وصف مسؤول عمليات الإغاثة في الأمم المتحدة مارتن غريفيث، أمس، الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة المستمرة منذ 6 أشهر، بأنها «خيانة للإنسانية». ودعا غريفيث، في بيان صدر في نيويورك عشية مرور 6 أشهر على الحرب، إلى «تصميم جماعي على محاسبة (المسؤولين) عن هذه الخيانة للإنسانية». كذلك لاحظ أنه رغم «الاستياء العالمي»، «لم يتم إنجاز سوى القليل لوضع حد للحرب، لصالح إفلات كبير من العقاب». وأضاف غريفيث «بالنسبة إلى سكان غزة، لم تحمل أشهر الحرب الستة سوى الموت والدمار وإمكان (وقوع) مجاعة وشيكة تسبب بها الإنسان». ورأى أن «أشهر الحرب الستة ينبغي ألا تكون لحظة ذكرى وحداد فحسب، فهذا الأمر يجب أن يؤدي أيضاً إلى رد فعل جماعي، بهدف المحاسبة على هذه الخيانة للإنسانية». وقبل أسبوعين، أعلن غريفيث استقالته كمساعد للأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق للإغاثة الطارئة في المنظمة «لدواعٍ صحية»، لكنه سيبقى في منصبه حتى يونيو. ووجه في الأشهر الأخيرة نداءات متكررة لتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية إلى سكان غزة، مندداً بما تقوم به السلطات الإسرائيلية للحؤول دون ذلك. من جهتها، ندّدت منظمة الصحة العالمية، أمس، بـ«دمار هائل» لحق بأكبر مستشفى في غزة من جراء الحصار الإسرائيلي الأخير، وقد أصبح «هيكلاً فارغاً» إلا من الجثث. ووصف عناصر بعثة منظمة الصحة العالمية الذين تمكنوا من الوصول، أمس الأول، إلى المنشأة المدمرة، مشاهد مروعة. وانسحبت القوات الإسرائيلية من مستشفى الشفاء في مدينة غزة، الاثنين الماضي، بعد عملية عسكرية استمرت أسبوعين داخل ما كان في السابق أهم مجمع طبي في القطاع الفلسطيني. وتمكّنت بعثة تابعة لمنظمة الصحة العالمية من دخول المستشفى، أمس الأول، بعد مجموعة محاولات باءت بالفشل منذ 25 مارس، وفق «الهيئة» التابعة للأمم المتحدة والتي نددت بالدمار الهائل فيه. ووجدت دماراً هائلاً وسمعت شهادات تفيد بأن المرضى «احتُجزوا في ظروف مزرية» أثناء الحصار، وأن العديد منهم ماتوا. وجاء في منشور للمدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس على منصة «إكس»: «تمكّنت منظمة الصحة العالمية وشركاؤها من الوصول إلى مجمع الشفاء الذي كان ذات يوم العمود الفقري للنظام الصحي في غزة والذي أصبح الآن هيكلاً فارغاً». وقالت منظمة الصحة العالمية، في بيان، إنه لم يبقَ أي مريض في المستشفى، حيث تم حفر «العديد من القبور الضحلة» خارج قسم الطوارئ والمباني الإدارية والجراحية.
مشاركة :