إبان الهجوم، كان بنيامين يحتفل بعيد ميلاده في مهرجان سوبر نوفا الذي قتل فيه 364 شخصا، قبل أن يخسر ساقه اليمنى بسبب أربع قنابل يدوية ونيران أطلقت على ملجأ لاذ به مع أصدقائه. يقول بنيامين "لم أكن أعتقد انني سأعود للعب كرة القدم مرة أخرى ... كنت متيقنا أنني لن أتمكن من المشي، ناهيك عن الركض". رغم الإصابة، ينطلق بنيامين على عكازيه من خط الوسط مسددا بقدمه اليسرى في زاوية الشباك من طرف منطقة الجزاء. ولا يرغب بنيامين في الحديث عن الرعب الذي عاشه إبان الهجوم الذي أسفر عن مقتل نحو 1160 شخصا في إسرائيل معظمهم من المدنيين بحسب حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام إسرائيلية رسمية. ويقول الشاب الذي خسرت خطيبته ساقها أيضا "لا يمكن تصور" ما حصل، علما انه خسر كذلك اصدقاء له بسبب الهجوم. – "بدون قدمي ... أفضل" – تلقى بنيامين وفريقه دعما سيصل بهم إلى النهائيات الأوروبية بفضل قائد الفريق زاك شيشور الذي يعي تماما ما مروا به، ويقول لهم "حياتكم لم تنته بعد". عندما كان عمره 18 عاما، تضررت قدم شيشور بعدما صدمته حافلة، وخضع طوال سنوات لعمليات جراحية عدة بهدف ترميمها مع معاناته آلاما شديدة. لكن فجأة قرر المحامي (35 عاما) أنه قد يكون "في حال أفضل بدون قدمي". ويضيف لوكالة فرانس برس "كان قرارا صعبا ولكنه أفضل خيار اتخذته على الإطلاق. باستخدام الأطراف الاصطناعية، يمكنني القيام بأمور لم أتخيل أبدا أنني سأتمكن من القيام بها مثل ركوب الامواج والتزلج على الجليد". اليوم يعتبر شيشور مؤسس وقائد الفريق الوطني الإسرائيلي لمبتوري الأطراف. ويقول "شرف لي في حياتي أن أدعم أصدقائي ... هؤلاء الرجال الذين تجاوزوا الموت ولم يعرفوا ما إذا كانوا سيتمكنون من السير مجددا". " لا سلام " يؤمن شيشور بوجوب توفير الدعم الإيجابي لفريقه، لكن المدرب شارون باز يرى أنه "ليس من المفيد أن نكون متساهلين معهم"، إذ لا يسمح للاعبين باستخدام أطرافهم الاصطناعية خلال التدريب. المهاجم بن مامان (20 عاما) أحد أبرز النجوم الشباب في إسرائيل رغم فقدانه ساقه. صدمته دراجة نارية خلال عمله في خدمة توصيل الطعام في محاولة لإعالة أسرته إبان جائحة كوفيد. في غرفة تبديل الملابس، نظر مامان الى رفاقه وقال "أحب هؤلاء الرجال"، ثم ارتدى القميص الوطني الذي "كنت أحلم بارتدائه عندما كنت طفلا". بالنسبة لبنيامين الذي قضى سنوات "يلعب لحساب لفرق العربية" قبل أن يفقد ساقه، لا أمل يلوح في الأفق لخوض أي مباراة ودية في الوقت القريب حتى لو انتهت الحرب بين اسرائيل وحماس غدا. ويقول "قبل السابع من تشرين الأول/أكتوبر اعتقدت أنه يمكن أن يكون هناك سلام ... لدي كثير من الأصدقاء العرب -حتى من جنين- يسألون عني". ويضيف انه بسبب كل ما حصل، "لا أستطيع أن أصدق أنه سيكون هناك سلام لأنهم يريدون تدميرنا. لكننا لن نغادر هنا مهما حدث".
مشاركة :