بدأت رواندا يوم الأحد أسبوعا من الحداد الوطني و100 يوم من إحياء الذكرى بمناسبة الذكرى الـ30 للإبادة الجماعية التي وقعت عام 1994 ضد التوتسي. قام الرئيس بول كاغامي والسيدة الأولى جانيت كاغامي، جنبا إلى جنب مع شخصيات أجنبية بارزة زائرة تضم العديد من رؤساء الدول والحكومات، بوضع أكاليل الزهور على النصب التذكاري للإبادة الجماعية في كيغالي، حيث دُفن أكثر من 250 ألف ضحية. ثم أشعل كاغامي مع السيدة الأولى "شعلة الذكرى" في النصب التذكاري، قبل أن يلقي كلمة في إحدى الساحات بالعاصمة الرواندية كيغالي. وقال كاغامي "اليوم، تمتلئ قلوبنا بالحزن والامتنان بنفس القدر. نتذكر موتانا ونشعر بالامتنان أيضا لما أصبحت عليه رواندا"، مضيفا "بالنسبة للناجين بيننا، نحن مدينون لكم. لقد طلبنا منكم أن تفعلوا المستحيل بتحمل عبء المصالحة على أكتافكم. ومازلتم تفعلون المستحيل من أجل أمتنا، كل يوم، ونحن نشكركم". اعتبارا من 7 أبريل، ستضاء شعلة الذكرى لمدة سبعة أيام في أربعة مواقع تذكارية للإبادة الجماعية في أنحاء مختلفة من البلاد، والتي تم إدراجها في قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة في سبتمبر. وستُنظم أنشطة تذكارية أخرى في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك مسيرة بمناسبة هذه الذكرى في كيغالي، تعقبها وقفة ليلية. وسيتم تعليق المسابقات الترفيهية والرياضية خلال أسبوع الحداد فيما سيتم تنكيس العلم الوطني. فقد قُتل حوالي مليون شخص، معظمهم من التوتسي ومن الهوتو المعتدلين، في الإبادة الجماعية على يد متطرفين من الهوتو خلال مذبحة وذلك في غضون 100 يوم في عام 1994. وانتقد كاغامي السياسات القبلية التي قال إنها تبرز من جديد في بعض أجزاء أفريقيا، وأشار إلى "أن مأساة رواندا تعد بمثابة تحذير، وأن عملية الانقسام والتطرف التي تؤدي إلى الإبادة الجماعية يمكن أن تحدث في أي مكان إذا تُركت دون رادع". ومن جانبه أعرب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فقي محمد عن أمله في أن يساعد إحياء الذكرى الـ30 للإبادة الجماعية ضد التوتسي في تجديد الالتزام بـ"عدم تكرار ذلك أبدا". أما شارل ميشال رئيس المجلس الأوروبي فقال "على هذه الأرض ذات الألف تل، وقعت أهوال. غير أن اختيار الصفح والمصالحة مكّن من إصلاح النسيج الاجتماعي".
مشاركة :