قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مقابلة نشرت أمس: إن أوكرانيا إذا لم تحصل على المساعدات العسكرية التي وعدتها بها الولايات المتحدة وتعرقلها خلافات في الكونجرس، فسيكون على قواتها التراجع "بخطوات صغيرة". وقال زيلينسكي لصحيفة واشنطن بوست "إذا كان الدعم الأمريكي غير موجود، فيعني ذلك أننا ليس لدينا دفاعات جوية، أو صواريخ باتريوت، أو أجهزة تشويش للحرب الإلكترونية، أو طلقات مدفعية من عيار 155 ملليمترا". وأضاف "يعني ذلك أننا سنتراجع، سنتقهقر، خطوة تلو الأخرى، بخطوات صغيرة"، وتابع "نحاول العثور على سبيل ما كي لا نتراجع". من جهته قال القائد العام الجديد للجيش الأوكراني، أولكسندر سيرسكي، إنه يخطط لإجراء مزيد من التغييرات في قيادة الجيش والأركان العامة لجلب مزيد من الضباط الذين اكتسبوا خبرة خلال الغزو الروسي. ونقلت وكالة بلومبرج للأنباء اليوم الجمعة عن سيرسكي قوله لوكالة الأنباء الرسمية "أوكرينفورم" في أول مقابلة له منذ تعيينه في منصبه الشهر الماضي إن "مقر قيادتنا يجب أن يكون على علم بجميع احتياجات ساحة المعركة ويجب أن يكون على فهم للوضع في كل جزء من الجبهة". وأضاف "لهذا السبب، تأتي مهارات الضباط الذين يشكلون جزءا من الإدارة العسكرية على رأس الأولويات." إلى ذلك قال سلاح الجو الأوكراني أمس السبت: إن روسيا أطلقت أربعة صواريخ على شرق أوكرانيا الليلة قبل الماضية، بالإضافة إلى 12 طائرة مسيرة من طراز شاهد على أنحاء البلاد. وأضاف أنه تم إسقاط تسع طائرات مسيرة في أربع مناطق. وشنت روسيا حملة ضربات جوية على البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا خلال الأسبوع الماضي، مما تسبب في أضرار جسيمة في عدة مناطق. من جانب آخر حذر رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك من آن "الحرب لم تعد مفهوما من الماضي" في أوروبا التي دخلت "حقبة ما قبل حرب" على ما قال خلال مقابلة مع الصحافة الأوروبية. وكثفت روسيا في الأسابيع الأخيرة ضرباتها الجوية ضد أوكرانيا المجاورة لبولندا، وتسببت ضربات روسية جديدة واسعة النطاق الجمعة بأضرار في ثلاثة محطات لتوليد الطاقة ما أدى إلى انقطاع في التيار الكهربائي في مناطق عدة. وقال توسك لتحالف "لينا" (ليدينغ يوروبيين نيوزبايبر ألايانس) الذي يضم ثماني صحف أوروبية "لا أريد إخافة أي أحد لكن الحرب لم تعد أحد مفاهيم الماضي بل هي واقع وبدأت قبل أكثر من سنتين". وأضاف "أكثر المسائل إثارة للقلق راهنا هي أن كل السيناريوهات ممكنة، لم نشهد وضعا كهذا منذ العام 1945". وأكد "قد يكون ذلك مدمرا خصوصا للجيل الجديد لكن علينا أن نعتاد على فكرة أن حقبة جديدة بدأت: حقبة ما قبل الحرب وأنا لا أبالغ بكلامي هذا". ومضى يقول "في حال خسرت أوكرانيا لن يشعر أحد في أوروبا بالأمان". وقال توسك الذي تعتبر بلاده من الداعمين الرئيسيين لأوكرانيا التي غزتها القوات الروسية في فبراير 2022، إن "أمام أوروبا شوطا كبيرا تقطعه" على صعيد الدفاع معتبرا أنه ينبغي أن تكون "مستقلة ومكتفية ذاتيا" في هذا المجال. وأضاف "يقوم عملنا على مواصلة العلاقات عبر الأطلسي مهما كانت هوية الرئيس الأميركي" مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية في نوفمبر المقبل. منذ الغزو الروسي لأوكرانيا، برزت مخاوف من احتمال توسع رقعة النزاع في هذا البلد إلى دول تتشارك حدودا معه. وقال الجيش البولندي الأحد الماضي إن صاروخ كروز روسيا أطلق باتجاه مدن في غرب أوكرانيا، انتهك المجال الجوي البولندي مدة 39 ثانية.
مشاركة :