وقال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية طلب عدم ذكر اسمه لوكالة فرانس برس مساء الجمعة إن الرئيس الأميركي جو بايدن "كتب اليوم للرئيس المصري وأمير قطر بشأن وضع المحادثات وحضهما على الحصول على التزامات من حماس بالموافقة على اتفاق والالتزام به". وفيما تشهد المحادثات تعثرا منذ أسابيع وسط تبادل اتهامات بين حماس وإسرائيل "بالمراوغة" و"التشدد"، يتوجه مدير وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي إيه) بيل بيرنز الى القاهرة للمشاركة في المحادثات المرتقبة، على ما أفادت وسائل إعلام أميركية. وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن بيرنز سيجتمع مع رئيس الموساد ديفيد برنيع بالإضافة إلى مسؤولين من مصر وقطر. وقال موقع أكسيوس إنه سيلتقي رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ورئيس المخابرات المصرية عباس كامل. وجاء الإعلان عن هذه المساعي الأميركية الجديدة بعدما حضت الولايات المتحدة الخميس رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو على التوصل "بدون إبطاء" إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وسط ضغوط متزايدة من الأسرة الدولية حيال الكارثة الإنسانية في غزة. إدخال مساعدات "مؤقتا" وتدخل الحرب في قطاع غزة الأحد شهرها السابع، واندلعت في السابع من تشرين الأول/أكتوبر مع شن حركة حماس هجوما غير مسبوق على جنوب إسرائيل أوقع 1170 قتيلا غالبيتهم من المدنيين، بحسب تعداد أجرته وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام إسرائيلية رسمية. وخُطف خلال الهجوم نحو 250 شخصاً ما زال 130 منهم رهائن في غزة، ويُعتقد أن 34 منهم لقوا حتفهم، وفق تقديرات رسمية إسرائيلية. وردت إسرائيل متعهدة بـ"القضاء" على حماس، وهي تشن منذ ذلك الحين حملة قصف مكثف وهجوم بري واسع النطاق، ما تسبب بمقتل 33091 شخصا، معظمهم من النساء والأطفال، وفق وزارة الصحة في حكومة حماس، وخلف دمارا هائلا وكارثة إنسانية خطيرة في قطاع غزة. وطالب مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان بوقف أي مبيعات أسلحة لإسرائيل، في قرار عبّر عن مخاوف من وقوع "إبادة جماعية" بحق الفلسطينيين في قطاع غزة. وتحت الضغوط الدولية، أعلنت إسرائيل الجمعة السماح بنقل المساعدات "مؤقتا" عبر ميناء أسدود الواقع على بعد حوالى 40 كيلومترا إلى شمال غزة، ومن خلال معبر إيريز (بيت حنينا) بين إسرائيل وشمال القطاع الفلسطيني. كما ستسمح "بزيادة المساعدات الأردنية عبر معبر كرم أبو سالم" بين إسرائيل وجنوب القطاع. وأعلن بايدن الجمعة أن اسرائيل تقوم بما طلبته الولايات المتحدة على صعيد إيصال المساعدات الى غزة، وذلك غداة تحذير وجهه الى نتانياهو، فيما قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن واشنطن تنتظر "نتائج" سريعة بهذا الشأن، مشددا على أن "مئة بالمئة من السكان بحاجة إلى مساعدات" في غزة. "لا رصاص ولا قنابل" من جانبه، اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن التدابير التي أعلنت عنها إسرائيل "مشتتة" وغير كافية. وحذرت رئيسة منظمة "سايف ذا تشيلدرن" غير الحكومية في الولايات المتحدة جانتي سوريبتو خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي بأن "الموجة المقبلة من الوفيات الجماعية بين الأطفال في غزة لن تأتي بسبب الرصاص والقنابل، بل بسبب الجوع وسوء التغذية". وتدخل المساعدات الخاضعة لمراقبة إسرائيلية صارمة بكميات ضئيلة جدا إلى قطاع غزة من خلال معبر رفح مع مصر، كما تقوم بعض البلدان بإلقاء مساعدات جوا، غير أن ذلك لا يكفي لتلبية حاجات السكان الهائلة. وحذرت عدة منظمات غير حكومية دولية بأنه من المستحيل العمل بأمان في قطاع غزة وعلقت بعضها عملياتها بعد مقتل سبعة متطوعين عاملين في منظمة "وورلد سنترل كيتشن" الأميركية، بينهم ستة أجانب، الإثنين بضربات نفذتها مسيّرة إسرائيلية. وأقر الجيش الإسرائيلي بارتكاب سلسلة "أخطاء جسيمة" موضحا أنه ظن أنه يستهدف "عناصر من حماس" على متن ثلاث آليات. توضيحات إسرائيلية "غير كافية" وطالبت "وورلد سنترال كيتشن" بتشكيل لجنة تحقيق "مستقلة"، فيما دعت بولندا التي قضى أحد مواطنيها في الضربة بإجراء "تحقيق جنائي" بتهمة "القتل". كما اعتبرت أستراليا السبت أن المعلومات التي أعطتها إسرائيل حول مقتل العاملة الإنسانية الأسترالية "غير كافية". وعلى جبهة شمال إسرائيل، أكد الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله الجمعة في كلمة ألقاها بمناسبة يوم القدس العالمي أن الحزب "لم يستخدم بعد السلاح الأساسي ولم يُخرج قواته الأساسية". ويجري قصف متبادل بشكل شبه يومي عبر الحدود اللبنانية الاسرائيلية بين حزب الله، حليف حماس، والجيش الإسرائيلي منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة. أعلن حزب الله اللبناني وحليفته حركة أمل مقتل ستة من عناصرهما الجمعة في ضربات إسرائيلية في جنوب لبنان، قرب الحدود مع إسرائيل. كما أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان لاحقا أن مقاتلاته شنّت غارة على "مبنى عسكري لحركة أمل" كان بداخله عدد من مقاتليها في مرجعيون في جنوب لبنان.
مشاركة :