القصة القصيرة جداً من الفنون السردية الحديثة التي انبثقت في الساحة الأدبية السعودية في السبعينات الميلادية، ولم تحظ عتباتها النصية بدراسة نقدية حديثة مكثفة وعميقة، توضح للناقد والباحث أهميتها في هذا الفن. لذلك دعت الحاجة النقدية لدراسة أهمية عتبات القصة القصيرة جداً في الأدب السعودي من خلال قوة ظهورها وانتشارها في هذا العصر. فتعد القصة القصيرة جداً من أكثر الفنون السردية تداولاً في هذا العصر، ولم تحصر في المؤلفات بل وجدت في كل وسائل الاتصال مع المتلقي من صحف ومواقع شبكية إلكترونية ورسائل خطية ورقمية وغير ذلك؛ لذلك من المهم جداً دراستها وتقويمها وإتقان خروجها للمتلقي كي تجذبه من بين كل الفنون السردية المنشورة. وكتاب: «عتبات القصة القصيرة جداً في الأدب السعودي»، دراسة نقدية في النقد الأدبي الحديث، للمؤلفة أ. حنان العنزي، الصادر عن النادي الأدبي بالرياض، يبحث عن العتبات النصية التي عدها النقاد من الظواهر الأدبية النقدية التي أثير موضوعها في النقد الحديث؛ لما لها أهمية في خدمة المنتج الأدبي من خلال تقديمه للمتلقي والجمهور بطريقة جاذبة ومؤثرة فالاهتمام بها نشأ من الاهتمام بالنص؛ لأنها محيطه ودائرته التي تحدده وتميزه من بين النصوص الأخرى. فالعتبات النصية تشتمل على كل ما يحف النص من عنوان وغلافين وإهداء، واستهلالات، ومقدمات، وهوامش وغير ذلك من النصوص التي تفضي إلى الدخول إلى عالم النص، لذلك جاء الاهتمام بها تلقائياً من مُنشئ النص الأصلي عن طريق القصد والاختيار؛ لأنها واجهة العمل وأهم ما يُعرض على المتلقي للتأثير فيه وإغرائه باقتناء المنتج وقراءته. وكان لا بد أن يكون للقصة القصيرة جداً في الأدب السعودي نصيب من اهتمام النقاد والباحثين في موضوع العتبات النصية؛ لأنها من أكثر الفنون السردية التي تحمل عتبات نصية، ولأن كاتبها يجمع هذه القصص في كتاب يطلق عليه: «مجموعة قصصية»، فتتكون المجموعة القصصية من عناوين داخلية ومقدمات للقصص، وإهداء، وعنوان رئيس تعنون به المجموعة القصصية، وجميعها قابلة للدراسة والبحث فيها. وقد تناول الكتاب دراسة العينة البحثية بعد النظر في أهم العتبات الواردة فيها، فاتضح أن أكثرها يحتوي على عتبة العنوان وعتبة الإهداء وعتبة الفاتحة النصية وعتبة الغلاف لذلك جاء الكتاب مقسماً إلى عدة فصول ومباحث تخدم جداً هذه العتبات النصية، بناء على ورودها في المجموعات القصصية القصيرة.
مشاركة :