الرباط - يعرض للمخرج المغربي إدريس صواب شريط تلفزيونيا ضمن برامج شهر رمضان لعام 2024، بعنوان “فندق كازافورنيا”، الذي يروي قصة شابتين، كلثوم وصباح، اللتان تقرران الانتقال إلى مدينة الدار البيضاء وخلال هذه الرحلة، تتعرض الشابتان لمجموعة من المواقف والمغامرات الكوميدية والدرامية في آن واحد. يعتبر الفيلم من نوع الكوميدي ومدته 90 دقيقة وهو من سيناريو هشام الغافولي، ويشارك في بطولته كل من فاطمة الزهراء لحرش، زينب العلمي، كمال كاظيمي، وطارق البوخاري، وزكرياء لحلو، وعبدالصمد الغرفي، وجميلة المصلوحي، والطفلة أماني صواب في أول تجربة تلفزيونية لها. يتحدث المخرج المغربي إدريس صواب مع صحيفة “العرب” حول كواليس شريطه التلفزيوني “فندق كازافورنيا”، فيصف العمل بأنه: “شريط تلفزيوني كوميدي تتخلله بعض الأحداث الدرامية ويتمثل فريق العمل في الممثلين كمال الكاظيمي الذي يجسد دور العربي وفاطمة الزهراء لحرش التي تؤدي دور صباح وزينب العلمي التي تقوم بدور كلثوم وزكرياء لحلو الذي يلعب دور حسن وعبدالصمد الغرفي الذي يؤدي دور البوشينكي، بالإضافة إلى أحمد أولاد وجميلة المصلوحي اللذين يؤدون دور الآباء في العمل”. جميع القضايا تبدأ بمشكلة وتنتهي بحلول وهذا يعكس واقع المجتمع المغربي حيث يواجه كل فرد فيه تحديات مختلفة ويتطرق إدريس صواب إلى صعوبة العثور على وظائف مناسبة لخريجي الجامعات، مما ساهم في تطوير الحبكة الدرامية للشريط التلفزيوني، ويقول في هذا الصدد: “المعالجة تدور حول شابتين يعانيان من البحث عن وظائف شريفة لتوفير معيشة مستقرة لهما وفجأة يتلقيان اتصالًا هاتفيًا من الدار البيضاء يدعوهما للعمل هناك الأمر الذي يتسبب في تغيير مسار القصة تمامًا، إذ نشاهد الشابتين وهما يواجهان وضعيات غير متوقعة تثير توتر الجمهور من خلال المواقف المشوقة المتعلقة بهاتين الشابتين، حيث أن فكرة السيناريو من نبض شاب يتطور ويتألق في مجاله ولديه أفكار جديدة اسمه هشام الغافولي وهذا هو ما دفعني للتعاون معه”. ويضيف: “طريقة التعامل مع العمل والتركيز على الحبكة مختلفة عن أعمالي السابقة، وستلاحظون تغييرًا كبيرًا في التناول والموضوعات، ومع ذلك سيكون هناك تذكير دائم ببعض الأحداث والشخصيات التي ظهرت في أفلامي السابقة”. وتغلب المخرج المغربي على التحديات الفنية والإبداعية أثناء تصوير مشاهد الفيلم في مدن مختلفة مثل صفرو والدار البيضاء بصعوبة، ويؤكد أن “أحد أكبر التحديات يتمثل في تصميم الديكور، حيث تتطلب المشاهد ديكورات ضخمة وملفتة للنظر خاصة عند الانتقال بين مدينة صفرو والدار البيضاء”، مشيرا إلى أن الدار البيضاء كمدينة كبيرة جدًا يصعب التنقل فيها بالشاحنات والسيارات مما يجعل من الصعب الحصول على ديكورات تتناغم بشكل جيد مع المشاهد المصورة. ويضيف أن “إنتاج فيلم جيد يعتمد على الموارد المتاحة والمحدودة، وهذا يجعل من الصعب تحقيق المستوى المطلوب من الإبداع والتميز في الديكورات. لكنه يرى في هذه التحديات فرصة لتجسيد الإبداع وتحقيق النجاح الفني المرجو”. وفي حديثه عن معايير اختيار الممثلات اللواتي يلعبن دور الشابتين اللتين تعانيان من صعوبات في البحث عن وظائف، يشير إدريس صواب في حديثه لـ”العرب” إلى “أنهم واجهوا صعوبة في إيجاد البطلتين الأساسيتين اللتين جسدتا كل منهما شخصية كلثوم التي قدمتها زينب العلمي، وشخصية صباح التي جسدتها فاطمة الزهراء الحرش، بالإضافة إلى الدور الذي قام بتجسديه كمال الكاظيمي”، منوها أيضًا بمشاركة جديدة وقيمة لعبدالصمد الغرفي لأول مرة في شريط تلفزي، على الرغم من أنه تعاون معه في مسلسلات عديدة من قبل. شغف كبير وتابع “أما فاطمة الزهراء الحرش، فقد سبق وأن عملت معي في مسلسل ‘عافاك ابابا’ في رمضان 2023”. ويشير إدريس صواب إلى أنها تفهم طريقة عمله، بالإضافة إلى مشاركة ابنته لأول مرة في التمثيل، كما أشاد كذلك أسماء الممثلين طريق البخاري وأحمد أولاد وجميلة المصلوحي الذين شاركوا في العمل، وبفريق الإنتاج لتحضير البيئة وتصوير المشاهد بأسلوب مهني وتقني وفني في جميع مراحل التصوير من البداية إلى النهاية، ويعكس هذا التعاون النجاح الذي يمكن تحقيقه عندما يجتمع الفنانون والمخرجون في بيئة إبداعية مثمرة، ما يعزز من قيمة العمل الفني ويضفي عليه جاذبية إضافية للمشاهدين. وكشف المخرج المغربي عن الصعوبات التي تواجهه خلال مراحل التصوير وما بعد التصوير، بالقول إنه: “بعد قراءة السيناريو يقوم المخرج بتحويل كل ما هو مكتوب إلى صور مرئية وهذا الجانب بالنسبة لي هو النجاح بغض النظر عن الرؤية الإخراجية أو الرسالة فعملية تحويل النص إلى صور متحركة تتطلب جهدًا كبيرًا واستخدام تقنيات متقدمة لتنسيق المشاهد وترتيب اللقطات بشكل متناغم مع الانتباه إلى حركات الكاميرا والزوايا وهذا في حد ذاته يعتبر إنجازًا هائلًا يجب التركيز عليه والاعتراف به”. ويهدف المخرج إدريس صواب إلى تسليط الضوء على قضايا اجتماعية خاصة في المجتمع المغربي من خلال هذا العمل الذي يحمل عنوان “فندق كازافورنيا”، إذ يشير صواب إلى:” أن جميع القضايا تبدأ بمشكلة وتنتهي بحلول وهذا يعكس واقع المجتمع المغربي حيث يواجه كل فرد فيه تحديات مختلفة ومشاكل تخصه ويرى صواب أن الفيلم يجب أن يكون مريحًا للمشاهدين دون أن يكون عبئًا عليهم خاصة في هذا الزمن الذي تزداد فيه حمولة الحياة اليومية على الأفراد ومن هنا يعتقد المخرج أن المشاهد المغربي بحاجة ماسة إلى أفلام تعكس جوهر المرح والإيجابية لتبث روحًا مفعمة بالسعادة والتفاؤل”.
مشاركة :