نظمت هيئة الزكاة اليمنية معرضا خيريا كبيرا في العاصمة صنعاء لتوزيع ملابس جديدة مجانا على 75 ألف طفل من الأسر المحتاجة وذلك مع اقتراب حلول عيد الفطر، وذلك في ظل تقديرات تشير إلى تعرض 17.6 مليون يمني لحالات انعدام الأمن الغذائي. وتشرف على المعرض وترعاه هيئة الزكاة اليمنية، وهي هيئة خيرية محلية تقوم بجمع التبرعات من الأغنياء وتوزيعها على الفقراء. ومن بين المستفيدين أطفال الأسر الفقيرة والنازحة وأطفال عمال نظافة الشوارع، بالإضافة إلى الأطفال الأيتام والمعاقين. ووفقاً لتقرير صادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في مارس الماضي، أدت الحرب في اليمن إلى تدهور اقتصاد البلاد بشدة ودفعت الملايين إلى حافة المجاعة. وتشير التقديرات إلى أن 17.6 مليون يمني، أي ما يقرب من نصف سكان البلاد، يواجهون انعدام الأمن الغذائي، ويعاني ما يقرب من نصف الأطفال دون سن الخامسة من التقزم المعتدل - قصر الطول غير العادي- إلى الشديد. وكان حاتم عبد الرب وأطفاله من بين أول الواصلين إلى المعرض الخيري وهو والد لسبعة أطفال يعمل بأجر يومي في هذا البلد الذي دمرته الحرب. وبدا حاتم سعيدا كغيره من الأباء لأنه سيحصل على ملابس جديدة لأطفاله الصغار للاحتفال بالعيد. وقال حاتم عبد الرب، 43 عاما، لوكالة أنباء ((شينخوا)) "لم يكن بإمكان أطفالي أن يرتدوا ملابس جديدة في العيد لولا معرض الملابس الخيري هذا، الذي تمت دعوتنا إليه". ووصل أيضا مع أطفاله سليمان إسماعيل غلاب ليحصل على ملابس جديدة لأطفاله مجانا. وقال غلاب لوكالة أنباء ((شينخوا)) "لولا هذا المشروع الخيري، لم أستطيع شراء ملابس جديدة لأطفالي من أجل العيد". ويقف المسؤولون المنظمون في كل أروقة المعرض، ابتداء من البوابة، لاستقبال المزيد من العائلات الواصلة مع أطفالهم. وقال محمد الموشكي، أحد المسؤولين في المعرض، لوكالة أنباء ((شينخوا)) "يقوم هذا المعرض الخيري بتوزيع ملابس جديدة مجاناً على أطفال العائلات الفقيرة، والهدف من ذلك هو جعل هذه العائلات وأطفالهم يشعرون بالسعادة خلال الاحتفال بعيد الفطر". لقد تسببت الحرب في انقطاع رواتب الموظفين الحكوميين في شمال البلاد، كما دفعت الكثير من الشركات الخاصة إلى التوقف عن العمل، ومغادرة المستثمرين. كما توقفت الخدمات الأساسية وأعمال التنمية في شمال البلاد منذ اندلاع الحرب أواخر عام 2014 بين الحوثيين والحكومة. ورغم استمرار الأوضاع الاقتصادية الصعبة، لا يزال الأباء يكافحون من أجل تأمين لقمة العيش، وشراء الملابس، وسداد الديون، ودفع إيجار المساكن. إنهم يخوضون حرباً غير حرب الجيوش يسهرون الليل في التفكير، ويثابرون طوال النهار بحثا عن عمل وكسب معيشة لتأمين مستقبل أفضل لأطفالهم. وبينما يواصل المنظمون الترحيب بالوافدين الجدد، يغادر العديد من الآباء وأطفالهم البوابة. لقد غادروا مبتسمين ليواصلوا كفاحهم، فيما كان أطفالهم يقفزون في الهواء فرحاً، وهم يحملون بين أيديهم ملابس جديدة للعيد. وكانت تلك فرحة حقيقية.
مشاركة :