قصف قنصلية إيران بدمشق.. أبعاد الهجوم وسيناريوهات الرد

  • 4/4/2024
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

مراد أصلان، أستاذ مساعد بجامعة "حسن قاليونجو" التركية، كبير الباحثين بمركز سيتا للأبحاث: - إيران يمكنها قصف إسرائيل مباشرة بصواريخ بالستية، لكن هذا السيناريو يعني حرب مباشرة - لن تلجأ طهران لقصف إسرائيل مباشرة إلا إذا استهدف الثنائي الإسرائيلي الأمريكي إيران مباشرة - طهران قد تزيد جهودها لمنع حركة مرور السفن في البحر الأحمر عبر الحوثيين في اليمن - "كتائب حزب الله العراقية" ربما تشن هجمات غير تقليدية عبر الأردن وسوريا، لكن أسلحتها خفيفة - قد ترغب إيران في أن يوسع "حزب الله" المواجهة مع إسرائيل، غير أن موقف نصر الله غير مؤكد في الأول من أبريل/ نيسان الجاري شنت إسرائيل غارة جوية على مبنى مجاور للسفارة الإيرانية بالعاصمة السورية دمشق وهو جزء من مجمع السفارة. وأدى استهداف البعثة الدبلوماسية الإيرانية وكبار قادة الحرس الثوري الإيراني في المبنى إلى مقتل 7 إيرانيين، بينهم العميد محمد رضا زاهدي، وحسين أمير الله، والحاج رحيمي. وتفيد شائعات بأن جنرالات إيرانيين كانوا مجتمعين مع قادة المليشيات الموالية لإيران لحظة القصف الذي يتردد أن الجيش الإسرائيلي نفذه بمقاتلات F-35. وبعد الهجوم، وكما حدث مع هجمات مماثلة سابقة، هددت إيران برد "قاسٍ"، فيما خرجت مظاهرات بالعاصمة طهران للتنديد بإسرائيل، لكن ترددت فيها أيضا شعارات تتهم الحكومة الإيرانية بالسلبية. ويُزعم أن ردود إيران غير الفعالة على هجمات إسرائيلية أمريكية استهدفت شخصيات إيرانية مهمة شجعت إسرائيل، مثل اغتيال القائد السابق لفيلق القدس بالحرس الثوري قاسم سليماني (2020). وردا على هجوم دمشق، شنت مجموعات مؤيدة لإيران أو خاضعة لسيطرتها، هجمات بطائرات مسيرة على ميناء عسكري إسرائيلي وقاعدة أمريكية في التنف بسوريا. وفي حين أن تأثير هذه الهجمات غير معروف، أعلن أبو علي العسكري، أحد قادة "كتائب حزب الله العراقية" أن 12 ألف مقاتل في الأردن مجهزون بأسلحة خفيفة مستعدون لمساعدة حركة "حماس" ضد إسرائيل في قطاع غزة. ويبدو وجود هذا العدد من المسلحين في الأردن أمرا غير مؤكد، وأن الإشارة إلى الأردن جاءت عن قصد. ويعتبر المبنى التابع لسفارة طهران بدمشق أرضا إيرانية، ولهذا يمثل الهجوم الإسرائيلي إشكالية من حيث الحصانة والحماية المقدمة للبعثات الدبلوماسية بموجب القانون الدولي. ومن وجهة نظر إيران، فإن الهجوم على المبنى هو "عمل من أعمال الحرب"، وعقب هذه التطورات ظهرت تحليلات مفادها أن إيران قد تشن موجة جديدة من الهجمات عبر وكلائها. وكلاء إيران امتنعت إيران عن تقديم الدعم المباشر والمفتوح لـ"حماس"، بعد هجماتها على قواعد عسكرية ومستوطنات إسرائيلية بمحاذاة غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023. وشدد المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، في كلمة له، على أن "حماس" شنت الهجوم (طوفان الأقصى) دون التشاور مع بلاده. وبينما أعرب الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله عن تعاطفه مع الفلسطينيين، قال إن الحزب لم يكن طرفا في قرار "حماس" بشأن "طوفان الأقصى". ورغم اغتيال ضباط إيرانيين كبار، اكتفت طهران بتنفيذ هجمات عبر وكلائها السريين وغير المباشرين، ضد الوجود العسكري الأمريكي في العراق وسوريا. وبعد رد أمريكي شديد، تراجعت هذه الهجمات كما ونوعا. وبموازاة ذلك، عقدت إيران والولايات المتحدة اجتماعات سرية وغير مباشرة في سلطنة عمان، تناولت قضايا مثل وقف الهجمات على القواعد الأمريكية. كما تناولت