مقابلة: بان كي مون: بناء توافق وتعاون مربح للجميع هو السبيل الوحيد لتحقيق مستقبل أفضل

  • 3/29/2024
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

أشار بان كي مون، رئيس منتدى بوآو الآسيوي، إلى أنه فقط من خلال بناء توافق وتعاون مربح للجميع يمكننا مواجهة مختلف التحديات بشكل فعال وخلق مستقبل أفضل للبشرية. وفي مقابلة مكتوبة أجرتها معه وكالة أنباء ((شينخوا))، ضرب بان كي مون، وهو أيضا الأمين العام السابق للأمم المتحدة، مثالا بالمؤتمر السنوي لمنتدى بوآو الآسيوي 2024 الجاري، قائلا إنه قبل 23 عاما، في أعقاب الأزمة المالية الآسيوية، طمحت الشعوب الآسيوية إلى التصدي بفعالية للتحديات المشتركة في المستقبل. لذلك، جاءت ضرورة إقامة "منتدى لآسيا" من نوع ما يمكنه جمع الدول الآسيوية معا وبناء توافق واستكشاف حلول وتحقيق تكامل اقتصادي آسيوي في نهاية المطاف، حسبما قال. ولفت بان كي مون إلى أن منتدى بوآو الآسيوي طرح، منذ تأسيسه في عام 2001، العديد من المقترحات القيمة لبناء توافق آسيوي ودفع التعاون بين جميع الأطراف وتعزيز العولمة الاقتصادية وبناء مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية. وقال إن منتدى بوآو الآسيوي لعب دورا هاما في تعزيز التبادلات والتعاون بين الدول الآسيوية وما وراءها، ما ساهم في النهاية في تعزيز التكامل الاقتصادي الآسيوي، مشيرا إلى أن الدول الآسيوية أظهرت أيضا تضامنا في مواجهة الأزمة وأبدت روحا تعاونية. وذكر بان كي مون أن آسيا تتطور الآن لتصبح واحدة من أكثر المناطق دينامية وقوة مع تمتعها بإمكانات ضخمة يمكن الاستفادة منها في جميع أنحاء العالم، مضيفا أن "المنطقة لن تظل قاطرة النمو في العالم فحسب، بل هناك آفاق واعدة بأن تصبح قوة اقتصادية أكثر تكاملا". أما فيما يتعلق بمساهمة الصين في الاقتصاد العالمي، قال إنه في العام الماضي، عندما كان الاقتصاد العالمي يتعافى ببطء والحمائية آخذة في الازدياد، ظلت الصين والدول النامية الأخرى ملتزمة بمعالجة قضايا التنمية وتعزيز التعاون الدولي، الأمر الذي ضخ قوة دفع في النمو الاقتصادي العالمي والتنمية المشتركة. وأشار بان كي مون إلى أنه باعتبارها ثاني أكبر اقتصاد في العالم، فإن الصين بما تفعله وستفعله يحمل أهمية عالمية، مضيفا أن سلسلة من المبادرات الكبرى التي طرحتها الصين تتماشى مع الاتجاه العام وتهدف إلى تعزيز التعاون المربح للجميع بين الشركاء. وقال إنه "فقط من خلال التمسك بالتعددية الحقيقية يمكننا الاستجابة بشكل أفضل للعدد المتزايد من التحديات العالمية وحماية الأمن العالمي". وفي معرض حديثه عن "القوى الإنتاجية الجديدة عالية الجودة" في الصين، ذكر بان كي مون أن الصين تحول اقتصادها من النمو عالي السرعة إلى النمو عالي الجودة، كما أنها تشجع "قوى إنتاجية جديدة عالية الجودة" لدفع تحقيق تنمية أكثر توجها نحو الابتكار وأكثر توازنا وشمولا واخضرارا وانفتاحا، تنمية تعتمد بشكل أكبر على التقدم العلمي والتكنولوجي. ولدى إشارته إلى أننا نعيش في عالم من التغيرات الكبيرة، قال إن تكنولوجيات جديدة مثل الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة والحوسبة الكمومية والمواد الجديدة والطاقة المتجددة وعلوم الحياة صارت الآن جزءا لا غنى عنه من حياتنا واقتصادنا، ما يخلق ثورة تكنولوجية من شأنها أن تغير المستقبل جذريا. ولفت بان كي مون إلى أن "لعبة المحصلة الصفرية يجب ألا تكون خيارنا"، مضيفا أنه لا يوجد بديل عن التعاون مع تزايد الاعتمادية والارتباطية بين بلدان العالم. وقال إنه فقط من خلال التعاون المربح للجميع والجهود المتضافرة يمكننا التغلب بفعالية على التحديات التي تصاحب التكنولوجيات الثورية الجديدة والاستفادة منها بشكل أفضل لصالح البشرية جمعاء.

مشاركة :