اعتبر مفوض وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني اليوم (الجمعة) أن أمر محكمة العدل الدولية الأخير يؤكد أن كارثة قطاع غزة من صنع البشر. وقال لازاريني في بيان إن "الأمر الملزم المتجدد من محكمة العدل الدولية هو تذكير صارخ بأن الوضع الإنساني الكارثي في غزة هو من صنع الإنسان ويزداد سوءا، ومع ذلك، لا يزال من الممكن عكسه". وأشار لازاريني إلى أن الأمر يدعو إسرائيل إلى التعاون مع الأمم المتحدة لتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها إلى غزة. وأوضح أن التعاون يعني أنه يجب على إسرائيل التراجع عن قرارها والسماح للأونروا بالوصول إلى شمال غزة بقوافل الغذاء والتغذية بشكل يومي وفتح معابر برية إضافية. وحذر مفوض أونروا من أن ظروف أكثر من مليوني شخص تتدهور، وان غزة تتحول إلى مكان مستحيل للحياة الكريمة. وطالب الدول بممارسة المزيد من الضغوط لتنفيذ أمر المحكمة وإعادة النظر في قرارها بإعادة تمويل الوكالة والسماح لها بالوفاء بتفويضها بما في ذلك المساعدة في تجنب المجاعة، معتبرا أن العمل الجريء لا يمكن أن ينتظر أكثر من ذلك. وأمرت محكمة العدل الدولية في لاهاي إسرائيل الخميس باتخاذ التدابير اللازمة لضمان وصول المساعدات الأساسية إلى السكان الفلسطينيين في قطاع غزة. وقالت المحكمة إنه "يجب على إسرائيل اتخاذ جميع التدابير اللازمة والفعالة لضمان دون تأخير وبالتعاون الكامل مع الأمم المتحدة، توفير الخدمات الأساسية والمساعدات الإنسانية التي تشتد الحاجة إليها دون عوائق وعلى نطاق واسع". ويشمل ذلك، وفق المحكمة، الغذاء والماء والكهرباء والوقود والمأوى ومتطلبات الملابس والنظافة والصرف الصحي، فضلا عن الإمدادات الطبية والرعاية الطبية للفلسطينيين في جميع أنحاء غزة، بما في ذلك عن طريق زيادة قدرة وعدد نقاط العبور البرية وإبقائها مفتوحة لأطول فترة ممكنة. ويأتي هذا الحكم إضافة إلى الحكم الصادر في 26 يناير الماضي، والذي أمرت فيه محكمة العدل الدولية إسرائيل باتخاذ جميع التدابير الممكنة لمنع أعمال الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة ووقف التحريض ضد الفلسطينيين كجماعة والحفاظ على الأدلة واتخاذ تدابير فورية لضمان المساعدات الإنسانية. وتشن إسرائيل منذ السابع من أكتوبر الماضي حربا ضد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أودت بحياة أكثر من 32 ألف فلسطيني في قطاع غزة وخلفت دمارا واسعا وأزمة إنسانية، وذلك بعد أن شنت حماس هجوما مباغتا على عدد من القواعد العسكرية والبلدات الإسرائيلية المتاخمة للحدود مع القطاع أسفر عن مقتل 1200 إسرائيلي. ويعيش القطاع الساحلي المحاصر الذي يقطنه نحو 2.35 مليون نسمة ظروفا إنسانية صعبة، في ظل تحذيرات دولية وأممية وعربية من حدوث مجاعة.
مشاركة :