اجعلوا هذا الشهر الكريم شهرًا مغايرًا - رمضان جريدي العنزي

  • 4/1/2024
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

رمضان ليس أكلاً وشرباً ومسلسلات، ونوماً وخسائر وتسوقاً، وإسرافاً عجيباً، والتسابق في تفريغ رفوف المحلات حتى تكاد تخلو من الكميات المعروضة، رمضان صيام وعبادة وقراءة قرآن، وتعبد وقيام وتهجد ودعاء، فكروا بذلك وراجعوا أنفسكم، واستغلوا أوقات هذا الشهر الكريم في العبادة والصدقة وأعمال الخير والبر والإحسان، واجعلوا الأكل والشرب وتعبئة البطون وحشوها آخر اهتمامكم، لتكسبوا الأجر والصحة والعافية والقبول والرضا، رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم يقول: (صوموا تصحوا)، إن الدراسات العلمية قد بينت أن الأفراد الذين يتناولون طعامهم في شهر رمضان، باعتدال وحسن اختيار تنخفض عندهم نسبة الكولسترول والدهون والسكر في الدم، بالإضافة إلى إراحة الجهاز الهضمي وتحسنه في العديد من الجوانب الصحية، ولكن للأسف ما يحدث هو العكس، حيث نجد أن الإسراف في تناول ما لذ وطاب من كل أنواع الحلويات والأكلات الدسمة، في هذا الشهر أدى إلى حدوث العديد من الاضطرابات الهضمية بين الناس، وكأن الفرد يحتاج إلى غذاء أكثر في هذا الشهر الفضيل. إن شهر رمضان موسم ديني متجدد، ومهرجان إسلامي عظيم، وشهر خير وبركة وسلام، وهو الشهر الوحيد التي تم ذكره في القرآن الكريم من بين كل الشهور، لأهميته وعظمته وعلو شأنه، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (لو علمتم ما في رمضان من الخير لتمنيتم أن يكون رمضان الدهر كله)، إن الصيام يمثل قمة الإيمان الخالي من كل مظاهر الرياء والنفاق، لأنه عبادة لا يراها سوى الله، فليس لها مظاهر تدركها حواس الناس، إن الصيام أيضاً ليس امتناعاً عن الأكل والشرب فقط، بل الامتناع التام عن الغيبة والنميمة والهمز واللمز والغمز، والسب والشتم والتلفظ بالألفاظ القبيحة، وأذى الغير والتنمر، إن الصوم الحقيقي هو الذي تتحقق فيه الطهارة النفسية والروحية في الأخلاق والسلوك والتعامل، فلا غش ولا تدليس ولا كذب ولازور، إن الصيام مدرسة وموسم خير، وصحة وعبادة ورياضة روحية، ووسيلة من وسائل الإسلام العظيمة في تحقيق الأهداف السامية والغايات النبيلة، لذا اهتموا بالعبادة وقراءة القرآن والدعاء والذكر والتقرب إلى الله، وقللوا كثيراً من متابعة المسلسلات والمسابقات التي لا فائدة مطلقاً منها، استغلوا أوقات هذا الشهر الكريم في العبادة بشتى أنواعها وطرقها ومساراتها، واحذروا ثم احذروا من تصوير موائد إفطاركم ونشرها عبر وسائل التواصل، فهناك الفقير والمحتاج والمريض والمحروم، ابتعدوا بالكلية عن الهياط والمباهاة والاستعراض في التصوير والبث والنشر، اللهم اجعل صيامنا صيام الصائمين، وقيامنا قيام القائمين، وأبعدنا عن غفلة الغافلين.

مشاركة :