في واحدة من أغرب حالات الاحتيال على الإطلاق، تم القبض على رجل وإرساله إلى مستشفى للأمراض العقلية بعد محاولته استعادة هويته بعد محنة استمرت 35 عامًا . إذ انتهى الأمر بويليام وودز بلا مأوى، ويائس، وغير قادر على فتح حساب مصرفي، بسبب عملية الاحتيال التي قام بها زميله في العمل ماثيو كيرانز، الموظف السابق في مستشفى جامعة أيوا، الذي سرق هويته في عام 1988، دون أن يتم القبض عليه لعقود من الزمن . واعترف أخيرا الرجل البالغ من العمر 58 عامًا بأنه مذنب يوم الاثنين الموافق 1 أبريل، وأُدين بتهمة تقديم بيانات كاذبة لمؤسسة مؤمنة تابعة لإدارة الاتحاد الائتماني الوطني، وهو ما يعاقب عليه بالسجن لمدة تصل إلى 30 عامًا، بالإضافة إلى تهمة سرقة الهوية وعقوبتها السجن لمدة عامين، وذلك بعد أن عمل في أحد المشافي منذ عام 2013 إلى 20 يوليو 2023، حيث تم فصله بعد الكشف عن هويته المزورة. وقال موقع "يونيلاد" أن كيرانس تمكن من الاستمرار دون أن يتم اكتشافه لفترة طويلة وهو يعيش حياة عائلية طبيعية. أما كيف جرت عملية الانتحال فتقول الصحيفة أن كيرانز سبق وعمل ذات مرة مع وودز في عربة بيع شطائر هوت دوج في ألبوكيرك، وفي عام 1990، حيث حصل سرا على بطاقة هوية مزورة من كولورادو عليها اسم وودز وتاريخ ميلاده حتى يتمكن من استخدامها للحصول على وظيفة في مطعم والبدء في العمل وفتح حساب بنكي . ومن هنا بدأت القصة حين بدأ المحتال يعيش حياته بهوية زميله في العمل مشتريا سيارة، ثم منتقلا إلى منطقة سكن بعيدة، بعد أن سحب كل أموال الأخير من حسابه بالهوية المزورة، مؤسسا حياة عائلية في العام 1994 بعد أن تزوج وأنجب طفلاً حمل الكنية المزورة وودز . ووفقا للصحيفة لم يتوقف المحتال هنا، بل استمر في ارتكاب العديد من جرائم الاحتيال، مثل الحصول على نسخة من شهادة ميلاد وودز باستخدام المعلومات التي وجدها عن عائلته على موقع مختص بالأصول العائلي، وشراء السيارات، والحصول على القروض، والحصول على وظيفة في مستشفى ويسكونسن، حيث كسب أكثر من 700000 دولار خلال السنوات العشر التي قضاها في العمل معهم . أما ويليام وودز الحقيقي ففي عام 2019، وصل به الأمر لأن يكون بلا مأوى، ومجابها من قبل الشرطة بأسئلة كثيرة بسبب هويته الحقيقية لدرجة اتهامه بالاحتيال، في مواجهة المحتال الحقيقي الذي كان قادرا في كل مرة على إثبات أنه الشخص الحقيقي بتأمينه وثائق مثل بطاقة الضمان الاجتماعي وشهادة الميلاد الخاصة، ورخصة قيادة وكلها تحمل اسمه المزور . ولتكتمل مأساة الضحية تم القبض عليه ووجهت إليه تهمة سرقة الهوية وانتحال الشخصية الكاذبة، ليتم بعدها إلقاء الرجل المحطم في مستشفى للأمراض العقلية في عام 2020، بعد أن رفض التراجع عن أنه كان وودز الحقيقي فيما قرر القاضي أنه ليس مؤهلاً عقليًا للمثول للمحاكمة، علما أنه منع من استخدام اسمه الحقيقي أيضا، وتوجب عليه دفع غرامات مالية. لكن تحقيقا فتح في العام التالي، عندما عرف الضحية مكان إقامة المحتال الذي يستخدم هويته فقدم شكوى إلى قسم الأمن في مستشفيات جامعة أيوا، الذي أحالها إلى قسم شرطة جامعة أيوا . بدورها اهتمت الشرطة بالشكوى ففتحت تحقيقًا وجدت فيه والد وودز البيولوجي، فقامت باختبار الحمض النووي للأب مقابل الحمض النووي الخاص بوودز، لتحصل المطابقة الجلية. لذلك، في 17 يوليو 2023، أجرى المحققون مقابلة مع المحتال كيرانس ووجه بدليل الحمض النووي لينكشف احتياله الذي استمر 35 عامًا . واعترف كيرانز بالذنب وأُدين أخيرا بتهم عديدة تصل مدة سجنها لما يزيد عن ثلاثة عقود، فيما لم يكشف ما الذي يترتب من تعويضات للضحية التي تحطمت حياته، إن كان من تعويضات أساسا. تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news Share فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :