أظهرت بيانات اقتصادية أن الشركات العاملة في بريطانيا نقلت مزيدا من وظائف المديرين التقليدية إلى خارج العاصمة لندن بعد أن أدى ارتفاع تكاليف المعيشة في المدينة إلى جعل تكلفة توظيف المديرين في أماكن أخرى ببريطانيا أقل تكلفة. وبحسب بيانات شركة تحليل البيانات فاكانسي سوفت التي اطلعت عليها "بلومبرغ"، فإن قوائم الوظائف الخالية أظهرت تراجع نسبة الوظائف في مجالات الإدارة التنفيذية والموارد البشرية والتسويق الموجودة في لندن إلى 41 % من إجمالي عدد الوظائف الخالية في بريطانيا، وكانت النسبة قبل جائحة فيروس كورونا المستجد عام 2020 نحو 50 % من الوظائف. في المقابل زاد عدد إعلانات الوظائف بنظام العمل عن بعد إلى الضعف خلال الفترة نفسها، في حين هناك مؤشرات على ارتفاع أعداد وظائف الإدارة في شمال إنجلترا ووسطها. وتشير البيانات إلى أن لندن تكافح للمحافظة على وضعها كمكان للعمل والحياة، لتضيف مزيدا من التحديات التي يواجهها عمدة العاصمة صديق خان الذي يحاول الفوز بولاية ثالثة في حكم لندن. يقول جيمس شابلن الرئيس التنفيذي لشركة فاكانسي سوفت: "النتائج يجب أن تكون سببا للقلق بالنسبة لصناع السياسة الذين يريدون تحفيز اقتصاد لندن.. الاتجاه نحو الخروج من العاصمة إلى الأقاليم لا يمكن إنكاره". معدلات الوظائف ما زالت أقل من مستويات ما قبل الجائحة. في الوقت نفسه تعزز مدينة مانشستر مكانتها كعاصمة لشمال إنجلترا. وتنمو الأعمال خارج لندن بوتيرة أسرع خلال السنوات الأخيرة، بعد أن أدى ارتفاع الأجور نتيجة التضخم وزيادة الاعتماد على العمل عن بعد إلى تقليص المقار الإدارية في العاصمة. في الوقت نفسه، قلص أصحاب العمل لندن الذين يتركزون في مجال الخدمات المصرفية أو الاستشارات أو التكنولوجيا أنشطتهم في العام الماضي بعد أن أدت أسعار الفائدة المرتفعة والتوقعات الاقتصادية الباهتة إلى تراجع الطلب على خدماتهم.
مشاركة :