قالت منظمة أطباء بلا حدود الخميس إن إسرائيل تدمّر بشكل منهجي نظام الرعاية الصحية في غزة، وذلك في معرض وصفها مجازر لا يمكن لأي مستشفى في العالم التعامل معها. وقالت المنظمة الطبية الخيرية إن أطفالا يتم نقلهم إلى المستشفيات مصابين بأعيرة نارية من طائرات مسيّرة، بينما يُسحق مرضى كثر تحت الأنقاض ويعانون من حروق شديدة. وقالت منظمة أطباء بلا حدود إن هجمات قاتلة على أفراد طواقم إغاثة إنسانية بيّنت إما نية متعمدة وإما انعدام كفاءة متهورا، ودعت إلى تغيير في كيفية إدارة الحرب. وقالت أمبر عليان، نائبة مدير برنامج الشرق الأوسط في منظمة أطباء بلا حدود، إن نظام الرعاية الصحية في غزة قبل الحرب لم يكن مثاليا لكنه كان متينا وفي طور التحسن. وأضافت في مؤتمر صحافي في مقر منظمة أطباء بلا حدود في جنيف "نشهد حاليا تدميرا منهجيا ومتعمدا لنظام الرعاية الصحية". ولفتت إلى أن الغالبية الكبيرة للإصابات التي عاينها مسعفو أطباء بلا حدود في غزة كانت إصابات بمتفجرات من جراء قصف طال منازل. وتحدّثت عن إصابات في البطن والصدر من جراء التعرّض للسحق، وعن ضرورة إجراء عمليات بتر للأطراف، مضيفة "علاوة على ذلك، يعاني مرضى من حروق شديدة". وقالت عليان "لا يمكن لأي نظام رعاية صحية في العالم التعامل مع حجم ونوع الإصابات والظروف الطبية التي نشهدها يوميا". وأضافت "يمكن إضافة ألف مستشفى ميداني. لكن ذلك لن يكون بديلا لنظام الرعاية الصحية الذي كان قائما في غزة قبل الحرب". وتحدّثت عليان عن أشخاص مصابين بحروق وجرحى يدخلون العيادات من دون فكوك، وعن جراحات أجريت أرضا، وعن جروح بدأت تتعفن. وأضافت "نشهد حاليا جروحا ناجمة عن طلقات نارية لدى أطفال من جراء مروحيات رباعية أي طائرات مسيّرة مزوّدة أسلحة نارية". وقالت المنظمة إن إسرائيل تتصرف بإفلات من العقاب في الأراضي الفلسطينية، وأشارت إلى أن دعوة مجلس الأمن الدولي لوقف إطلاق النار يجب أن تدعّم بإجراءات. وقال كريستوفر لوكيير الأمين العام لمنظمة أطباء بلا حدود إن نحو 200 من العاملين في المجال الإنساني قتلوا في الحرب بينهم خمسة من موظفي المنظمة. وفي تصريح لصحافيين في جنيف، قال إن "هذا النمط من الهجمات هو متعمّد وإما يؤشر إلى انعدام كفاءة متهور"، واصفا ما يجري بأنه "حرب تُخاض بلا قواعد". وقال إن سماح إسرائيل بوقوع الهجمات هو "خيار سياسي" لأن "إسرائيل لا تواجه أي كلفة سياسية". وأضاف "بدلا من ذلك، يمكّنها حلفاؤها من هذه الوحشية مع الإفلات من العقاب ويوفرون مزيدا من الأسلحة". وقال إن كل الدول الداعمة لإسرائيل "متواطئة أخلاقيا وسياسيا". اندلعت الحرب في 7 تشرين الأول/أكتوبر، إثر هجوم نفّذته حركة حماس على جنوب إسرائيل أسفر عن مقتل 1170 شخصاً معظمهم من المدنيين، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس استناداً إلى أرقام رسمية إسرائيلية. وخُطف خلال الهجوم نحو 250 شخصاً ما زال 130 منهم رهائن في غزة، ويُعتقد أن 34 منهم لقوا حتفهم، وفق تقديرات رسمية إسرائيلية. وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس ارتفاع الحصيلة في قطاع غزة إلى 33037 قتيلا غالبيتهم من النساء والأطفال منذ بدء الحرب.
مشاركة :