أظهرت دراسة حديثة نشرتها مجلة “ناتشر” Nature، وكذلك نشرتها بعض النشرات العلمية المتخصصة و وسائل إعلام دولية أخرى، أن أول تدجين للكاكاو حدث في سانتا آنا لا فلوريدا، بالاندا، الواقع في منطقة الأمازون في الإكوادور.هناك مستند بعنوان: “تاريخ منقح لتدجين الكاكاو في العصر ما قبل الكولومبي، الذى تم الكشف عنه عن طريق المقاربات الأثرية الجينية” (التقارير العلمية المجلد 14، المقال رقم 2972. 2024، متاح على:https://www.nature.com/articles/s41598-024-53010-6?fbclid=IwAR3xJRwdqxlYs9y-fU-ESE55dUFc-mWYb54BCD_AY7eAYKixfzc5IdTQEpE),توصل فريق علمي مكون من 16 مؤسسة من 7 دول مختلفة، إلى أن موطن استخدام وتدجين الكاكاو ونباتات بريه أخرى تعود إلى اكثر من 5500 سنه في أعالي الامازون في الاكوادور، أي قبل 1500 عام على الأقل من تدجينها في أمريكا الوسطى.وقام الفريق، بالننسيق مع مركز التعاون الدولي للبحث والتنمية الزراعية (CIRAD) في فرنسا، والذي يضم علماء آثار وأنثروبولوجيا وعلماء وراثة وكيميائيين حيويين، بتحليل الحمض النووي القديم والمركبات الكيميائية الحيوية الموجودة في بواقي الطعام الى وجدت ب 352 قطعة أثرية من السيراميك. تقول كلير لانود، عالمة الوراثة الجزيئية في CIRAD والكاتبة الرئيسية للدراسة: “تنتمي هذه القطع الأثرية إلى 19 ثقافة ترجع الى العصر القبل الكولومبي ويعود تاريخها إلى ما يقرب من 5900 إلى 400 عام مضت في الإكوادور وكولومبيا وبيرو والمكسيك وبليز وبنما”. من بين ال 19 ثقافة التي تم دراستها، فأن القطع السراميك الى تمت دراستها من حضارة فالديفيا (الاكوادور) توضح الطرق الأولى لاستخدام الكاكاو.ويؤكد عالم الآثار فرانسيسكو فالديز، المشارك في الدراسة “أن أصل الكاكاو أمازوني ويوضح انتشاره السريع إلى ساحل المحيط الهادئ، حيث تلقته حضارة فالديفيا وساعدت على انتشاره إلى جميع الثقافات على الساحل حتى زمن الغزو، وبطبيعة الحال، انتشر من نفس الساحل والمنحدر الغربي لجبال الأنديز إلى كولومبيا وبنما وفي نهاية المطاف إلى المكسيك.يكمل هذا الاكتشاف الدراسات السابقة ولا سيما الدراسة التي قام بها المعهد الفرنسي لأبحاث التنمية (IRD) في مرسيليا، عام 2018 – والذي ذكر أنه كان في جنوب شرق الإكوادور الحالية – وتحديدًا في سانتا آنا لا فلوريدا في بالاندا. – حيث تم العثور على أقدم آثار لاستخدام حبوب الكاكاو، والتي يعود تاريخها إلى 5500 سنة.وقد نشرت وسائل الإعلام الدولية واسعة الانتشار، مثل لوموند ودويتشه فيله، هذه المعلومات على مستوى دولي، حيث تم الاعتراف بالأصل الأكوادوري للكاكاو. وتشير هذه المقالات أنه “بعد التحليل والدراسة، اكتشف العلماء أن الانتشار السريع للكاكاو عبر الطرق التجارية بعد تدجينه حدث منذ أكثر من خمسة آلاف عام في الإكوادور. وتظهر الأدلة انتشار الكاكاو على طول الساحل الشمالي الغربي للمحيط الهادئ في أمريكا الجنوبية، وبعد ذلك عبر أمريكا الوسطى، ليصل إلى المكسيك بعد 1500 عام.كما نشرت صحيفة لاريبوبليكا البيروفية مقالا بعنوان: “لم يكن في المكسيك أو بيرو: اكتشف الدولة الواقعة في أمريكا الجنوبية حيث أصل الكاكاو، حيث يشير إلى أنه “لفترة طويلة، كان أصل الكاكاو لغزا أثار اهتمام الباحثين. يُعتقد عمومًا أن هذا النبات القديم قد تم تدجينه في أمريكا الوسطى. ومع ذلك، فقد تحدى مقال جديد نُشر في مجلة Scientific Reports هذا الاعتقاد. وتكشف الدراسة أن الموطن الحقيقي للكاكاو هو في أمريكا الجنوبية وتحديدا في الإكوادور.وتؤكد النتائج العلمية التفصيلية أن الإكوادور هي منشأ الكاكاو، وأن حكومتها تنفذ سياسة لنشر هذا الاكتشاف. ويساهم هذا الاكتشاف بشكل كبير في الفهم التاريخي والعلمي لتطور الزراعة وعمليات تدجين النباتات، وهي العوامل المحددة في تطور البشرية في أمريكا والعالم.
مشاركة :