ياسر رشاد - القاهرة - تتفاقم أزمة الجوع مهددة حياة السكان، في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة للشهر السادس، وشح المساعدات الإنسانية التي تصل إلى شمال القطاع، ووفق مصادر طبية في القطاع فقد توفي 34 فلسطينيا جراء سوء التغذية. ومع تفاقم أزمة الجوع شمال القطاع، تقوم بعض الدول في إيصال المساعدات الإنسانية للفلسطينيين عبر إسقاطات جوية، لمواجهة العوائق التي تواجه إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة عبر البر، حيث تتراكم الشاحنات بانتظار السماح لها بالدخول إلى القطاع. ويواصل الفلسطينيون في شمال قطاع غزة، ملاحقة المساعدات القليلة التي تصل إليهم، وبعد أن كانوا يلاحقون الشاحنات، أصبحوا يترقبون ما يصل عبر الإسقاط الجوي، الذي أضاف معاناة جديدة لهم، وخطورة هددت حياتهم. وقال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة "إنَّ 18 فلسطينيا قتلوا أثناء محاولتهم جمع المساعدات التي هم في أمس الحاجة إليها والتي تم إسقاطها جوا فوق شمال غزة". وأضاف في بيان "أنَّ 12 شخصا غرقوا عندما ذهبوا إلى البحر لاستعادة طرود غذائية، بينما لقي ستة آخرون حتفهم دهسا خلال التدافع للحصول على الطرود". وطالب بوقف عمليات الإسقاط الجوي، ووصفها بأنها "هجومية وخاطئة وغير مناسبة وعديمة الفائدة". ويعبر الفلسطينيون في شمال القطاع عن انزعاجهم الشديد إزاء هرولة الناس إلى مناطق وصول المساعدات، أملاً في الحصول على كميات قليلة من الطعام، وتعرضهم للقتل برصاص الجيش الإسرائيلي، أو الغرق في البحر أثناء محاولة بعضهم استعادة على طرود غذائية، مؤكدين أن طريقة توصيل المساعدات عبر الإنزال الجوي تزيد من إهانتهم، كما أنها لا تسمح بوصول المساعدات إلى الجميع. وبالرغم من خطورة الإسقاط الجوي، إلا أنه تبقى الطريقة الوحيدة المتوفرة حالياً شمال القطاع، لذلك يراقب الفلسطينيون السماء لساعات طويلة خلال النهار، في انتظار إنزال جوي، علهم يحصلون على بعض الطعام يسد قليلا من الجوع المستمر منذ أشهر، وفور مرور طائرة وإنزال حزم المساعدات المرتبطة بالمظلات منها، يهرع مئات من الغزين باتجاه المظلات، التي يسقط عدد منها في البحر، أو بالقرب من مناطق تمركز الجيش الإسرائيلي.
مشاركة :