تستعد الجمعية الكويتية للتراث للمشاركة في فعالية «الكويت عاصمة الثقافة 2025»، من خلال إحياء التراث البحري، كالغوص، وجميع الحرف اليدوية المتعلقة بالنشاط البحري. قال رئيس الجمعية الكويتية للتراث فهد العبدالجليل إن الجمعية أقامت غبقتها الرمضانية السنوية بمقرها الدائم في عمارة بن عيسى بشارع الخليج العربي، لافتاً إلى أن هذه الغبقة عادة تحرص الجمعية على إقامتها سنوياً، لأنها تُعد من التراث الكويتي الأصيل، مثل القرقيعان، وترتبط بالموروث الشعبي منذ أمد بعيد، حيث تم توارث الغبقات من الآباء والأجداد، مؤكداً أن «استمرارية هذه العادات حتى وقتنا الحالي شيء مفرح». وأضاف أن عادة الغبقات لها العديد من الفوائد، منها الالتقاء بالأصدقاء وأفراد العائلة، وأيضاً التقاء أصحاب الاختصاص فيما يتعلق بالتراث، حيث يجتمع في هذه الغبقة المؤرخون والباحثون والحرفيون وأصحاب المتاحف والمؤلفون، وكل مَنْ لديه اهتمام بمجال التراث، ويقوم الجميع بتبادل المعلومات والأحاديث التراثية. المحافظة على التراث وأوضح العبدالجليل أن «الكويتية للتراث» تأسست عام 2017، وتهتم بكل ما يتعلق بتراث الآباء والأجداد، ودائماً تحرص على المحافظة على هذا التراث، سواء كان مادياً أو معنوياً، لافتاً إلى أن الجمعية أقامت العديد من الأنشطة الثقافية خلال الفترة الماضية، آخرها متحف تاريخ كرة القدم الكويتية، الذي أقيم في قرية يوم البحار، حيث كان لهذه الفعالية صدى إيجابي كبير على لاعبي العصر الذهبي، إذ تم تكريم هؤلاء اللاعبين من خلال عرض مقتنياتهم في هذا المعرض، منوها بأن هؤلاء اللاعبين كانت لهم بصمات مضيئة في تاريخ الرياضة الكويتية، ما جعل إنجازاتهم تظل محفورة في الذاكرة. وذكر أن الجمعية حالياً بصدد إصدار العدد الثاني من مجلة البروة، وهي ثقافية تراثية تتناول العديد من الموضوعات الجديدة التي تتعلق بتراث الكويت، مؤكداً أن عددها سيكون غنياً بالمقالات التاريخية والتراثية. الثقافة المتحفية وأضاف العبدالجليل أن الجمعية ستستأنف نشاطها المتعلق بالمتاحف عقب إجازة عيد الفطر، في ظل الاستعداد لليوم العالمي للمتاحف، حيث ستتم إقامة فعالية متحفية كبيرة تتماشى مع تحقيق أهداف الجمعية في نشر الثقافة المتحفية، والتشجيع على إنشاء المتاحف الخاصة والاعتناء بها، لاسيما أن العديد من المتاحف الخاصة مهملة، ولا تحظى بالعناية الكافية، حيث يحتاج أصحاب هذه المتاحف إلى مظلة تحتويهم، وهو ما تقوم به «الكويتية للتراث» حالياً، حيث تقدم الدعم لأصحاب هذه المتاحف، لما لها من قيمة تراثية ومادية كبيرة، لاسيما أن الكويت حريصة على تنشيط السياحة التراثية، في ظل النهج الحكومي الجديد، خصوصاً أن الكويت- للأسف الشديد - تفتقر إلى هذه السياحة، مقارنة مع باقي دول الخليج، حيث «نجد السياحة التراثية تمثل نسبة من الناتج القومي لإيرادات الدول». وشدد على أهمية تنشيط السياحة التراثية خلال الفترة المقبلة، عبر الاستغلال الجيد للمواقع التراثية في الكويت، والتسويق لها بطريقة صحيحة تعمل على جذب السائحين والزائرين من مختلف دول العالم، ما يجعل السياحة التراثية تدخل في دعم إيرادات الدولة وموازنتها. أنشطة تراثية وكشف العبدالجليل عن أن اللجنة العليا المنظمة لفعالية «الكويت عاصمة الثقافة 2025» تواصلت مع الجمعية الكويتية للتراث، حيث تم الاتفاق على إقامة العديد من الأنشطة الثقافية التراثية، لافتاً إلى إقامة نشاط بحري كبير سيتم من خلاله إحياء التراث الكويتي البحري، خصوصاً الغوص، وجميع الحرف اليدوية المتعلقة بالنشاط البحري، مثل: القلاف، وصناعة الشبابيك، وغيرها من باقي الحرف، وأيضاً الدشة، والغواويص، والقفال، ومشيراً إلى أن هذا المهرجان سيكون على مستوى الوطن العربي، ما يجعل التراث البحري خير سفير لثقافة الكويت. وذكر أن الجمعية لديها اهتمام آخر، من خلال التركيز على تراث البادية عن طريق إقامة فعالية قريبة في قرية يوم البحار للتركيز على هذا الموروث.
مشاركة :