حضور الجيل الجديد من الشباب في المشهد الثقافي يعد لافتاً وبارزاً، وتعد إسهاماتهم الأدبية مصدراً مهماً للإبداع المحلي، ونلاحظ في السنوات الأخيرة أن هناك وجوهاً شابة جديدة برزت، وحققت مشاركات مميزة من خلال وجودها في المحافل الثقافية والمعارض المحلية والدولية المعنية بنشر وتوزيع الكتب والإصدارات الأدبية والثقافية والمعرفية. يقول الكاتب وليد المرزوقي: «المشاركات الشبابية، خاصة في المحافل الثقافية، تبرز عمق الأفكار التي تغذى عليها الشباب، ومدى رؤيتهم المعرفية ومكانتهم. فالإمارات اليوم بقيادتها الرشيدة دعمت الشباب وجعلتهم يشاركون في بناء وتطور وطنهم بفاعلية وإيجابية وحيوية، وهذا ما طمحت إليه القيادة ودعمته بكل الوسائل، ووصل هذا الدعم والتحفيز الصادق إلى الشباب بفضل الذين أدركوا أن ثروة الأوطان هي أبناؤها». وتابع المرزوقي: «هناك مساهمات شبابية ومشاركات رائعة في المحافل الثقافية الدولية، وإصدارات وكتابات مميزة من شباب يمثلون الوطن بأفكار رائعة، وهذه ثمار الدعم الذي حصلوا عليه سواء من دور النشر أو الجهات الثقافية أو حتى أدباء وكتاب سبقوهم في هذا المجال، فالأيدي ممدودة دائماً للشباب وهذا ما جعل مشاركاتهم مميزة ولافتة». وسائل متطورة من جهتها، تقول الكاتبة مريم الرميثي: «الإبداع الشبابي اختلف اليوم عن السابق، والتقنيات الحديثة هيأت للجيل الجديد وسائل كثيرة وسهلة ومتطورة للحصول على المعرفة والثقافة والمعلومات بشكل أسهل في البحث والتحري والرجوع إلى مصدر الفكرة وقائلها، فهذه البوادر ساهمت بتشكيل ثقافة شبابية بامتياز. ووجود شخصيات شابة تشعر بثقتها الذاتية وقيمتها الفكرية جعلها تدرك مكانتها، وأن تتميز بما تقدمه من طرح سواء في كتاباتها الأدبية أو إسهاماتها الثقافية». وتضيف الرميثي: «للمعارض الثقافية التي تقام على أرض الدولة الدور الكبير في تحفيز الشباب وتشجيعهم لأن يروا أنفسهم من خلالها، والجيل الجديد قادر على أن يثبت نفسه بجدارة لأنه على قدر الثقة والمسؤولية بما يملك من مواهب إبداعية تجعله أن يتميز بما يقدمه ويكون خير من يمثل نفسه وأهله ووطنه. والقيادة الرشيدة تدعم وتشجع وتحفز الشباب دائماً لأن يقفوا ويكملوا راية الثقافة بكل عزيمة وإصرار، فلا نستغرب من وجود جيل بهذا الطموح وهذه المشاركات الثقافية المُلهمة». فعاليات ثقافية وترى الكاتبة مريم الحمادي، أن وجود الفعاليات الثقافية بغزارة، وكونها حاضنة للشباب وإبداعاتهم، أسهم بنشأة جيل جديد متعطش لأن يكون حاضراً في صلب المشهد الثقافي، والحماس يرتسم على وجوههم للمشاركات وإبراز ما لديهم، وهذا جعلنا نستشعر مدى الدعم والتشجيع الذي نحظى به»، وتضيف: «كل الأبواب مفتوحة والأيدي جميعها ممدودة وعلينا دائماً أن نؤمن بأن الشباب يستندون إلى إرث ثقافي وشخصيات أدبية كبيرة لن تتردد في دعمهم وإعطائهم المشورة التي تخدم إنجازهم الأدبي ومشروعهم الثقافي القادم. وهذا التكامل يجسد جمالية التضافر لرفعة الثقافة، فحين يجتمع العطاء ما بين الخبرات المتراكمة والجهود المليئة بالنشاط تكون الحقيقة واضحة، والحقيقة أن هناك جيلاً مثقفاً ومبدعاً يعكس مكانة وطنه الثقافية». فرص متعددة بيّنت الكاتبة رحمة حسن، أن المشاركات الشبابية في المحافل الثقافية الدولية تشير إلى ما وصل إليه الجيل الجديد، وما لديه من حصيلة ثقافية معرفية تعكس جهده المبذول للارتقاء بنفسه وللوصول إلى الفكرة الرامية التي تطمح إليها قيادة الإمارات. مشيرة إلى أن الدعم الموجود من قبل الجهات المعنية في الثقافة، يجعل الشباب أمام فرص متعددة ومتاحة للجميع، والكل يساهم بجهده وفكره في إثراء المشهد الثقافي المحلي والدولي.
مشاركة :