية كما أن هذه المصانع ستكون هدفي مباشرا للقوات الروسية لكن ممكن أيضا هناك سيناريو آخر للمشاركة من خلال عمليات تدريب القوات الاوكرانية على اراضي أوكرانيا ومساعدة اوكرانيا في إزالة الألغام مساعدة اوكرانيا في تدريبهم على التكنولوجيا والمسيرات الحديثة، وهناك سيناريو لإرسال قوات لحماية أوديسا خاصة أن أوديسا هي النقطة الحرجة جدا في المعادلة أو في الصراع الروسي الأوكراني بموانئها الثلاثة". السيطرة على "أوديسا" لتغيير مجرى الحرب بالكامل وقال إن "الموانىء الثلاثة يعتمد عليها الاقتصاد الأوكراني بالكامل والتي تخرج منها الحبوب للعالم كله وبالتالي لو سيطرت روسيا على أوديسا الاستراتيجية سيتغير مجرى الحرب بالكامل وبالتالي أوكرانيا لن تطل على أي بحار في المنطقة وستغلق الاستيراد والتصدير وهذا الحقيقة غير مسموح به في هذه الفترة لأن هذا يعني ارتفاع أسعار الحبوب العالمية، وأيضا هناك سيناريو تقوم فرنسا وفقا له بإرسال قوات أو أي قوات أوروبية، وهذه مراكز الدرسات الفرنسية تحدثت عنها، بأن يكون هناك عملية انتشار للقوات الفرنسية في الأماكن التي حررتها روسيا مثل خيرسون وكييف والمناطق الشمالية المحاذية لحدود روسيا وحماية المنشآت الهامة مع تزويدها ببطاريات صواريخ لمكافحة الطيران أو الضربات الجوية لكن أيضا سيضع القوات الفرنسية أو الأوروبية تحت مرمى النيران، الحقيقة قد يكون هناك تحايل وبدل من أن تكون قوات رسمية يتم ارسال عدد من المرتزقة من هذه الدول أو قوات في زي مدني وبدون الإعلان عن أن فرنسا تساعد اوكرانيا". القاهرة ـ ناصر حاتم المصدر" RT تابعوا RT على
مشاركة :