دعا رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي اليوم (الخميس) إلى إعلان جنوب لبنان "منطقة منكوبة زراعيا"، مطالبا المجتمع الدولي بتقديم مساعدة سريعة لدعم بلاده. جاء ذلك خلال كلمة لميقاتي في مستهل جلسة الحكومة اليوم، وفقا لبيان نشرته رئاسة مجلس الوزراء اللبنانية. وقال ميقاتي في مستهل كلمته "نعقد جلستنا اليوم، في وقت يستمر فيه العدوان الإسرائيلي على جنوب لبنان، موقعا شهداء وجرحى ودمارا هائلا". وأشار إلى عقد الحكومة اجتماعا مع منظمات الأمم المتحدة وسفراء الدول المانحة والمعنية، وإجراء نقاش مستفيض حيال ما يحصل في الجنوب، وانه "طلب من تلك المنظمات المساعدة السريعة". وأوضح أن "هناك نحو 100 ألف نازح من قرى الجنوب، و313 شهيدا، ونحو 1000 جريح"، مضيفا أن "الكارثة الكبرى هي في الأضرار الحاصلة في القطاع الزراعي، حيث أن هناك 800 هكتار تضررت بشكل كامل". ولفت إلى فقدان 340 ألف رأس ماشية، وفقدان 75 % من المزارعين مصدر دخلهم النهائي، داعيا إلى "وجوب أن نعلن منطقة الجنوب منكوبة زراعيا، خصوصا وأن هذه المشكلة ستنسحب على السنوات المقبلة". وأشار إلى أن نحو 75 مدرسة مغلقة نهائيا في الجنوب ناهيك عن ملف إعادة إعمار ما تهدم وأولوية البحث عن مصادر التمويل. وأضاف "نحن نؤكد أن السلام الحقيقي الذي ننشده هو سلام العدالة الإنسانية، ونرفع الصوت إلى المجتمع الدولي منددين بالاعتداءات ومطالبين بردع العدو ووقف الحرب وإحلال السلام وإبعاد الحرب عن المنطقة". ودعا "أصدقاء لبنان في كل دول العالم، أن يعملوا بصدق للضغط على العدو الإسرائيلي لوقف عدوانه على لبنان". وتشهد الحدود اللبنانية الإسرائيلية منذ الثامن من أكتوبر الماضي، على خلفية حرب غزة، مواجهات عسكرية وأعمالا قتالية متصاعدة بين حزب الله اللبناني والجيش الإسرائيلي، أوقعت مئات القتلى والجرحى وهجرت آلاف المدنيين عن جانبي الحدود. من جهة ثانية، قال ميقاتى "فوجئنا صباح اليوم بملامح أزمة دبلوماسية مع قبرص، حيث هاجمت بعض الصحف القبرصية لبنان صباح اليوم على خلفية ملف النازحين الذين يصلون إلى قبرص بطريقة غير شرعية عبر المياه اللبنانية". وأشار إلى أنه أجرى اتصالات مع السلطات القبرصية وأكد الحرص على "أفضل العلاقات" مع قبرص وعدم قبول تصدير أزمة النازحين إليها. وشدد على أن "النازحين يدخلون إلى لبنان خلسة ولا أحد من الدول يساعدنا في ضبط الحدود، فإذا قررنا ترحيل السوري إلى بلاده نواجه بمسألة حقوق الإنسان". وتابع "بالنسبة للحدود البحرية فنحن نعمل على ضبطها قدر استطاعتنا، لقد تواصلت مع الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس وتمنيت عليه أن يطرح في اجتماع الدول الأوروبية المتوسطية القادم موضوع الضغط على الاتحاد الأوروبي لمساعدتنا في عملية ترحيل النازحين غير الشرعيين من لبنان". ويقدر الأمن العام اللبناني عدد السوريين المقيمين في البلاد بمليونين و80 ألفا، يشكلون ضغوطا اجتماعية واقتصادية وأمنية على لبنان، الذي يواجه منذ أواخر العام 2019 أزمة اقتصادية ومالية حادة. وتكثف القوى الأمنية اللبنانية جهودها لمكافحة ظاهرة تهريب الأشخاص بطريقة غير شرعية والحد من رحلات الهجرة غير الشرعية عبر البحر من خلال مجموعة إجراءات إدارية وقضائية وأمنية. ونشطت ظاهرة الهجرة غير النظامية من ساحل شمال لبنان خلال السنوات الأخيرة، وغالبا ما تكون وجهة الزوارق قبرص وتركيا واليونان وإيطاليا.
مشاركة :