في الصميم: «نريدها بلا تزوير ولا مزورين»

  • 4/8/2024
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

كانت الأمنيات أن تفرز انتخابات 4/ 4/ 2024 مجلس أمة بلا «قبّيضة»، ولم نعلم حتى الآن إذا ما عاد بعضهم، أو دخل جديد معهم، فالوقت مبكر على كشفهم. كانت نتيجة الانتخابات، كالعادة، صادمة للبعض، ومفرحة لغيرهم، ومحيّرة للأكثرية، فخرجت وجوه من المجلس كما دخلت من دون أن تترك لها بصمة أو أثراً يُعتد به، أو حتى شعوراً برحيلها، ودخلت وجوه جديدة اقتحمت الساحة، ففاز بعضها ببياناتها الجارحة، وفازت الأخرى بأطروحاتها المثيرة للفتنة، وهذا ما يثير الدهشة منها، فيجب التوجس منها، وبقيت وجوه بعد أن أُعيد انتخابها، فعليها أن تتأقلم وتتكيف وتستوعب المرحلة الجديدة التي تمرّ بها الكويت. قد يبدو الوضع السياسي العام الآن أقرب ما يكون إلى التشاؤم منه إلى التفاؤل، ولكن يجب أن تنتصر التمنيات، ويجب أن يعي الجميع أن الكويت لم تعد تتحمّل، ولا حتى تستطيع أن تتسامح مع كل من يريد عرقلة عجلة الإصلاح ومحاربة التزوير والفساد التي طال انتظارها. تصريحات رئيس الحكومة كانت واضحة وصريحة، وحتى جازمة حازمة، لا لبس فيها، فقد قال حرفياً: «نحن جادون في مكافحة الفساد، ولا كبير بوجه العدالة. إحالة (صندوق الجيش) للقضاء دليل على تطبيق القانون على الجميع. قدّمنا بلاغاً جديداً بشأن اعتداء مكاتب عسكرية على الأموال العامة. بكل ثقة سنتحول إلى آفاق أجمل من خلال رؤية الأمير بنقل الكويت للأفضل. إعادة الثقة إلى مؤسسات الدولة وإصلاح الاعوجاج وتحقيق الطمأنينة لأهل الكويت. هناك تطبيق حقيقي للقانون على الجميع. تم تكليف فريق من الشباب للعمل على استرداد كل الأموال التي تم الاستيلاء عليها، ومن مهام هذا الفريق هو أن يرفع قضايا في مجموعة من الدول لاسترداد ما تم الاستيلاء عليه. «التربية» تعكف حالياً على مراجعة الشهادات منذ عام 2000 إلى الآن، (لكشف المزوّر منها)»، لافتاً إلى أن «معدل مكافحة الفساد في الكويت ارتفع 17 نقطة، وهذا يسجل لهيئة مكافحة الفساد (نزاهة)، وهو تطور نفتخر به جميعاً، بعد أن أصبحنا في سلّم المؤشر الدولي لمكافحة الفساد». الكويت الآن تعيش مرحلة جديدة ومختلفة، لا علاقة لها لا بمجلس الأمة ولا بنتائج انتخاباته، فهي الآن تتجه مستقلة بعيدة عن التمني، لتجعل من بلد النهار وطناً نقياً طاهراً من الراشين والمرتشين (القبيضة)، ومن التزوير والمزورين، ومن سرّاق المال العام واسترجاع ما نهبوه، رغم أنف المعرقلين، فلا يمكن الرجوع إلى الخلف، ولا إيقاف عجلة الإصلاح من أيّ كان، فإما مواصلة الحكومة ما بدأت به، وإلا فاقرأوا على الكويت السلام. حفظ الله الكويت وشعبها وأميرها من كل مكروه، وضرب على يد كل من أراد بها شراً، أو عرقل مسيرة الإصلاح فيها.

مشاركة :