اتهم مواطن مستشفى خاصا بمكة المكرمة «تحتفظ عكاظ باسمه» بالتسبب في وفاة زوجته أثناء الولادة. وقال الزوج المكلوم عماد عصمت لـ «عكاظ»: «إن زوجتي تهاني خياط داهمتها آلام المخاض صباح السبت الماضي، لتنذر بخروج طفلها السادس إلى الحياة، ما دفعني بالذهاب بها إلى المستشفى رغم أنها ما زالت في بداية شهرها التاسع، ولعل إحساسها بما سيحصل لها كان سببا في رغبتها بمغادرة المستشفى لجلب مستلزمات الطفل والعودة مرة أخرى، ولم تنجح جميع محاولاتها للخروج من المستشفى، فالطبيبة التي عاينتها ذكرت أن زوجتي ستلد ولا مجال لخروجها من المستشفى أو حتى ذهابها لدورة المياه». وأضاف عماد: دخلت زوجتي فورا إلى غرفة الولادة برفقة والدتها، وهناك حاولت الطبيبة جاهدة إجبارها على الولادة وتم إعطاؤها إبرتي طلق صناعي، ومضت عدة ساعات ولم تلد، وبحسب رواية والدتها التي كانت ترافقها «أن الطبيبة تسببت لها بنزيف»، بعدها تم أخذها إلى غرفة الولادة ووضعت طفلها تميم. وتابع الزوج: بعدها تم إدخال تهاني إلى غرفة الإفاقة، حيث كانت تنتظرها والدتها ولم تكن بخير وكانت بالكاد تتحدث وتنزف بشدة، عندها اتصلت على جوال والدتها للاطمئنان، ثم ذهبت إلى المستشفى وحاولت الحديث مع الطبيبة بعد أن شاهدت زوجتي مغمى عليها، وفي المساء أغلقت جميع أبواب الغرفة وأخلي القسم من الأطباء والإداريين ما اضطرني لركل الباب واقتحام القسم أنا وأطفالي وأم زوجتي وشقيقها، لأجد اثنين من عمال النظافة يزيلان آثار الدماء على الأرض، ولم يظهر عليها أي دليل بأنهم أجروا لها عملية جراحية لمحاولة إنقاذها، مايؤكد وفاتها عندما شاهدتها أول مرة إضافة إلى أن جثتها كانت باردة وفكها السفلي كان ساقطا، عندها هرب العاملان من الخوف، وتم استدعاء الشرطة من قبل أمن المستشفى بسبب حالة الغضب التي كنا عليها والتي لم تحدث التلفيات التي ادعوها في محضر الشرطة، وتم أخذي إلى مركز شرطة الكعكية وسجلت أن سبب وفاة زوجتي جنائي وأخبرني الضابط أنه يتوجب علي تقديم شكوى إضافة إلى ذلك في الشؤون الصحية. ولم يستوعب عماد -زوج المتوفاة بخطأ طبي- تلك الصدمة ليصعق بعد أيام باتصال مركز شرطة المنصور يخبره بضرورة مراجعة القسم هو وأبناؤه الخمسة لوجود شكوى ضدهم من إدارة المستشفى تتهمهم بالاعتداء على الفريق الطبي وتلف أجهزة المستشفى، إضافة إلى أنه علم بواسطة مصادره أن إدارة المستشفى تطالبه بتسديد 900 ألف ريال قيمة الأجهزة التي تم تحطيمها -كما يدعون- نافيا جميع ادعاءاتهم، مؤكدا أن هذه محاولة منهم للضغط عليه للتنازل عن شكواه ضدهم. من جانبه، أكد شقيق المتوفاة عبدالله خياط لـ «عكاظ» عدم صحة الادعاءات التي تقدم بها المستشفى الخاص للشرطة ضد العائلة، والدعوى كيدية، مبينا أن الهدف من ذلك هو المساومة على الشكوى التي تقدموا بها ومطالباتهم بالتحقيق ومعاقبة المستشفى والمتسببين في وفاة شقيقته. من جهة أخرى، تباشر اليوم (الأحد) اللجنة التي وجه بتشكيلها مدير صحة مكة المكرمة الدكتور مصطفى بلجون التحقيق مع الفريق الطبي الذي قام بإجراء العملية الجراحية للسيدة تهاني خياط، وتسبب في وفاتها -على حد قول أسرتها-. وأوضح متحدث الصحة في المنطقة عبدالوهاب شلبي أن التوجيهات صدرت بتشكيل لجنة من مستشفى الولادة والأطفال في مكة المكرمة جهة الاختصاص للوقوف على الحالة وملف المتوفاة ومعرفة السبب الحقيقي في الحادثة، مؤكدا أن الشؤون الصحية أوقفت سفر الطبيبة حتى الانتهاء من التحقيقات.