تخفيف العقوبات على إيران، ومسألة تقديم طهران أسلحة لروسيا (في الحرب ضد أوكرانيا المدعومة من الغرب)، والإفراج عن 6 مليارات دولار لم يتم تحويلها إلى إيران رغم وجود اتفاق مسبق بشأنها. وليس من الصعب التنبؤ بأن المواجهة بين طهران وواشنطن، والتي كانت منخفضة قبل هجوم القنصلية الإيرانية، سترتفع مجددا إلى مستوى عدواني، كما قد يتم استهداف إسرائيل بشكل متكرر. سيناريوهات محتملة ومن المفيد دراسة قدرات إيران الراهنة ضد إسرائيل والولايات المتحدة، والسيناريوهات المحتملة لرد طهران على قصف قنصليتها. ورغم أن إيران يمكنها استهداف إسرائيل بصواريخ بالستية بعيدة المدى وقذائف من الأراضي الإيرانية، إلا أنه ليس من الحكمة اللجوء إلى هذا السيناريو؛ لأن ذلك قد يؤدي إلى انخراط طهران في الحرب مباشرة. ومن غير المنطقي طرح هذا الخيار، إلا إذا خرج التوتر عن السيطرة واستهدف الثنائي الإسرائيلي الأمريكي الأراضي الإيرانية بشكل مباشر. ومع ذلك، من الممكن أن تهاجم الصواريخ البالستية والقذائف، التي يطلقها وكلاء إيران من سوريا والعراق، أهدافا إسرائيلية وأمريكية. ومن السيناريوهات المحتملة أيضا، أن تزيد إيران عبر جماعة الحوثيين اليمنية جهودها لمنع حركة مرور السفن في البحر الأحمر الممر الحيوي للشحن وسلاسل الإمداد العالمية. وستحتاج إيران إلى توفير أنظمة أسلحة أكثر فعالية للحوثيين، وبالنظر إلى طبيعية الأوضاع قبالة سواحل اليمن (تواجد أصول بحرية لتحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة)، ستواجه طهران صعوبات إذا اختارت هذا السيناريو. وأحد الخيارات الأكثر ترجيحا هو أن تشن "كتائب حزب الله العراقية" هجمات غير تقليدية عبر الأردن وسوريا، لكنها مزودة بأسلحة خفيفة ما قد يحد من تأثيرها. كما أنه لا يبدو أن الأردن قد يغض الطرف عن مثل هذه الهجمات من أراضيه، وإلا فقد يواجه النظام الأردني مخاطر. وفي الجبهة اللبنانية، تمثل هجمات "حزب الله" المتزايدة على إسرائيل أداة مهمة لإيران، غير أنه توسيع هذا الخيار يعني توسيع نطاق الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023. ويشكل هذا الخيار نقطة تحول مهمة بالنسبة للولايات المتحدة وإسرائيل، فقد يترك إسرائيل في وضع صعب. ولن يوسع زعيم الحزب، حسن نصر الله، المواجهة مع إسرائيل إلا إذا توصل إلى استنتاج مفاده أنها منهكة وفرصتها في الانتصار ضئيلة. ويبدو أن إيران قادرة على استفزاز "حزب الله" لخوض صراع لا مفر منه، لكن من غير الواضح ما إذا كان نصر الله سيستجيب لها أم لا. والخيار الآخر أمام إيران هو تبني موقف أكثر عدوانية في سوريا، عبر شن هجمات مباشرة على إسرائيل، لينضم النظام السوري إلى طهران، لكن الجانب الحساس في هذا السيناريو هو القصور السوري في مجال الدفاع الجوي. وفي هذه المرحلة، يجب تذكير روسيا (الداعم العسكري للنظام السوري) بمسؤوليتها في حماية المجال الجوي السوري وتنشيط أنظمة الدفاع الجوي. لكن رغم أن روسيا بدأت مؤخرا في تسيير دوريات في مرتفعات الجولان السورية، إلا أنها تتجنب الاتصال المباشر مع إسرائيل والولايات المتحدة. وقد تزيد إيران من الهجمات ضد القواعد الأمريكية في سوريا والعراق، ويبدو أن العدد المحدود من الأفراد في هذه القواعد واعتمادها على الدعم الجوي للدفاع عن نفسها يمثل نقطة ضعف. والبديل الذي قد تفضله إيران، هو تنفيذ هجمات باستخدام الميليشيات البرية، بعد أن كانت تنفذ في السابق هجمات بطائرات بدون طيار وصواريخ. ** الأفكار والآراء الواردة في المقال لا تعبر بالضرورة عن سياسة الأناضول التحريرية. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.

مشاركة :