روح "أوبنهايمر" وعبقرية "توماس شيلبي".. جوانب خفية من حياة "كيليان مورفي"

  • 3/30/2024
  • 08:50
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

  الموهبة الفنية الفريدة والقدرة الإبداعية الاستثنائية في تجسيد الشخصيات منحت "كيليان مورفي" الأوسكار الأولى في حياته ليثبت مكانته كواحد من أبرز نجوم هوليوود في العصر الحديث. تميز "مورفي" بقدرته على استحضار الشخصيات، ومنح لمساته الخاصة لكل دور يلعبه، فتألقه ليس محصورًا في الأوسكار، بل   نتاج عمل مستمر وشغف لا ينضب. وُلد الممثل الأيرلندي في 25 مايو 1976 في نافان، مقاطعة كورك في أيرلندا، وبدأ مسيرته الفنية مغنيًا وعازف غيتار في عدد من فرق الروك، كما عمل على كتابة وتلحين الأغاني، إلى جانب دراسته للقانون في أثناء ممارسته لموسيقاه الخاصة. لم يكن لـ"مورفي" أي اهتمام بالتمثيل، لكن عندما شاهد مسرحية "A Clockwork Orange"، شعر بالجذب نحو المسرح ليقرر بدء فصل جديد من حياته الفنية.  "مورفي" لم يكتسب مهارات التمثيل من خلال الدراسة الأكاديمية، بل اكتسبها من خلال الخبرة والعمل مع ممثلين محترفين، وحتى عندما حقق نجاحًا كبيرًا من خلال مسلسل "Peaky Blinders"، ظل متمسكًا بالمسرح الذي قدم له الكثير من العبر والتجارب. تطلب أداء "كيليان مورفي" لدور العالم "روبرت أوبنهايمر"، إخضاع النجم الأيرلندي لحمية قاسية لمدة خمسة أشهر كاملة للوصول إلى المظهر الجسدي النحيل لـ"أوبنهايمر" لدرجة اكتفائه بتناول حبة لوز واحدة في بعض الأيام للوصول للوزن المطلوب، هذا إلى جانب التمارين الرياضية المكثفة. وفي تصريحاته أكد "مورفي" أنه لا ينصح أحدًا باتباع نفس الحمية الغذائية التي اتبعها في فيلم "أوبنهايمر"، ووصفها بـ"غير الآمنة"، ووصف نفسه بأنه مليء بالنشاط الزائد، وكان ذلك مناسبًا لأداء الشخصية بشكل حقيقي، حيث إن "روبرت أوبنهايمر" نفسه لم يكن يتناول الطعام بالكميات الطبيعية وتمتع بنشاط جسدي كبير. كان فقدان الوزن جزءًا من خطة "مورفي" المدروسة لأن يصبح مشابهًا لـ"روبرت أوبنهايمر" قدر المستطاع، واهتم بشكل كبير بالمظهر الجسدي والتعبيرات البدنية للشخصية قبل بدء التصوير، بهدف إعطاء الشخصية حقها كاملاً. ألقت الحياة الأسرية المستقرة بظلالها على مسيرة "مورفي" وإبداعاته الفنية خاصة مع الدعم والتشجيع الكبير الذي يحصل عليه من شريكة حياته، والذي أسهم في تعزيز ثقته وراحته النفسية. لسنوات طويلة حرص "مورفي" على الابتعاد عن الإعلام، وعدم الكشف عن تفاصيل حياته الشخصية، لكنه أصبح يظهر بشكل متزايد برفقة زوجته في الفعاليات الفنية للاحتفال بنجاحاته. اقرأ أيضًا: عالم من الفخامة والبذخ.. أغلى حفلات الزفاف في العالم (فيديو وصور)   "كيليان مورفي" متزوج من "آيفون ماغينيس" وهي فنانة تشكيلية أيرلندية موهوبة قدمت أعمالاً إبداعية في مجالات متعددة مثل الفن المرئي والتصوير والنحت والكتابة. خطفت رومانسية "مورفي" وزوجته الأضواء في العديد من الفعاليات الفنية بينها حفل توزيع جوائز "SAG Awards" هذا العام، عندما فاز "كيليان" بجائزة أفضل ممثل في دور رئيس عن فيلمه "أوبنهايمر"، وسارعت "آيفون" بتهنئة زوجها بالفوز بقبلة رومانسية أصبحت محط اهتمام الجمهور. لدى "مورفي" وزوجته ابنان هما "ملاخي" و"أران"، ونادرًا ما يظهران برفقة والدهما في الاحتفالات الفنية، ورث "أران" صاحب الـ16 عامًا،  حب الفن والتمثيل من والده، ويستعد حاليًا للعب دوره الأول في فيلم جديد  بمشاركة "جينا أورتيجا" و"إيمي آدامز". يفضل "مورفي"  البقاء قريبًا من عائلته، ويمتنع عن فكرة الانتقال إلى هوليوود للعيش هناك، كما يرفض فكرة الحديث عن حياته الشخصية أمام الجمهور، ويحافظ على خصوصيته بشكل كبير. قرر "مورفي" وزوجته العيش منعزلين بعيدًا