الوحدةُ المَرَضيَّة.. ذلكَ الإحساسُ الذَّاتيُّ المُزمنُ بالألَمِ النفسيِّ الاجتماعيِّ بوحدانيَّةِ الشُّعورِ، والافتقارِ إلى الارتباطِ الحميميِّ مع الآخرِينَ، وضعفِ التَّواصلِ مع المُحيطِينَ بِنَا، ولَو كانُوا قريبِينَ، بشكلٍ مُنفتحٍ وصريحٍ حولَ مشاعرِنَا ومعاناتِنَا.أتحدَّثُ عن واقِعِ شعورِنَا بأنَّنَا أغرابٌ مُتوحِّدُون في هذَا العالَمِ الغريبِ، مهمَا ادَّعينَا المَعرفةَ والانفتاحَ، وإحساسنَا بالغربةِ الوُجوديَّةِ، وتطلُّعِنَا بِشغفٍ لأجوبةٍ شافيةٍ، وفي خضمِّ ذلكَ، مُحاولاتنَا التَّقاربَ مع بعضِنَا، بالرَّغمِ من شعورِنَا بالاغترابِ، فالتقاربُ نفسُهُ يُشعِرنَا -في كثيرٍ من الأحيانِ- بِعدمِ الارتياحِ، بلْ قد يُسبِّب لنَا الأذَى والشَّقاءَ.ولذلكَ يلجأُ كثيرُونَ إلى العُزلةِ الاختياريَّةِ، وهي تختلفُ عن الوحدةِ المَرَضيَّةِ، فالوحدةُ: الشُّعورُ بالفراغِ والخواءِ والاحتياجِ والانحباسِ، أمَّا العُزلةُ: فالشُّعورُ بالثَّراءِ والامتلاءِ والسَّكينةِ والتحرُّرِ. الوحدةُ: قسريَّةٌ سَلبيَّةٌ، مُرتبطةٌ بالأمراضِ العُضويَّةِ والنّفسيَّةِ، أمَّا العُزلةُ: فاختياريَّةٌ إيجابيَّةٌ، مُرتبطةٌ بالسَّعادةِ والإبداعِ والارتياحِ. فقدرةُ المرءِ على البقاءِ وحيدًا مُنعزلًا دونَ الشُّعورِ بالضَّجرِ والفراغِ الفِكريِّ، مِقياسٌ جيِّدٌ لقوَّتهِ العقليَّةِ النَّفسيَّةِ. إنَّ الوقتَ الذِي تَقضيهِ وحيدًا هادئًا مُطمئنًا، مُنعزلًا عن النَّاسِ، وإنْ لمْ تفعلْ فيهِ شيئًا، هُو وقتٌ غيرُ ضائعٍ على الإطلاقِ. يقولُ الرِّوائيُّ «هاوركي موراكامي»: (عندمَا يكونُ لديَّ خَيارٌ، كُنتُ دائمًا ما أُفضِّلُ قراءةَ الكُتبِ في عُزلةٍ تامَّةٍ، أو الاستغراقَ في الاستماعِ إلى المُوسيقَى، عن وجودِي مع أيِّ شخصٍ آخَرَ. فأنَا دائمًا لديَّ أشياءُ لِفعلِهَا وَحيدًا).ومعَ قصورِ النّظريَّاتِ السّياسيَّةِ والاقتصاديَّةِ والاجتماعيَّةِ والدِّينيةِ، في تحقيقِ الطُّمأنينةِ للبشريَّةِ في عصرِ ما بعد الحَداثةِ، أصبحَ الإنسانُ وحيدًا أعزلَ في مُواجهةِ قَضايَا وُجوديَّةٍ وأخلاقيَّةٍ كبيرةٍ، فاضُطرَّ كثيرُون بصورةٍ فرديَّةٍ إلى مُحاولةِ إيجادِ معنى لحياتِهم القصيرةِ في مُجتمعٍ النَّاسِ. يقولُ «سيغموند فرويد»: (لا شكَّ أنَّ الوَحدةَ التي يلجأُ إليهَا الأفرادُ بِمَحضِ اختيارِهم، هيَ أسلمُ الطُّرقِ لتجنُّبِ الألَمِ الذِي قدْ يتولَّدُ بالاحتكاكِ بالآخرِينَ، فلا شكَّ أنَّ السَّعادةَ التي يعثرُ عليهَا من يُفضِّل طريقَ العُزلةِ، هي سعادةُ راحةِ البَالِ). وعمومًا، النَّاسُ أكثرُهم يجتمعُونَ على خطأٍ وجَهالةٍ، فلا يغرينَّكَ الموتُ مع جُمهورِهم، مُتْ على الحقِّ والخيرِ ولو مُتَّ وحيدًا. يقولُ العارِفُ باللهِ الدُّكتور «مُصطفى محمود»: (إنَّما يُخلَقُ الإنسانُ ليولَدَ وحدَهُ، ويموتَ وحدَهُ، ويَشِيخَ وحدَهُ، ويمرَضَ وحدَهُ، ويتألَّمَ وحدَهُ، ويُكابدَ وحدَهُ، ويَلقى اللهَ وحدَهُ، ولا نملكُ أكثرَ مِن أنْ نُهوِّنَ على بعضِنَا الطَّريقَ). د. ايمن بدر كريم – صحيفة المدينة كانت هذه تفاصيل خبر الوحدة النفسية.. والعزلة الاختيارية لهذا اليوم نرجوا بأن نكون قد وفقنا بإعطائك التفاصيل والمعلومات الكاملة ولمتابعة جميع أخبارنا يمكنك الإشتراك في نظام التنبيهات او في احد أنظمتنا المختلفة لتزويدك بكل ما هو جديد. كما تَجْدَرُ الأشاراة بأن الخبر الأصلي قد تم نشرة ومتواجد على كوش نيوز وقد قام فريق التحرير في الخليج 365 بالتاكد منه وربما تم التعديل علية وربما قد يكون تم نقله بالكامل اوالاقتباس منه ويمكنك قراءة ومتابعة مستجدادت هذا الخبر من مصدره الاساسي.
مشاركة :