طوكيو أ ف ب يعقد وزراء خارجية دول مجموعة السبع اجتماعاً غداً في هيروشيما يرتدي طابعاً رمزيّاً لكون المدينة قُصِفَت بقنبلة نووية أمريكية. وسيكون جون كيري أول وزير خارجية أمريكي يزور المدينة اليابانية التي تستقبل رئيسه، باراك أوباما، في نهاية مايو. ويمثِّل اجتماع الأحد أول فرصة لوزراء خارجية القوى النووية الثلاث في المجموعة، الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، للتوجُّه إلى المدينة. وسيتطرق المجتمعون إلى القضايا الكبرى الراهنة مثل الإرهاب وأزمة الهجرة وملفات إقليمية هي النزاع في سوريا وأوكرانيا والخلافات على الأراضي في بحور الصين. واعتبر وزير الخارجية الفرنسي، جان مارك إيرولت، أن «علينا معالجة الأسباب الأولى للإرهاب وخصوصاً الأزمات الإقليمية التي تغذي عدم الاستقرار». ووصف، في مقابلةٍ مع صحيفة «شوغوكو شيمبون» اليابانية، الإرهاب بـ «أحد أكبر التحديات للسلام في العالم الراهن». لكن اليابان، البلد الوحيد الذي تعرَّض لقصفٍ نووي، يريد تضمين إزالة السلاح النووي في صلب المناقشات، مذكِّراً بالمأساة التي وقعت في الـ 6 من أغسطس لعام 1945. وصباح الإثنين؛ سيقوم كيري وإيرولت ونظيرهما البريطاني، فيليب هاموند، إلى جانب وزراء خارجية ألمانيا وإيطاليا وكندا بزيارة متحف نصب السلام وحديقة أقيم فيها قوسٌ يشرف على قبرٍ حُفِرَت عليه أسماء ضحايا القصف النووي. رسالة «مبهمة» وتؤكد الولايات المتحدة التي يُعدُّ الملف حساساً بالنسبة لها؛ أن التكريم يجب أن يكون جماعيّاً. والأمريكيون مقتنعون بأن عمليتي القصف النووي كانتا ضروريتين لدفع اليابان إلى الاستسلام، ولم يقبلوا يوماً بتقديم اعتذارات على مقتل أكثر من 210 آلاف شخص معظمهم من المدنيين. وسقط الضحايا على الفور أو نتيجةً للإشعاعات والحروق؛ بواقع 140 ألف قتيل في هيروشيما و74 ألفاً في ناغازاكي التي ضُرِبَت بعد 3 أيام. وذكر مساعد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، مارك تونر، أن «كيري ينوي الانضمام إلى نظيره الياباني، فوميو كيشيدا» الذي يتحدر من هيروشيما و»الوزراء الآخرين في مجموعة السبع». وصرَّح تونر «لا أعتقد أن كيري ينوي إلقاء أي كلمة أو القيام بأي مبادرة مفصلة». وقال سوناو تسوبوي (91 عاماً) الذي نجا من القصف لكنه أصيب بحروق خطيرة «أريد أن يروا ويسمعوا ما فعلته القنبلة الذرية» التي وصفها بـ «سلاح يهدد بقاء البشرية». ويأمل الرجل أن تكون هذه الزيارة مُقدِّمة لزيارة تاريخية لأوباما الذي ألقى في براغ في إبريل 2009 خطاباً شهيراً حول «عالم بلا أسلحة نووية». واعتبر المسؤول الياباني الكبير، كينجو موراكامي، أن حلم إزالة هذه الأسلحة «تعرقله تحديات عدة حالياً»، حتى أنه وصف الوضع بـ «الطريق المسدود». وأشار موراكامي إلى التهديد الكوري الشمالي «المثير للقلق» بينما قامت بيونغ يانغ بتجربتها النووية الرابعة في الـ 6 من يناير الماضي. وتثير القلق أيضاً تصريحات المرشح الرئاسي المحتمل في أمريكا، دونالد ترامب «جمهوري»، إذ قال إن على اليابان امتلاك قنبلة ذرية. وأوضح المسؤول الياباني «نريد توجيه رسالة قوية إلى العالم من مدينة تشكل رمزاً»، ملمحاً إلى إمكانية إصدار وثيقة ستبقى في الذاكرة باسم «إعلان هيروشيما». لكن روبرت دوجاريك من جامعة تيمبل في طوكيو يرى أن تأثير الاجتماع يبدو منعدماً من دون روسيا التي استُبعِدَت من مجموعة الثماني بعد ضمها منطقة القرم في 2014، إضافةً إلى الصين ودول عدة أخرى منها الهند وباكستان. وما يعزز ذلك هو الغموض السائد في رسالة اليابان المناهضة للسلاح النووي والمحمية بمظلة حليفتها الأمريكية. و»في الواقع تريد طوكيو قبل كل شيء تعزيز مصداقية الردع الأمريكي في مواجهة الصين وكوريا الشمالية»، بحسب دوجاريك.
مشاركة :