عنوان المرحلة لبنانياً: فراغ سياسي ومراوحة في الوقت الضائع

  • 4/7/2024
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

ينتظر لبنان حراكاً سياسياً داخلياً بعد عيد الفطر، مشفوعاً باستئناف اللجنة الخماسية العربية والدولية لقاءاتها اللبنانية، دفعاً في اتجاه إنجاز الاستحقاق الرئاسي، وهو أمر، من شأنه أن يعيد الموفد الرئاسي الأمريكي آموس هوكشتاين إلى لبنان لاستئناف مهمّته الهادفة إلى إنتاج حلّ بشأن الحدود الجنوبية، وإقامة سلطة لبنانية جديدة منطلقها انتخاب رئيس جديد للجمهورية. وفيما لا تتيح التطوّرات المتسارعة في المنطقة مجالاً لأيّ كلام حول احتمال حصول خرق في الأزمة الداخلية، تأكّد أخيراً، من جملة معطيات، تسليم القوى السياسية بواقع القحط السياسي، وبالتالي تراجع إلى حدّ كبير التعويل على عمل سفراء «اللجنة الخماسيّة»، الذين سيستكملون جولتهم على رؤساء الكتل النيابية بعد انتهاء عطلة العيد. ويعزو مطّلعون ذلك، ليس إلى الانقسام الداخلي فحسب، بل إلى أن المشكلة من اللجنة وفيها، مع ما يعنيه الأمر من كون كلّ الحراكات التي تشهدها بيروت حالياً لن تصل إلى مكان، ما دام الراعي الأقوى لأيّ اتفاق، أي الأمريكي، لا يتعامل حتى الآن بجدية مع ملف الانتخابات الرئاسية، المعلّق منذ 31 أكتوبر 2022، وينصبّ اهتمامه على الوضع الأمني جنوباً. وعلى ما تؤكّد مصادر لـ«البيان»، من المقرر أن تزخّم المجموعة الخماسيّة العربية والدولية حركتها اللبنانية بعد عطلة الأعياد، بحيث أنّ سفراءها سينطلقون في جولة تشاور جديدة في شأن الاستحقاق الرئاسي اللبناني وسواه من القضايا المتصلة به. وتؤكد المصادر أن هذه الجولة الجديدة لا تعني أن السفراء يحملون اسماً أو مرشحاً أو اتجاهاً حاسماً حيال الآلية التي يتعيّن على مجلس النواب والكتل النيابية التوافق عليها، بل تكتسب دلالات بارزة لجهة إطلاقها الرسالة اللازمة إلى جميع القوى اللبنانية بأنه حان الوقت لتجاوز قيود الانتخاب وحواجزه، وإنهاء حالة الفراغ الرئاسي، خصوصاً في ظلّ ما سيقبل لبنان عليه من استحقاقات ومفاوضات، تتصل بملفات واستحقاقات تفاوضية مع العالم الخارجي. وفي المحصلة، فإن المراوحة في الوقت الضائع هو عنوان المرحلة الراهنة في لبنان، حيث بات مؤكداً أن إقامته على رفّ الترقّب ستطول، ربما إلى مديات بعيدة، ريثما تثبت رؤية مخارج وحلول تلوح في أفق الملفات المعقّدة والشائكة، الممتدة من رئاسة الجمهورية المعطّلة، إلى الجبهة الجنوبية المتفجّرة، مروراً بكل الملفات الداخلية الأخرى التي تتهدّد الناس بأعباء وأهوال وأثقال في ظلّ دولة مشلولة. وفي انتظار تسوية ما، تؤهل بلد الانتظارات القاتلة للانتقال إلى مرحلة جديدة، انخفضت نسب الطموحات. فمن رئاسة الجمهورية إلى الانتخابات البلدية، ومن موفد فرنسي كان يحضّر مكوّنات الرئيس إلى مبعوث لدعم المؤسسة العسكرية. حيث أعرب الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان عن أمله بإعادة تحريك الدعوة لمؤتمر الدعم الذي كانت باريس قد دعت إليه في شهر فبراير الفائت. أما الموفد الأمريكي آموس هوكشتاين، فأعلن الاستنكاف عن الحضور إلى لبنان مرحلياً لأن لا شيء تغيّر. وعلى التقويم البلدي، فإن الأولوية حالياً ستكون لتوليف أسباب موجبة لتأجيل الانتخابات المحلية المقرّر إجراؤها في 12 من شهر مايو المقبل، وقد بدأت وزارة الداخلية تهيئة الأجواء لهذا الحدث، مع ما يعنيه الأمر من كون هذا الموعد سينضمّ إلى نظرائه وأقرانه من عمليات التعطيل في البلد «الماشي بالصدفة»، بحسب تعبير أحدهم. تابعوا أخبار العالم من البيان عبر غوغل نيوز Email فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App

مشاركة :