“أفضل طريقة لتوقع المستقبل هي المشاركة في بنائه”.. مقولة شهيرة لرائد الإدارة الحديثة “بيتر دراكر” أعتقد أنها قد تجسدت فعلياً في الأمر الملكي السامي الذي أصدره خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز- حفظه الله- يوم يوم 26 من رمضان 1438هـ (21 يونيو 2017م)، والقاضي بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولياً للعهد، إذ نحتفي هذه الأيام بالذكرى السابعة لبيعة سموه. وقد مثّل تولي سموه – حفظه الله- ولاية العهد تدشيناً لحقبة جديدة في تاريخ الحكم السعودي بتولي الجيل الشاب والثالث (أحفاد الملك المؤسس) المسئولية، وهو ما يعني باختصار أن المملكة بقيادة الملك سلمان تتجه نحو المستقبل بقلب مفتوح، وبعقل واعِ يدرك حجم المتغيرات العالمية. لقد مرت سبعة أعوام على تولي الأمير محمد بن سلمان ولاية العهد، استطاع فيها أن يحقق الإنجاز تلو الآخر بيد صلبة لا تعرف الإرتعاش، وبرؤية شاملة لمجتمع عظيم الإمكانيات يجب استغلالها بكفاءة واقتدار حتى تكون المملكة العربية السعودية ” أكثر قوة وقدرة” في عالمها وفي إقليمها على كافة الأصعدة .. السياسية، الإقتصادية، الإجتماعية، الثقافية.. إلخ. يمثل الأمير محمد بن سلمان زمناً جديداً في عالم اليوم شديد التعقيد والتشابك ظهرت إرهاصاته حين أعلن سموه في 25 أبريل 2016م عن “رؤية المملكة 2030″، والتي تضمنت العديد من الخطط الاقتصادية والتنموية والاجتماعية، متطلعةً إلى إنجازات وطنية في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية. كما عمل سموه على تطوير صندوق الاستثمارات العامة عبر تطوير استراتيجية الاستثمار بالمملكة، والعمل على تحقيق أرباح مالية كبيرة للدولة. حين أطلق سمو ولي العهد عبارته الشهيرة “طموحنا عنان السماء”، كان يعني تماماً ما يقول إلى الدرجة التي باتت معها هذه المقولة بمثاية الأيقونة التي يرددها الشباب السعودي حين يتحدثون عن الأمل والطموح. وتتجسد هذه المقولة في هذا الكم من المشروعات الإستراتيجية الكبرى التي كان وراءها الأمير محمد بن سلمان ضمن “رؤية 2030″، ومنها مشروعات: القدية – البحر الأحمر- سبارك، وكذلك مشروع “نيوم” أحد أهم المشروعات على الإطلاق، والذي يوفر فرصا تكاد تكون خيالية، ويهدف إلى تطوير قطاعات اقتصادية رئيسية للمستقبل. وهنا نتذكر مقولة سمو ولي العهد الشهيرة ” لا مكان في نيوم إلا للحالمين”. والأمر المؤكد أن سمو ولي العهد يحمل لوطنه رؤية إصلاحية شاملة تهدف إلى “بناء الإنسان” عبر تنميته وتفجير قدراته .. تعليمياً وثقافياً واجتماعياً.. لا سيما وأن سموه ممن يؤمنون بالشباب ودورهم المفصلي في تحقيق طموحات المستقبل حيث أن المملكة ” دولة شابة” إذ يتخطى شبابها حيز الـ (65%) من عدد السكان. كما يؤمن سموه بالمرأة (باعتبارها نصف المجتمع) ودورها في تحقيق التنمية المنشودة، ومن هنا لم يكن غريباً أن يكون سموه أكبر الداعمين للمرأة السعودية، وهو ما تجسد في القرارات الغير مسبوقة لصالح المرأة مثل: قيادة السيارات، والمشاركة في الأنشطة الرياضية المتعددة، ولإنتشار في سوق العمل بكل رحابة، فضلاً عن توليها العديد من المناصب القيادية المرموقة. وأخيراً.. أشير إلى بعض “كلمات الحق” التي قيلت في سمو ولي العهد ودوره المحوري في تقدم ورخاء المملكة، حيث وصفته شبكة (سي إن إن) العالمية بأنه “الأمير الذي يحاول تغيير العالم”. أما شبكة (سي إن بي سي) فوصفته بـ “الأمير الذكي الذي يملك رؤية إستشرافية رائدة ومذهلة”، فيما وصفته الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي بـ (رجل المرحلة).
مشاركة :