واستخدمت روسيا الخميس الفيتو خلال التصويت على مشروع قرار لمجلس الأمن يجدد تفويض لجنة مكلفة مراقبة تطبيق العقوبات الدولية المفروضة على كوريا الشمالية على خلفية برنامجَيها النووي والبالستي المحظورَين. ونددت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية الجمعة بالخطوة الروسية معتبرة أنها "قرار غير مسؤول". وكانت سيول اتهمت بيونغ يانغ بإرسال آلاف من حاويات الأسلحة إلى موسكو لاستخدامها في أوكرانيا، وقال سفير كوريا الجنوبية لدى الأمم المتحدة هوانغ جون كوك إن الخطوة الروسية "تكاد تكون أشبه بتدمير كاميرا مراقبة لتجنب القبض على متلبسين". ودافع الكرملين الجمعة عن استخدامه الفيتو وقال إن العقوبات الدولية على كوريا الشمالية تعيق الحوار والسلام في شبه الجزيرة الكورية ولم تساعد في تحسين الأمن الإقليمي. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماريا زاخاروفا في بيان "على مر السنين لم تساعد التدابير التقييدية الدولية على تحسين الوضع الأمني في المنطقة". بدوره قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف خلال إيجاز صحافي يومي إن موقف موسكو "يتماشى أكثر مع مصالحنا". وقبل ذلك اعتبر الاتحاد الأوروبي الفيتو الروسي "مسعى لإخفاء عمليات نقل غير شرعية لأسلحة بين جمهورية كوريا الشعبية الديموقراطية وروسيا في سياق حرب العدوان غير القانونية على أوكرانيا". من جانبها اعتبرت الولايات المتحدة تصويت روسيا "مسعى متعمدا لدفن تقارير اللجنة بشأن تواطؤها" مع كوريا الشمالية. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر بعد التصويت إن "أفعال روسيا اليوم قوضت بشكل وقح السلام والأمن الدوليين، وكل ذلك من أجل دفع الصفقة الفاسدة التي أبرمتها موسكو مع جمهورية كوريا الشعبية الديموقراطية". وينتهي تفويض اللجنة في نهاية نيسان/أبريل. وتخضع كوريا الشمالية منذ 2006 لعقوبات دولية مرتبطة خصوصا ببرنامجها النووي. ومنذ عام 2019، تحاول روسيا والصين عبثا إقناع المجلس بتخفيف هذه العقوبات التي لم يحدد تاريخ نهايتها. والمجلس منقسم منذ مدة طويلة بهذا الشأن. حل سياسي وامتنعت الصين من ناحيتها عن التصويت ولم تنضم لروسيا في استخدام حق الفيتو. وصوت جميع أعضاء المجلس لصالح تمديد تفويض اللجنة. وأعلنت بكين الجمعة إنها تعارض "فرض عقوبات بشكل أعمى" على كوريا الشمالية. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية لين جيان إن "الوضع الراهن في شبه الجزيرة (الكورية) ما زال متوترا، وفرض عقوبات بشكل أعمى لا يمكن أن يحل المشكلة". وردا على سؤال بشأن سبب امتناع الصين عن التصويت قال إن "الحل السياسي هو السبيل الوحيد". وتربط موسكو وبيونغ يانغ علاقات تاريخية تعززت منذ بدء الهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا. واعتبر السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا في وقت سابق أن من دون مراجعة سنوية لتقييم العقوبات وربما تعديلها، فإن اللجنة غير مبررة. وقال نيبينزيا إن "اللجنة واصلت التركيز على أمور تافهة لا تتناسب مع المشاكل التي تواجه شبه الجزيرة". - تجارب مستمرة - شددت العقوبات الدولية على بيونغ يانغ في 2016 و2017، غير أن تطوير كوريا الشمالية لبرنامجيها النووي والتسلحي تواصل بلا هوادة. وأجرت بيونغ يانغ الأسبوع الماضي تجارب على محرك يعمل بالوقود الصلب ل"نوع جديد من الصواريخ متوسطة المدى تفوق سرعتها سرعة الصوت". وأثار إطلاق صواريخ كروز مؤخرا تكهنات بأن كوريا الشمالية تختبر تلك الأسلحة قبل إرسالها إلى موسكو لاستخدامها في أوكرانيا. وفي تقريرها الأخير الصادر مطلع آذار/مارس، ذكرت لجنة مراقبة العقوبات أن كوريا الشمالية "واصلت انتهاك" العقوبات، بما في ذلك إطلاق صواريخ بالستية وانتهاك الحد المفروض على واردات النفط. وأضافت أنها تحقق في تقارير عن شحنات أسلحة من بيونغ يانغ إلى روسيا لاستخدامها في أوكرانيا. واعتبر وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا على منصات التواصل الاجتماعي الخميس أن الفيتو الروسي "اعتراف بالذنب".
مشاركة :