تشير الدراسات التاريخية إلى أن الإسلام انتشر في جنوب روسيا في فترة مبكرة، حيث اعتنق أهالي بخارى وخوارزم مبادئ الدين الحنيف في القرن الأول الهجري - السابع الميلادي. وتعد رحلة أحمد بن فضلان سنة 921م من أهم الرحلات في العصر العباسي، حيث أوفد الخليفة المقتدر بعثة من بغداد إلى مدينة بلغار الفولغا. ورحلة ابن فضلان إلى بلاد الصقالبة والترك والخزر تعد أقدم رحلة عربية إسلامية إلى روسيا. وكانت المشاهدات التي دونها هذا الرحالة من أهم النصوص التاريخية القديمة عن تلك البلاد. والإسلام منذ القديم يشغل مكانة مهمة في الاتحاد الروسي، خاصة في الجمهوريات الإسلامية في الجنوب، بداية من داغستان، مروراً بأوزبكستان وتركمانستان وكازاخستان. ولقد تأثر كثير من الأدباء والشعراء في روسيا بالإسلام والقرآن الكريم، وكان من كبار أولئك بوشكين شاعر روسيا الكبير الذي يعد مؤسس لغة آدابها، إضافة إلى ليرمينتوف الشاعر الرومانسي الذي أعجب بتراث الإسلام وتعاليمه الإنسانية وتأثر بالشعر العربي، كما أن تولستوي، وهو من أعظم أدباء روسيا، تأثر تأثراً شديداً بالقرآن الكريم وأحاديث الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم). وتعلق بوشكين بالإسلام يعود إلى طفولته. وأكثر الناس تأثيراً عليه كانت جدته لأمه ماريا إبراهيم هانيبال، وكان هانيبال مسلماً يكتم إسلامه ويتلو القرآن سراً في خلواته، وهو من أصول حبشية أو صومالية. وقد زرعت الجدة ماريا في نفس الطفل بوشكين محبة القرآن وأهمية الرسالة المحمدية. وازداد تأثر الشاعر الكبير ألكسندر بوشكين (1799-1837) بالإسلام عمقاً ورسوخاً، وكان له شغف شديد بالقرآن الكريم وسيرة الرسول العربي (صلى الله عليه وسلم) والثقافة العربية الإسلامية. وقد استكمل ثقافته الإسلامية بعد أن نفاه القيصر إلى الجنوب، وكانت السنوات الأربع التي عاشها في منفاه فرصة لمزيد من التعلق بالإسلام وتحصيل تراثه وقراءة القرآن وتأثره الشديد به إلى درجة أنه كتب تسع قصائد استوحاها من التعاليم الإسلامية، وفي هذه القصائد يعبر عن مدى محبته وإعجابه بتعاليم الإسلام، خاصة ما يتعلق بالحرية والعدالة الاجتماعية والموقف الإيجابي من المرأة.. ومن أهم مترجمي بوشكين إلى العربية: المصري د. أبو بكر يوسف، والسوري مالك صقور، والشاعر العراقي حسب الشيخ جعفر.
مشاركة :