اعتبر وزير التجارة الصيني وانغ وينتاو بأن المخاوف الأمريكية من أن ازدياد الصادرات الصينية منخفضة الكلفة يمثل خطرا على الأسواق العالمية غير مبررة، وذلك في ختام زيارة لوزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين اليوم الاثنين تطرقت خلالها إلى هذه المسألة من بين قضايا أخرى. وتبنى المسؤولون الصينيون خلال زيارة يلين نبرة متفائلة بأن العلاقات بين البلدين مستقرة، مع اتفاق الطرفين على فتح قنوات لإجراء مزيد من المحادثات بشأن مسألة الإمكانيات الصناعية المفرطة، رغم وجود خلافات ما زالت قائمة بشكل واضح. وتخشى واشنطن من أن يؤدي دعم بكين للشركات، بفائض في الإنتاج يتجاوز إمكانيات استيعاب الأسواق العالمية ويمكن لتدفق صادرات زهيدة الثمن في قطاعات رئيسية مثل المركبات الكهربائية وتلك العاملة بالطاقة الشمسية أن يؤثر على نمو هذه الصناعات في بلدان أخرى. لكن وزير التجارة قال أثناء زيارة إلى باريس أمس الأحد إن الاتهامات لبكين بالطاقة الإنتاجية المفرطة من قبل واشنطن وبروكسل لا أساس لها، وأفاد بأن النمو السريع لشركات تصنيع المركبات الكهربائية الصينية كان نتيجة للابتكار وسلاسل الإمداد الراسخة، وليس الدعم الحكومي، مضيفا بأن بكين ستدعم الأعمال التجارية للدفاع عن مصالحها. وقللت الصين مرارا من أهمية المخاوف حيال الدعم الذي تقدمه الدولة للقطاع، فيما أطلقت أوروبا تحقيقا بشأن حزم دعم السيارات الكهربائية الصينية التي يمكن أن تؤدي إلى مزيد من الرسوم الجمركية على المركبات التي تعتقد بأنها بيعت بشكل غير منصف بسعر أقل، وهو أمر دانته بكين الشهر الماضي على اعتباره حمائية. وطرحت يلين مسألة الطاقة الإنتاجية المفرطة مرارا خلال محادثاتها في قوانغتشو وبكين، وتطرقت إلى المسألة في محادثاتها مع نائب رئيس الوزراء هي ليفينغ التي استمرت 11 ساعة، كما طرحتها مع رئيس الوزراء لي تشيانغ في مسعى لإيصال الرسالة بشأن هذه المخاوف إلى أعلى مستويات صناعة القرار في الصين. وقال لي ليلين، إن على واشنطن النظر إلى مسألة الطاقة الإنتاجية بشكل موضوعي ومن منظور يراعي السوق، وأضاف أن نمو قطاع الطاقة الجديدة الصيني سيقدّم مساهمات مهمة للانتقال العالمي إلى الطاقة الصديقة للبيئة والكربون المنخفض، بحسب نص اجتماعهما الثنائي. وأقرت يلين من جانبها بأن هذه قضية معقدة ترتبط بكامل استراتيجيتهم للاقتصاد الكلي والصناعة، وأفادت لم تحل المسألة في يوم أو شهر، لكنها لفتت إلى أنه تم إطلاع المسؤولين الصينيين على أن هذه قضية مهمة بالنسبة لنا، وستكون حاسمة بالنسبة للعلاقة الثنائية ولعلاقة الصين مع البلدان الأخرى مستقبلا.
مشاركة :