كعادته قام الشعب الكويتي بما هو مطلوب منه وأدى أمانة الإدلاء بأصواته في العملية الانتخابية، دون أن يمنعه الصيام أو تزامن الاقتراع مع العشر الأواخر من رمضان، وتحديداً في ليلة السادس والعشرين، عن التوجه إلى الصناديق منذ فتح أبوابها في الثانية عشرة ظهر أمس، لاختيار 50 نائباً من بين 200 مرشح ضمنهم 13 مرشحة، لمجلس أمة 2024. وخلال جولته التفقدية باللجان الانتخابية، قال رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ د. محمد الصباح لرؤساء إحدى اللجان: «نحن نعمل لنرضي رب العالمين، ونؤدي أعمالنا بالأمانة والصدق». وفي حديث مع أحد الناخبين من كبار السن ومشاركتهم في الاقتراع، قال: «هذه هقوتنا في أهل الكويت، وما فينا خير إذا ما فزعنا لديرتنا». وهذه الانتخابات التي أجريت للمرة الثانية في الشهر الفضيل، والتي شهدت إقبالاً كبيراً لحظة فتح باب الاقتراع على غير المعتاد، يترقب المتابعون انعكاس نتائجها بمرحلة من الاستقرار والبناء وتطوير البلد وتدوير عجلة التنمية المتوقفة، بعد يوم انتخابي طويل غلب عليه التفاوت في نسب المشاركة منذ فتح باب الاقتراع الذي استمر حتى الساعة 12 ليلاً. الدائرة الأولى التي تنافس على مقاعدها 41 مرشحاً، يتوقع حتى قبل انطلاق عملية الاقتراع أن تكون ضمن أكثر الدوائر تغييراً، وقد تحقق رقماً قياسياً في تغيير تركيبتها، نظراً لأن هناك على الأقل ثلاثة مقاعد محسومة التغيير لعدم ترشح النواب السابقين: حسن جوهر وأسامة الشاهين وداود معرفي. وفي الثانية التي تنافس على مقاعدها 39 مرشحاً، انتقلت المنافسة، منذ الوهلة الأولى لافتتاح اللجان الأصلية والفرعية لاستقبال الناخبين، من مقار المرشحين إلى الناخبين الذين بادروا إلى الإدلاء بأصواتهم رغم الصيام لنصرة مرشحيهم في هذه الدائرة التي تشهد دائماً منافسة محتدمة بينهم، في ظل انتمائهم إلى مختلف التيارات وما يترتب عليه من صراع سياسي. وفي «الكويت المصغرة» وهو الاسم الذي يطلق على الدائرة الثالثة، تبرز لها خصوصية كبيرة بين الدوائر الخمس، بما يميزها من فكر شبابي، وما تحمله من صوت نسائي معتاد، فضلاً عن احتوائها على جميع التيارات السياسية والطوائف الدينية، كما أن مخرجاتها دائماً ما تأتي متنوعة تبعاً لفكر ناخبيها، فمن بين نوابها رجال ونساء وأكاديميون وقانونيون ونواب مخضرمون وشباب، كما أن «الثالثة» هي الوحيدة التي لم يغب عنها صوت النساء داخل البرلمان، ففي كل انتخابات غالباً ما تكون هناك امرأة من تلك الدائرة. أما في الدائرة الرابعة، التي تضم اثنتين من أكبر محافظات البلاد، وهما الجهراء والفروانية، فكانت المنافسة على أشدها، حيث يسيطر عليها مرشحون من مختلف القبائل. وبحضور لافت من الجنسين، ومن مختلف الأعمار، دشن ناخبو الدائرة الخامسة اليوم الديموقراطي، وسط تغطية أمنية كبيرة قادها رجال وزارة الداخلية ساهمت في تأمين المدارس التي تستضيف لجان الاقتراع التي امتدت حتى الثانية عشرة من منتصف الليل، كما فعل ذلك رجال الداخلية في مختلف الدوائر.
مشاركة :