عن الأضواء والإقامة مع أبنائهم في مقاطعة كورك الأيرلندية في منزل فاخر يتمتع بإطلاله بانورامية ساحرة على البحر. يقدس "مورفي" الخصوصية وقضاء الوقت بعيدًا عن التشتت والتكنولوجيا الحديثة، للاستمتاع بالأجواء الأسرية الحميمة، لذلك لا مكان لشبكات الإنترنت داخل منزل "مورفي"، كما أنه لا يهتم كثيرًا بالهواتف المحمولة، وعندما يرغب الأطفال في التواصل مع أصدقائهم، يتعين عليهم البحث عن شبكة واي فاي في مكان آخر. على الرغم من أن "كيليان مورفي" يحتفظ بحياته الشخصية خلف الأبواب المغلقة، فإنه يدرك صعوبات الشباب في المجتمع الحديث، ويؤمن بأهمية تعلم العاطفة والتعاطف في المناهج الدراسية، ويعتقد أن تعليم العاطفة يساعد الشباب على التعامل بشكل إيجابي مع التحديات الأخرى في حياتهم.  أجبر مسلسل "بيكي بلايندرز" كيليان مورفي للتخلي عن نظامه الغذائي النباتي الذي تبناه لسنوات طويلة، والعودة مرة أخرى لتناول اللحوم. وترجع معارضة "مورفي" لتناول اللحوم إلى الممارسات الزراعية التجارية غير الصحية وليس معارضته لقتل الحيوانات كما يعتقد الجميع. بالإضافة إلى نمطه الغذائي، يحرص "مورفي" على ممارسة التمارين الرياضية بانتظام شديد، ويعد الجري جزءًا من روتينه اليومي. يعيش الممثل الأيرلندي حاليًا فترة ازدهار مهني بعد أدائه لشخصية "أوبنهايمر" الذي منحه الأوسكار الأولى في حياته، كما حقق الفيلم نجاحًا قياسيًا في شباك التذاكر بعد تجاوز إيراداته حاجز المليار دولار، هذا إلى جانب حصد الفيلم لعدد من الجوائز الكبرى أبرزها 7 جوائز أوسكار والبافتا وغولدن غلوب وجائزة النقابة الأمريكية للممثلين. اقرأ أيضًا: نجوم الفن والرياضة في رمضان.. طقوس خاصة وروحانيات جليلة      قبل فيلم "أوبنهايمر"، حقق "مورفي" شهرة كبيرة بأدائه في المسلسل الأيقوني "Peaky Blinders"، الذي جسّد فيه شخصية "توماس شيلبي" إحدى الشخصيات الأيقونية في الأعمال الفنية الحديثة. بدأ عرض المسلسل في عام 2013، وأبدع "مورفي" في تقديم دور زعيم عصابة "البيكي بلايندرز" في برمنغهام بعد الحرب العالمية الأولى. وتناول المسلسل حياة العصابات في تلك الفترة وصراعاتها وتنافسها، وحقق العمل شهرة كبيرة وحصد إعجاب الجماهير والنقاد بفضل قصته المشوقة والأداء المذهل للممثلين، وعلى رأسهم "مورفي". بدأ مشواره الفني في سن مبكرة، واشتهر بأدواره القوية والمتنوعة في الأفلام والمسلسلات التلفزيونية، وقدم "مورفي" أدوارًا لا تُنسى جمعت بين الأداء القوي والعاطفي والعمق الشخصي لخلق تجارب سينمائية مثيرة وممتعة. اكتسب "مورفي" حبه وشغفه للفن بعد مشاهدته لمسرحية "A Clockwork Orange"، وسجل أول ظهور له في مسرحية "Disco Pigs"  عام 1996 وفي نفس العام شارك في فيلم يحمل اسم "Sunburn"،  وعمل بشكل خاص مع المخرج "كريستوفر نولان" في فيلمين من ثلاثية "باتمان" وفيلم "Initiation". 'NO! FU€KING! FIGHTING!'This scene from Peaky Blinders will always remain Legendary.!!🔥🔥pic.twitter.com/ozijEm5ELY — RVCJ Media (@RVCJ_FB) March 13, 2024 أدى "مورفي" دورًا أسطوريًا في مسلسل الجريمة المشهور "Peaky Blinders"، واستحق علية جائزة "Golden FIPA" لأفضل ممثل في المسلسلات التلفزيونية في عام 2014.      وحقق فيلمه الخيال العلمي "28 Days Later" نجاحًا كبيرًا في عام 2002، و لعب دورًا رئيسًا في الفيلم الحائز على جائزة السعفة الذهبية "The Wind That Shakes the Barley". وفي عام 2006 حصل على ترشيح لجائزة غولدن غلوب عن دوره في فيلم "Breakfast on Pluto". على الرغم من شهرته بأدواره القوية والغامضة، فإن "مورفي" يفضل تنوع أدواره، إذ يتحدى نفسه باختيار أدوار مختلفة ومعقدة، ما يُظهر مدى تنوع مواهبه وقدرته على تجسيد شخصيات متنوعة.

مشاركة :