حين تتحدث الدراما باسم المجتمع، فتكون المرآة التي تعكس واقعه، وتسلط الضوء على مكامن الضعف والقوة فيه، فهذا ما يزيدها قوة وتأثيراً، ولكن حين تتغلغل في أعماق أفراده، فتُصوِّر مشاعرهم على حقيقتها، وتقترب منهم إلى حد العناق، فإنها تفوق المأمول منها لتصبح متحدثاً رسمياً رفيع المستوى. مع ريتاج تنطلق الحكاية، فمن عوالم الرواية التي أبدعها الكاتب الدكتور حمد الحمادي، تجول الكاميرات في أعماق عملٍ توافرت له كل عوامل النجاح، من قصةٍ عزف فيها على أوتار المجتمع، وغاصت طاقاته الإخراجية والتمثيلية في مكنونات النفس البشرية، لتُخرج باقة من مشاعر وأحاسيس تألق فيها الوطن ملِكاً، فكانت التضحية بطلة الموقف. البيان تواصلت مع صناع العمل، ليؤكدوا أن المسلسل سيكون من أهم الأعمال التي تعرضها شاشات رمضان المقبل، لا سيما أنه يحكي قصة اجتماعية تتمازج مع حب الوطن، ويسير جنباً إلى جنب مع أبناء المجتمع. أكثر من 70 ممثلاً يجتمعون في عمل واحد، وفريق يضم أهم الأسماء في مجالات التأليف والإخراج والتمثيل، ورغبة قوية في تقديم عمل ذي جودة عالية عبَّر عنها الفنان والمنتج حبيب غلوم، صاحب شركة سبوت لايت المنتج المنفذ للعمل، والذي قال: تم اقتباس الخط الرئيسي من رواية ريتاج، وبناء خطوط أخرى موازية للوصول لشكل عام للمسلسل وأحداثه، وتولى المؤلف إسماعيل عبدالله مهمة صياغة هذا النص الإبداعي ببراعة، ليأتي بعد ذلك دور المخرج أحمد المقلة الذي قدم لمسات إخراجية أنيقة، مؤكداً في كل مرة أن جديده الإبداعي لا ينضب. كلمة حق وأشار غلوم إلى أنه تم إنجاز 20% من العمل، لافتاً إلى أن التصوير سينتهي قبل رمضان بأيام قليلة، وهو لصالح شركة أبوظبي للإعلام منتجة العمل، وسيعرض خلال شهر رمضان المبارك على قنواتها. وعن ريتاج قال: من خلال هذا العمل، أتيحت لنا الفرصة كفنانين أن نقول كلمتنا، ونقدم شيئاً من واقع حياتنا الاجتماعية بعيداً عن كل الاتهامات التي تقول إننا بعيدون عن هموم الوطن، أو أننا نتجنى على الواقع، وفي ريتاج نجيب على كل التساؤلات والاتهامات، ونقول كلمتنا في حق هذا المجتمع ومن يعيش فيه، لنقدم عملاً يحترم خصوصية مجتمعنا وخصوصية الشهر الكريم. وها هي الكاميرات تجول بين البيوت والشوارع والأماكن العامة في دولة الإمارات منذ 3 أسابيع، في رحلة يومية، لا يتوقف فيها العمل للحظة. تكرار وتنويع وتلعب الفنانة هيفاء حسين دور ريتاج بطلة العمل، لتتألق في دور متميز تراهن عليه، وعنه قالت: أحببت دوري كثيراً، ورغم أنه يشبه أدواري السابقة من حيث طبيعة الشخصية الطيبة المضحية، إلا أن التكرار فيه مناسب، فالأهم لدي التنويع في الأفكار، ومسلسل ريتاج جديد بفكرته وأسلوبه وطريقة طرحه. وأضافت: لعبت الفنانة فاتن حمامة في معظم أفلامها دور المرأة الطيبة المحبوبة، ولم يكن هناك تنويع في أدوارها من حيث طبيعة الشخصية، إلا أنها كانت دائماً أيقونة التمثيل ولاتزال. ويحكي المسلسل قصة ريتاج التي وصلت إلى عمر 36 عاماً وهي تتجنب فكرة الزواج، بعد تجربة فاشلة ولَّدت لديها عقدة ورَدَّة فعل سلبية، وتعاني مع والدها المريض، حتى قررت ترك عملها والاستغناء عن وظيفتها وتأجيل موضوع الزواج لحين الاطمئنان على صحته. تعاون ويشهد ريتاج تجديد التعاون مع بعض الأسماء، كإسماعيل عبدالله وأحمد المقلة، وعن ذلك قالت هيفاء: نجاح أي عمل يبدأ بالورق والإخراج والجهة الإنتاجية، وفي ريتاج أصررنا على أن تجتمع أهم الطاقات لتقديم العمل بأفضل صورة، بغض النظر عن الكلفة الإنتاجية، فالجودة هي ما يهمنا أولاً وأخيراً، وهو ما دعانا لتجديد التعاون مع نفس كاتب ومخرج مسلسل لو أني أعرف خاتمتي. فلاش باك يشارك في العمل نخبة من أهم الممثلين الإماراتيين والخليجيين، منهم جاسم النبهان، ونور، وفاطمة الحوسني، وحبيب غلوم، ومرعي الحليان، ولطيفة المجرن، وهدى حمدان، وأحمد إيراج، وعبدالله بهمن، وغيرهم. وتدور كاميرا المسلسل بين الأحداث الواقعية، وتعود في بعض الحلقات إلى الوراء على طريقة الـفلاش باك، لاستذكار واستحضار بعض المواقف والأحداث، ما يقدم صورة جميلة للمشاهد.
مشاركة :