وقُتل 75 شخصاً على الأقل ليل السبت الأحد في الغارات الإسرائيلية، حسبما أفادت وزارة الصحة التابعة لحركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة منذ العام 2007. وعلى الرغم من قرار مجلس الأمن الدولي الذي يطالب بوقف فوري لإطلاق النار، إلّا أنّ القتال لم يتوقّف في القطاع المحاصر والمدمّر، حيث بلغت حصيلة القتلى أكثر من 32700 شخص، معظمهم من النساء والأطفال، وفقاً للوزارة. كما تهدد المجاعة سكّانه البالغ عددهم 2,4 مليون شخص فيما تدخل المساعدات الإنسانية التي تخضع لرقابة من الجانب الإسرائيلي، بكميات قليلة إليه. وفي مواجهة خطر المجاعة، غادر أسطول صغير قبرص السبت باتجاه غزة لنقل 400 طن من المساعدات الإنسانية، وذلك بعد فتح ممر بحري بين قبرص وغزة في منتصف آذار/مارس. وفي مؤشر الى التدهور الكبير للوضع الإنساني، أفاد مسؤول في الهلال الأحمر الفلسطيني عن مقتل خمسة أشخاص وإصابة العشرات جراء إطلاق نار وتدافع أثناء توزيع مساعدات فجر السبت في قطاع غزة. غير أنّ الجيش الإسرائيلي قال في اتصال مع وكالة فرانس برس، إنه "ليس على علم بالحادث". وتحوّل العديد من عمليات توزيع المساعدات في هذه المدينة إلى مأساة منذ شباط/فبراير، حيث أسفرت عن مقتل أكثر من مئة شخص. وقبل بضعة أيام، لقي 18 فلسطينياً حتفهم من بينهم 12 غرقاً، فيما كانوا يحاولون الحصول على مساعدات غذائية أُنزلت بمظلات إلى القطاع وسقط بعضها في البحر. ويأتي ذلك فيما أمرت محكمة العدل الدولية إسرائيل الخميس بـ"ضمان توفير مساعدة إنسانية عاجلة" لقطاع غزة من دون تأخير مؤكدة أنّ "المجاعة وقعت". "مكافحة اللامبالاة" اندلعت الحرب في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، إثر هجوم نفّذته حركة حماس على جنوب إسرائيل أسفر عن مقتل 1160 شخصاً معظمهم من الأطفال والنساء، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس استناداً إلى أرقام رسمية إسرائيلية. وخُطف خلال الهجوم نحو 250 شخصاً ما زال 130 منهم رهائن في غزة، ويُعتقد أن 34 منهم لقوا حتفهم. وتعهّدت إسرائيل بـ"القضاء" على حماس وهي تشنّ منذ ذلك الحين عملية عسكرية واسعة النطاق على قطاع غزة. وفي مواجهة الضغوط الدولية، بما في ذلك تلك التي تمارسها الولايات المتحدة وعائلات الرهان الذين لا يزالون محتجزين في قطاع غزة، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الجمعة "الموافقة على جولة من المفاوضات في الأيام المقبلة في الدوحة والقاهرة... للمضي قدماً". وأفادت قناة القاهرة الإخبارية القريبة من السلطات المصرية بأنّ هذه المفاوضات ستُستأنف الأحد في مصر. وتجمّع آلاف الأشخاص السبت في تل أبيب للمطالبة بإطلاق سراح الرهائن، كما من المقرّر تنظيم تظاهرة حاشدة جديدة الأسبوع المقبل. وقالت شيرا إلباغ التي خُطفت ابنتها ليري (19 عاماً) خلال هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر، "حان الوقت للخروج والكفاح ضدّ اللامبالاة ومن أجل الحياة. أطلب منكم الآن النزول إلى الشوارع معنا ورفع صوت موحّد وواضح: أعيدوهم إلى ديارهم الآن!". وعُقدت في الأشهر الأخيرة مفاوضات عدّة عبر الوسطاء الدوليين مصر وقطر والولايات المتحدة، ولكن من دون نتيجة فيما تبادل الطرفان الاتهامات بعرقلتها. قتال في محيط المستشفيات ومنذ بداية الحرب، تمّ التوصّل إلى هدنة واحدة لمدّة أسبوع في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر، سمحت بالإفراج عن حوالى مئة رهينة، مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين تعتقلهم إسرائيل. وفي انتظار تحقيق اختراق جديد في هذا الإطار، يتواصل القتال في القطاع الفلسطيني خصوصاً في محيط عدد من المستشفيات التي أصبح معظمها خارج الخدمة، والتي يتهم الجيش الإسرائيلي مقاتلي حماس بالاختباء فيها. وأعلن الجيش السبت قتل عدد من المقاتلين من بينهم قيادي في الحركة الفلسطينية، في "العملية" التي ينفّذها منذ 14 يوماً في مجمّع الشفاء الطبي في مدينة غزة، والذي يعدّ الأكبر في القطاع. وأفادت الحركة بأنّ 107 مرضى لا يزالون "محتجزين" في المستشفى، بينما أشارت منظمة الصحة العالمية إلى أنّه لا يزال هناك مئة مريض و50 عاملاً صحياً. كذلك، أفادت حركة حماس بأنّ القوات الإسرائيلية تتواجد في مجمّع مستشفى ناصر في جنوب قطاع غزة، فيما ذكر الهلال الأحمر الفلسطيني أنّ عمليات تجري في مستشفى الأمل الواقع في جنوب القطاع أيضاً. من جهته، أشار مدير مستشفى كمال عدوان في شمال قطاع غزة، إلى أنّ هذا المستشفى يعدّ المؤسسة "الوحيدة المتاحة للحالات الحرجة"، ولكنّه يواجه حالياً نقصاً في الدم.
مشاركة :