أشاد زعماء دول ومسؤولون كبار بمنظمات دولية يوم الخميس بنجاح آسيا الاقتصادي ودعوا كافة الدول إلى التمسك بالتضامن والتعاون لمواجهة التحديات العالمية. وقال الرئيس القازاقي قاسم جومارت توكاييف، في كلمته بافتتاح المؤتمر السنوي لمنتدى بوآو الآسيوي لعام 2024، إن الاجتماع يعقد على خلفية حالة غير مسبوقة من عدم اليقين عالميا، تغذيها اضطرابات جيوسياسية واقتصادية، مقللا من سقف التوقعات قائلا "الآفاق ليست واعدة للغاية". وقال الرئيس القازاقي إن أحد التحديات الرئيسة التي تواجه الاقتصاد العالمي يتمثل في "التوترات التجارية المستمرة بين الاقتصادات الكبرى والسياسات الحمائية والنزاعات التجارية المتصاعدة التي تعطل سلاسل التوريد العالمية وتعيق النمو الاقتصادي وتقوض ثقة المستثمرين". واعتبر الإنجازات الاقتصادية الآسيوية بمثابة شهادة على مرونة وابتكار وعزيمة المنطقة، التي تعتبر "في وضع جيد لمواصلة دفع النمو والتنمية العالميين في السنوات القادمة"، حسب قوله. وأكد الرئيس أيضا أن منتدى بوآو برز كمجسد للنهج الآسيوي المبتكر لتحقيق التقدم الاقتصادي العالمي، كما رسخ نفسه "كرمز بارز لالتزام الصين تجاه التنمية العالمية". من جانبه، قال رئيس الوزراء السريلانكي دينيش غوناواردينا في كلمته إن منتدى بوآو يمثل الدول التي تنتج ما يقرب من 50 بالمائة من الاستثمارات الجديدة في الطاقة المتجددة، معتبرا إياه "وعدا للمستقبل". وقال سامديتش تيكو هون سين، رئيس المجلس الاستشاري الأعلى لملك كمبوديا، في كلمته، إن مسؤولية الحفاظ على السلام والأمن في المنطقة تقع على عاتق آسيا لضمان عدم انتكاس انجازات الحد من الفقر ودفع التنمية المستقبلية مع الرخاء المشترك بشكل أفضل. وقال هون سين إن آسيا خطت خطوات كبيرة على صعيد التنمية وتعمل كمحرك للنمو خاصة خلال فترة صعبة. وأكد أنه "من الضروري أن تعمل منطقتنا معا للحفاظ على هذا الزخم الإيجابي". وقال "ينبغي أن تسترشد اجراءاتنا بمبدأ التعددية القائمة على القواعد التي تعمل من أجلنا جميعا، وليس فقط من أجل أي حفنة معينة من الدول، ويجب أن نواصل السعي لتحقيق تكامل أعمق واتصال أفضل بدلا من القطيعة والتعطيل". وقال رئيس ناورو ديفيد أديانغ إنه لا يمكن لأي دولة أن تزدهر بمعزل عن هذا العالم الذي يزداد ترابطا، ولا ينبغي أن يتم منع أي دولة عن الانخراط الاقتصادي والمالي مع بقية العالم. وأردف "يجب أن نبني الجسور بدلا من الجدران، وأن نعمل من أجل عالم أكثر تكاملا وترابطا من أجل الجميع. ويجب أن نكون مندمجين ومشاركين ونتطلع إلى أقصى قدر من المشاركة الاقتصادية والمالية، حتى لا تتخلف أي دولة كبيرة أو صغيرة، بغض النظر عن وضعها التنموي، عن الركب". وقال رئيس وزراء كومنولث دومينيكا روزفلت سكيريت إن التنمية المستدامة لا تزال تعتبر قضية ملحة للمجتمع الدولي، في ضوء ارتفاع مستويات عدم المساواة والفقر والتهميش بين البلدان. وأضاف "نحن بحاجة إلى العمل معا لاستمداد القوة والتحرك بشكل أسرع باتجاه تحقيق السلام والتنمية المستدامة. نحن بحاجة إلى تعزيز التعاون والتضامن بين البلدان من أجل توفير استجابات فعالة للأزمات المالية والاقتصادية والاجتماعية التي تواجهها العديد من البلدان في جميع أنحاء العالم". وبدوره، قال دارين تانغ، المدير العام للمنظمة العالمية للملكية الفكرية "أرى المزيد والمزيد من البلدان، وخاصة الاقتصادات الناشئة والبلدان النامية، تتحول إلى الابتكار والإبداع والتكنولوجيا والرقمنة لدفع النمو والتنمية". وأشار إلى أن "آسيا برزت كمحرك رئيس للأفكار والابتكار". ومن جانبه، اعتبر ماتياس كورمان، الأمين العام لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، الدول في جميع أنحاء آسيا بمثابة "محركات ديناميكية ومبتكرة وقوية للتنمية والنمو الاقتصادي في العالم". وقال "ستساهم آسيا بنحو 60 بالمائة من نمو الناتج المحلي الإجمالي العالمي هذا العام". ودعا جميع البلدان إلى العمل معا لتشجيع العولمة ومعالجة تغير المناخ واغتنام الفرص التي أوجدها التحول الرقمي لاقتصاداتنا ومجتمعاتنا، مع تحسين إدارة المخاطر والتحديات والاضطرابات ذات الصلة.■
مشاركة :