تداولت صفحات على موقع فيسبوك في مصر قصة مؤثرة عن مدرس مصري يُدعى صالح، الذي قضى 38 عامًا من حياته في الكويت. وبعد عودته لأسرته في مصر، شعر بالغربة وقرر العودة للكويت مرة أخرى، حيث توفي ودُفن هناك، بعيدًا عن وطنه. تفاصيل القصة تشير إلى أن الأستاذ صالح سافر إلى الكويت عندما كان شابًا صغيرًا، وعمل كمدرس في وزارة التربية هناك. تزوج وأنجب أربعة أبناء، وعاشوا جميعًا في منطقة أبو حليفة في الكويت، حيث كانوا يعيشون في سعادة واستقرار. لكن عندما كبر ابنهم أحمد وقرر الدراسة في كلية الهندسة بجامعة القاهرة، قرر الأستاذ صالح أن تعود زوجته وأبناؤه إلى مصر، بينما استمر هو في العمل بالكويت ليوفر المصاريف. كان يعمل بجهد كبير ليلًا نهارًا لإرسال الأموال لعائلته في مصر وتوفير احتياجاتهم، حتى وصل إلى حالة من الإرهاق والدوار في العمل. أثناء إحدى إجازاته، شعر الأستاذ صالح بالتعب الشديد وتعرض للإغماء عدة مرات، فقرر العودة إلى مصر نهائيًا وأن يعيش بين أفراد أسرته وزوجته. لكنه تفاجأ حين وصوله لمصر بعد شهر من العودة، حيث لم يجد أحدًا من أفراد عائلته في المطار لاستقباله. اعتقد أنهم قد واجهوا ظروفًا صعبة لم تسمح لهم بالحضور، وقرر أن يستقل سيارة أجرة ويتوجه إلى منزله. عندما وصل إلى المنزل، وجد أسرته جالسة ولاحظ برودة الترحيب من زوجته. بدلاً من أن تقول له “حمدًا على سلامتك”، قالت له “إنت جيت؟” بغضب، وأبناؤه دخلوا غرفهم دون أن يبديوا اهتمامًا. هذا أثار حزنًا كبيرًا في قلب الأستاذ صالح، حيث شعر بأنه لم يعد مرغوبًا في حياة عائلته. وعاتب الأستاذ صالح ابنه على التأخير. وردّ الابن بعنف على عتاب والده، وقال له: “أنا حر أرجع براحتي في الوقت اللي يعجبني، إنت رجعت من السفر عشان تقرفنا ولا إيه”. ضرب الأستاذ صالح ابنه غاضبًا. وتدخلت زوجة الأستاذ وابنه الآخر لمنعه من ضرب ابنه. وفي اليوم التالي، اتصل الأستاذ صالح بصديقه في الكويت، الأستاذ جمال، وطلب منه مساعدته في العودة إلى الكويت. ووصل الأستاذ صالح إلى الكويت واستأجر له صديقه غرفة وتكفل به. وتدهورت حالة الأستاذ الصحية بسبب الحزن والقهر. وتوفي الأستاذ صالح في الكويت ولم يحاول أولاده إرجاع جثمانه لدفنه في مصر. ودفن الأستاذ صالح في الكويت. تلك هي نهاية القصة المؤلمة للأستاذ صالح، الذي قرر العودة إلى الكويت بعد أن شعر بالغربة في وطنه المصري. وعلى الرغم من تضحياته الكبيرة ومحاولاته لتوفير المصاريف لأسرته، فإنه لم يجد الترحيب والاهتمام الذي كان يأمل فيه من زوجته وأبنائه. وفي النهاية، توفي في الكويت ودُفن هناك، بعيدًا عن وطنه وأحبائه. وعلق متداولوا القصة إنها تعكس قسوة الحياة وتحديات العيش في الغربة، حيث يمكن أن يتعرض الأشخاص للتجاهل والاستغلال رغم تضحياتهم وجهودهم. إنها قصة تذكرنا بأهمية الاهتمام بأحبائنا ودعمهم في رحلتهم، وأن الوفاء بالتضحيات التي يبذلها الآخرون لصالحنا أمر ضروري.
مشاركة :