معضلة سياسية تواجه إيران في أعقاب الهجوم الإسرائيلي على قنصليتها بدمشق

  • 4/3/2024
  • 17:48
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

ياسر رشاد - القاهرة - تواجه إيران معضلة في أعقاب الهجوم الإسرائيلي على سفارتها في دمشق حول كيفية الرد دون إثارة صراع أوسع، يقول محللون في الشرق الأوسط إن طهران لا تريده على ما يبدو. وتأتي ضربة يوم الاثنين، التي أسفرت عن مقتل جنرالين إيرانيين وخمسة مستشارين عسكريين في مجمع السفارة الإيرانية في دمشق، في الوقت الذي تسرع فيه إسرائيل حملة طويلة الأمد ضد إيران والجماعات المسلحة التي تدعمها. وتعهد المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي بالانتقام. ونقلت صحيفة" جوراسليم بوست" عن مسؤولين أميركيين، إنهم يراقبون عن كثب لمعرفة ما إذا كان الوكلاء المدعومين من إيران، كما حدث في الماضي، سيهاجمون القوات الأميركية المتمركزة في العراق وسوريا بعد الضربة الإسرائيلية يوم الاثنين. توقفت مثل هذه الهجمات الإيرانية في فبراير بعد أن ردت واشنطن على مقتل ثلاثة جنود أميركيين في الأردن بعشرات الضربات الجوية على أهداف في سوريا والعراق مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني والميليشيات التي تدعمها قررت لجنة أمن ولاية نهر النيل شمالي العاصمة السودانية الخرطوم حظر تجوال الأشخاص والمركبات بكافة محليات الولاية من الساعة الثامنة مساءً وحتى السادسة صباحاً يومياً بالتوقيت المحلي، اعتباراً من يوم الأربعاء. كما أعلنت اللجنة الأمنية لولاية نهر النيل منع الإفطارات الجماعية والتجمعات إلى جانب تكثيف التفتيش وزيادة التدقيق بالمعابر مع إحكام العمل الأمني بالأسواق. يأتي ذلك غداة تعرض إفطار رمضاني لمجموعة البراء بن مالك التي تحارب إلى جانب الجيش السودانية لهجوم بطائرة مسيرة بإحدى صالات الأفراح بمدينة عطبرة شمال السودان، تسبب في سقوط عدد من القتلى والجرحى بعضهم إصابته خطرة. ويكتنف الغموض الجهة التي تقف وراء الحادث، بينما لم يصدر الجيش السوداني أي تعليق حول الحادث حتى الآن. يعتقد على نطاق واسع أن "كتيبة البراء"، هي إحدى أكثر الكتائب الإخوانية إعدادا وتدريبا وتسليحا، وتتكون من مجموعات شبابية تتراوح اعمارها بين 20 و35 عاما. ويأتي معظم عناصرها من خلفيات تنظيمات طلابية كانت تعمل تحت مظلة الأمن الطلابي والاتحاد العام للطلاب السودانيين، أحد أهم الأذرع التعبوية والأمنية لنظام الإخوان السابق. وذكرت مصادر أن لدى الكتيبة ارتباطات وثيقة مع مجموعات متطرفة مؤيدة لتنظيم داعش الإرهابي، من بينها حزب دولة القانون الذي يتزعمه محمد علي الجزولي، الموالي علنا لتنظيم داعش، علما بأن الجزولي محتجزا لدى الدعم السريع بعد اندلاع القتال بأسابيع. وأدت الكتيبة دورا بارزا في قمع المظاهرات التي اندلعت عقب انقلاب 25 أكتوبر 2021 من خلال زرع عناصرها داخل شرطة الاحتياطي المركزي المتهمة بقتل العشرات من المتظاهرين. كما تشير تقارير إلى تورطها في تصفية ضابط برتبة عميد في شرطة الاحتياطي المركزي في يناير 2022 بعد رفضه استخدام القوة المفرطة ضد المتظاهرين.وقال المسؤولون الأميركيون إنهم لم يحصلوا بعد على معلومات استخباراتية تشير إلى أن الجماعات المدعومة من إيران كانت تتطلع لمهاجمة القوات الأميركية في أعقاب هجوم يوم الاثنين، الذي قالت وسائل إعلام إيرانية إنه أسفر عن مقتل أعضاء في الحرس الثوري الإيراني، بما في ذلك محمد رضا زاهدي، العميد. وحذرت الولايات المتحدة يوم الثلاثاء طهران بوضوح من مهاجمة قواتها. وقال نائب السفير الأميركي لدى الأمم المتحدة روبرت وود: "لن نتردد في الدفاع عن أفرادنا ونكرر تحذيراتنا السابقة لإيران ووكلائها بعدم استغلال الوضع (...) لاستئناف هجماتهم على الأفراد الأميركيين". تجنب حرب شاملة وقال أحد المصادر الذي يتابع القضية تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن إيران تواجه معضلة الرغبة في الرد لردع المزيد من مثل هذه الضربات الإسرائيلية مع تجنب حرب شاملة. وأضاف: "لقد واجهوا هذه المعضلة الحقيقية، وهي أنهم إذا استجابوا، فقد يلجأون إلى المواجهة، وهو ما لا يريدونه بوضوح (...) إنهم يحاولون تعديل تصرفاتهم بطريقة تظهر أنهم مستجيبون، ولكن ليس تصعيديًا." ونقلت الصحفية الإسرائيلية عن المصدر قوله "إذا لم يردوا في هذه الحالة، فسيكون ذلك في الحقيقة إشارة إلى أن ردعهم هو نمر من ورق"، مضيفًا أن إيران قد تهاجم إسرائيل نفسها، أو السفارات الإسرائيلية، أو المنشآت اليهودية في الخارج.  

مشاركة :