كيف تلقى «الكادحون» نبأ الجسر؟

  • 4/11/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

منذ إعلان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إنشاء جسر يربط بلاده بمصر، تسلل الخبر إلى أفئدة «كادحين» لا يتابعون النشرات الإخبارية بشغف، بل بالكاد يتلقون ما يعتبرونه «طرف علم» (مفهوم محلي يشبه موجز الأنباء)، عبر أثير الإذاعات المحلية. ففي المراكز الصغيرة والمخصصة لصيانة السيارات في حي كيلو 14 الواقع في أقصى جنوب مدينة جدة، يجابه سيد الذي يعمل سمكريا، سيارة وصلت للتو مصدومة من الأمام، بيد أنه يبدي تفاؤلا كبيرا من خبر الجسر الذي تلقفته مسامعه من مذياع متهالك يقع في زاوية الورشة. ويقول سيد عمر (45 عاما): «إن إنشاء الجسر سيكون مفيدا له خصوصا وأنه يسافر إلى بلدته، منيا القمح في محافظة الشرقية المصرية، عبر الباخرة «الطريق طويل، الجسر سيساعدني في أن أشتري سيارة وأسافر بها، خصوصا وأن سعر تذكرة الطيران مرتفع». ولا يعلم سيد الذي يعول 3 أطفال، بحجم التبادل التجاري بين بلاده والمملكة التي قدم إليها قبل 15 عاما، بيد أنه استرسل في الشرح قائلا «المنافع كبيرة بين البلدين، والتجارة قائمة على كافة الأصعدة، حتى إن القطن في بلدتي يباع في السعودية». ومن على مقربة من ورشة سيد، يجلس خمسة من الكادحين على طرقات المدينة، في انتظار زبائن ليقلوهم إلى وجهتهم مقابل مبلغ أيسر من سيارات الأجرة الرسمية، واللافت أنهم تلقوا الخبر أيضا على مذياع سياراتهم التي يقضون فيها جل وقتهم. ويقول أحدهم «إن الجسر سيسمح لي بالسفر إلى مصر، ربما سأوصل زبائن إلى هناك، ويشير ضاحكاً «أسعى إلى الزواج من هناك». فيما يؤكد حمود الشلوي، الذي يعمل على سيارة أجرة واعتاد المكوث في «جزيرة» شارع متفرع من طريق (مكة-جدة) القديم، ارتياحه بتحركات الحكومة «هي لا تفعل إلا الصواب، ونحن مع قيادتنا، والجسر سيكون موحدا للعرب والمسلمين»، ليحكي أنه شارك في تحرير الكويت من الغزو العراقي ضمن الجيش السعودي، «لم أسافر أبدا خارج المملكة إلا عندما قدمت واجبي الوطني في الكويت»، واتفق معه في الرأي محمد السلمي. ومع حديث الشلوي الحماسي، تداخل يحيى القحطاني مسن في العقد السادس من عمره ويمارس سخرية لاذعة، ليقول إن السوق هادئ، ولعل مشاركته كانت مقدمة ليبدي رأيه في الجسر الذي رأى بأنه جاء ضمن مجموعة من الاتفاقات إيجابية للسعوديين. وعلى جانب الامتداد الجنوبي الأقصى لطريق (مكة-جدة) القديم، يرتب مهدي إبراهيم صناديق الفاكهة، إذ عمد على بيعها في الموقع منذ 12 عاما، ويخرج من سيارته المركونة بمقربة منه صوت المذياع، ويقول مهدي إن المذياع أهم وسيلة لمعرفة الأخبار، «بعد سماعي الخبر في المذياع اقتنيت الصحيفة لأقرأ عن تفاصيل جسر الملك سلمان المزمع إنشاؤه ليربط بين البلدين، بالإمكان أن أستورد الفاكهة من مصر.

مشاركة :