مستنكر أي اعتداء أو أي تفجير أو أي قصف يطاول سفارة أو قنصلية في أي بلد في العالم. فمعاهدة جنيف الصادرة في العام 1961 كرّست نوعاً من الحماية على الديبلوماسيين والمقار الديبلوماسية. في المقابل آخر من يحق له أن يستنكر وأن يتكلم عن المواثيق الدولية: الجمهورية الإسلامية الإيرانية والجمهورية العربية السورية. تاريخياً سجلت إيران سابقة في احترام الأعراف الديبلوماسية تمثلت في احتجاز موالين للثورة الخمينية 66 من موظفي السفارة الاميركية في طهران لمدة 444 يوماً. وجعلت إيران السفارة الأميركية في بغداد هدفاً مشروعاً لميليشياتها، ورعت تدمير السفارة الأميركية في بيروت في نيسان 1983، عملٌ يعتبر، إيرانياً، وصفة للسلوك الديبلوماسي! وغنيّ عن القول ان سفارات الجمهورية الإيرانية، ناشطة جداً في مجال نشر الثقافة ومبادئ الديمقراطية في العالم، ففي العام 2020، طردت السلطات الفرنسية دبلوماسياً إيرانياً بسبب اتهامات بالتورط في تخطيط لهجمات ثقافية وتوعوية. وفي العام 2021، طردت ألمانيا عدداً من الدبلوماسيين الإيرانيين بزعم تورطهم في تخطيط لاغتيال نشطاء إيرانيين في الأراضي الألمانية. الإغتيال فرح وسعادة وانفتاح على الآخر. يفتحون رأسه. كل سفارات إيران في العالم تمارس مثل هذه الثقافة وتصغي باهتمام إلى أي صوت معارض، وقد درّبت حماة أسوار سفاراتها على الإصغاء الجيد. أصغوا جيداً إلى هاشم السلمان ورفاقه في حزيران 2013! إلى ما سبق بم يتمايز الهجوم على سفارتي إسرائيل في بيونيس أيريس 1992 عن الهجوم الصاروخي الجوي على مجمع السفارة الإيرانية في دمشق لتستنكره طهران؟ فقط الأسباب الموجبة للقتل. وهل قتل السفير الأميركي في بنغازي جون كريستوفر ستيفنس بتفجير مدروس مُستنكر أو مبارك؟ أما الديبلوماسية السورية، المنبثقة من الروح البعثية فحدّث ولا حرج. ذات يوم من العام 1981، أقامت الدنيا ولم تقعدها إستنكاراً لإسقاط السفارة العراقية في بيروت ونشّفت دموع عبد الحليم خدام طوال شهرين وهو يبكي السفير الفرنسي لودي دو لا مار الذي اغتالته أيدي الشر مطلع ثمانينات القرن الماضي وكم سأل السفير السوري السابق في لبنان علي عبد الكريم علي، الرايح والجايي إذا حدا شاف شبلي العيسمي. غداة مقتل العميد محمد رضا زاهدي ورفاقه المستشارين، ردد رأس الديبلوماسية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان ( 60 عاماً) تلك اللازمة التقليدية «نحتفظ بحقنا في الرد الصارم على العملية الإرهابية» تماماً كالرد على مقتل رضى الموسوي وقبله قاسم سليماني. والآن «يتعين على تل أبيب أن تنتظر عداً تنازلياً صعباً» هذا ما جاء على لسان عبد اللهيان، كلام ظل دون سقف محسن رضائي الذي سجل باسمه هذه النادرة في تشرين الأول 2022 «اتمنى ان تعطينا اسرائيل ذريعة لنمحوها عن الأرض».
مشاركة :