كرموا .. ثم جرموا - هاشم عبده هاشم

  • 4/9/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

أعرف أن الدول الناجحة.. وحتى الشركات.. والبنوك والمؤسسات الكبرى في العالم.. تفكر في ظل الازمات الاقتصادية الحادة التي تمر بها.. بتنمية الموارد وتنويع مصادر الدخل (أولاً)، ثم بعد ذلك تفكر أيضاً في تخفيض الانفاق والمصروفات بأكثر من طريقة وعبر العديد من الوسائل والاجراءات.. وليس العكس كما يحدث في دول ومؤسسات أخرى.. نتيجة قصور في التخطيط.. وتعجل غير مأمون لنتائج غير مضمونة.. بل وقد تكون خطيرة على مستوى الداخل كثيراً.. •• كما أعرف ان الدول والمجتمعات التي تتجه نحو الاكثار من الحوافز ودعم المبادرات وتقدير جهود المتميزين والمخلصين.. تكون أكثر تماسكاً.. وأعظم حيوية.. وأوفر إنتاجية.. بين شعوبها.. من الدول والمجتمعات التي تبالغ في سن المزيد من أنظمة العقوبات.. والحسومات.. وتسريح الموظفين.. وقتل الروح المعنوية عند الناس.. والأمثلة كثيرة ووفيرة.. •• بل إن كثيراً من الأنظمة تداعت.. وانهارت بسبب اتخاذ قرارات متسرعة.. ومثبطة للعزائم.. وهادمة للاجتهاد.. ومضعفة لروح المواطنة والانتماء الصادق للبلد.. •• هذه الحقائق وتلك.. معروفة للجميع.. وثابتة في التاريخ القديم.. والحديث.. وما يعنينا منها الآن هو التأكيد على أهمية اتباع سياسات ايجابية تساعد على الخلق.. والتنافس.. ومضاعفة الانتاج.. •• ولعلي اتذكر في هذا السياق امر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في الخامس من شهر جمادى الآخرة الرابع عشر من شهر مارس المنصرم بمنح المعلم عبدالعزيز بن سالم بن فايز الحربي.. وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى وصرف مليون ريال مكافأة له نظير ما قام به من إنقاذ عدد من المعلمات بعد احتجازهن داخل سيارة والنيران تشتعل فيها.. •• وهذا المثل يغنينا عن ألف مثل آخر.. لما تركه من أثر بالغ لدى كل مواطن في المملكة.. لما انطوى عليه من حث على التضحية.. والتفاني في أداء الواجب وما فوق الواجب في كل الظروف.. فضلاً عما اشتمل عليه من دلالات قوية على قرب القيادة من الشعب واهتمامها بشؤون الإنسان فيه.. وحرصها على حياته.. وتشجيع الاعمال والمبادرات والتصدي للأخطار والمكاره.. في زمن تتعرض فيه بلادنا للكثير منها.. وعلى الأصعدة والمستويات. •• فكما أنها تنزل أشد العقوبات بكل المجرمين.. والقتلة.. وسفاكي الدماء.. والمهددين لأمن وسلامة الوطن والإنسان.. فإنها لا تتأخر عن تقديم أرفع الأوسمة.. وأعلى المكافآت لكل من يذودون عن حمى الوطن.. ويدفعون الشر عن الإنسان فيه.. ويقدمون حياتهم ثمناً لبقاء الوطن وإنسانه.. وطمأنينتهم.. واستمرار سعادتهم.. •• وهكذا تُعمر البلدان.. ويسود التلاحم بين الناس.. وتتعزز أواصر العلاقة بين الدولة والشعب.. ويكرم المخلصون والأوفياء وما أكثرهم.. •• ودولة بهذا القدر من الاهتمام بالوطن والإنسان.. جديرة بصدور نظام مستقل يرسخ ويعمق هذه المبادئ.. ويُعلي شأن عوامل التحفيز والتكريم والإبداع والتضحية بكل صورها.. وأشكالها.. ويعمل على تعزيز القدوة وإعلاء شأن المبادرة.. أيضاً. ضمير مستتر : •• الدول والمجتمعات القوية.. تُبنى على تنمية عوامل الخير والمحبة وتحفيز المستحقين.. وليس العكس.

مشاركة :