حكايات واساطير وقصص شعبية من الأحساء 19 ..

  • 4/9/2024
  • 08:28
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

ورطة النوخذة .. صحيفة همة نيوز : عبدالله المطلق .. مازال الكثيرون من أبناء الخليج العربي يروون في ديوانياتهم سوالف البحر ، وحزاويه والسالفة هي رواية ماسلف وكان له وجود حقيقي ، أما الحزاية فهي لفظة تطلق على الحكايات الخيالية ، وتحفل سوالف البحر برواية احداث ومغامرات وعجائب ، كسقوط بحار من على ظهر السفينة في ليل حالك الظلمة ! قاسي البرودة ، شديد الرياح ،! ويظل البحاريصارع الموج أو يصرعه ! أو كيف يواجه الغواص سمك القرش المفترس الجرجور .. إن هذه السوالف التي تروى في المجالس الخليجية ، ويذكر رواتها اسماء أصحابها ، وأماكن حدوثها ، وزمان وقوعها تظهر بجلاء قدرة الإنسان العربي الخليجي على تحمل الصعاب ، ومجابهة المخاطر ، ومهارته في معرفة أسرار البحر ، وذكائه التلقائي وخبراته المتوارثة في فنون الملاحة ، مع ما في وجدانه من قيم انسانية رفيعة ، وما يتميز به من شجاعة وشهامة فكم من بحار خسر حياته ، وهو يحاول انقاذ بحار آخر من الغرق ( ) . يقول أحد البحارة خرجنا في يوم الجمعه من ميناء القطيف في حوالي الساعة السادسة صباحاً في يوم من أيام سنة 1385هـ لصيد الربيان ، وعند وصولنا موقع الصيد ، طرحنا شبكة الصيد في البحر ، وكنا أنا والنوخذة وثالثنا أحد البحارة المستجدين في البحر وكنت ماسكاً بسكان السفينة الكانة وكان رفيقي جالساً بالقرب مني ، وكانت الأمور على مايرام حتى ذهب النوخذة ، ونزل في أسفل السفينة ليغرف الماء المتجمع في الخن جوف السفينة ، وكنا نترك الشبكة في البحر حوالي ساعة واحدة ، فصبرت ما يقارب ثلث ساعه ولم يخرج النوخذه من أسفل السفينة !!فقلت لصاحبي انظر النوخذه هل يريد مساعدة ؟ فذهب لينظر في خن السفينة ، وعندما وصلة وقف كالعمود من غير حراك وعيناه مفتوحتان إلى أسفل السفينة ! وأنا أكلمه ولا يجيب !! فذهبت لأنظر ما في الأمر ، ونظرت في أسفل السفينة ، وإذا بالنوخذة مطروح ورأسه اسفل عمود ناقل الحركة للمكينة !! فنزلت بسرعة وأوقفت المكينة ، وجلست أتأمل إليه ، وأنا في غاية الدهشة !! كيف دخل راسه بين عمود الشفت وبين الأخشاب ، والمسافة لاتتعدى إلا حوالي نصف شبر ولم يصب راسه بأذى !! واصبحت لا أملك التفكير !! كان الأمر في غاية الصعوبة بالنسبة لي !! وكان العمود يدور على رقبته !! أم إلى صاحبي الذي أصبح لا تفكير له من هول مارآه ؟! وكيف استطيع أن أخرج رأس النوخذه من تحت عمود الشفت وهذا من المحال لأننا في وسط البحر ، وبعد محاولات عديدة أنا وصاحبي إذ تحرك النوخذة ، وبدأ بالكلام ! وقال ياولدي سوف أموت فقلت له تصبر ولا تصرخ ، وسوف يفرج الله عنك ، وقد عزمت على أن اسحب راسه بشدة فدعوت الله سبحانه وتعالى أن يفرج عنا هذا الكرب ، وأن يخلص النوخذة من هذه المحنة ويرده إلى أسرته سالماً معافاً ، وجعلت يدي اليمنى من تحت راسه وجعلت الشمال من فوق رأسه ، واغمضت عيناي ، وقلت : يالله وسحبت رأسه بشده ، وإذا برأسه قد برزت من موقعه ، فحمد الله على ذلك وكانت رقبته قد انسلخت من دوران الشفت ، وأصيبت يداه بفك ، وكان الوقت الذي أصيب فقيه حوالي الساعة التاسعة صباحاً ، والبحر في آخر جزره ، والموقع الذي نحن فيه بين الدمام وسيهات . يقول : لقد تحيرت مرة أخرى كيف أوصله إلى الميناء ، فجعلت مسار السفينة باتجاه خور سيهات ، حتى اقتربنا من برج أبو اللعيف ، وبعد ما تعدينا البرج بقليل لمحت غرزت السفينة !! وكان الوقت ما يقارب الساعة الثالثة بعد الظهر ، فتحيرت مرة أخرى ماذا أفعل ؟ لا أستطيع حمله في هذه الأطيان ؟ ! وكانت المسافة التي بيننا وبين الميناء طويلة ، فمددت بصري انظر في ابعاد البحر ، فرأيت قارباً صغيراً به اثنان من التجار يصطادون الأسماك بشبك السالية ، فناديتهم وهم لايسمعون النداء !! فنزلت البحر قاصداً إليهم حتى وصلت وأخبرتهم بالأمر ، فأتوا معي بالقارب ، ونقلناه إلى القارب ، وتوجهنا به إلى الميناء ، وقبل وصولنا الميناء بقليل غرز القارب فنزلت من القارب وحملته على كتفي حتى أخرجته من البحر ، وأخبرت خفراء السواحل بالأمر فبذلوا لنا المساعدة ، ونقلناه في السيارة ، وذهبنا به قاصدين المستشفى .. فقال في اثناء الطريق : اذهبوا بي إلى البيت !! ورفض رفضاً تاماً الذهاب إلى المستشفى فذهبنا به إلى البيت ، وعندما وصولنا إلى البيت طلب مني أن احضر له طبيباً شعبياً . فذهبت واحضرت الطبيب الشعبي ، فكشف عليه ,وبعد الكشف احضر قطعة شاش طولها مترين ووضعها بين اباطيه ، وكما اسلفنا كانت يديه أصيبت بفك ، وأمسك بقطعة الشاش ورفعها إلى أعلى مرتين أو ثلاث حتى ركب الفك ثم قال الطبيب الشعبي الآن لابد من الذهاب إلى المستشفى لأني لا أستطيع أن أعمل لك شيئاً فذهبنا به إلى المستشفى وأخذ العلاج اللازم حتى شفاه الله وأصبحت صحته جيده والحمد لله على سلامته . وأما أثر التسليخ برقبته لايزال باقياً !! وهذه المأساة التي حصلت لهذا النوخذة كان سببها أنه وضع على رقبته غترة ، وكان قد لف الغترة على رقبته مثل المشنقة ، وكان أحد اطراف الغترة مهدولاً ، ولما أن اراد أن يغرف الماء من السفينة والشفت يدور التف الطرف المهدول من الغترة وسحب الرجل إلى أسفل وهذا من أعظم الأخطار التي تكون على ظهر السفينة ( )0 ورطة النوخذة .. صحيفة همة نيوز : عبدالله المطلق .. مازال الكثيرون من أبناء الخليج العربي يروون في ديوانياتهم سوالف البحر ، وحزاويه . والسالفة هي رواية ماسلف وكان له وجود حقيقي ، أما الحزاية فهي لفظة تطلق على الحكايات الخيالية ، وتحفل سوالف البحر برواية احداث ومغامرات وعجائب ، كسقوط بحار من على ظهر السفينة في ليل حالك الظلمة ! قاسي البرودة ، شديد الرياح ،! ويظل البحاريصارع الموج أو يصرعه ! أو كيف يواجه الغواص سمك القرش المفترس الجرجور .. إن هذه السوالف التي تروى في المجالس الخليجية ، ويذكر رواتها اسماء أصحابها ، وأماكن حدوثها ، وزمان وقوعها تظهر بجلاء قدرة الإنسان العربي الخليجي على تحمل الصعاب ، ومجابهة المخاطر ، ومهارته في معرفة أسرار البحر ، وذكائه التلقائي وخبراته المتوارثة في فنون الملاحة ، مع ما في وجدانه من قيم انسانية رفيعة ، وما يتميز به من شجاعة وشهامة فكم من بحار خسر حياته ، وهو يحاول انقاذ بحار آخر من الغرق ( ) . يقول أحد البحارة خرجنا في يوم الجمعه من ميناء القطيف في حوالي الساعة السادسة صباحاً في يوم من أيام سنة 1385هـ لصيد الربيان ، وعند وصولنا موقع الصيد ، طرحنا شبكة الصيد في البحر ، وكنا أنا والنوخذة وثالثنا أحد البحارة المستجدين في البحر وكنت ماسكاً بسكان السفينة الكانة وكان رفيقي جالساً بالقرب مني ، وكانت الأمور على مايرام حتى ذهب النوخذة ، ونزل في أسفل السفينة ليغرف الماء المتجمع في الخن جوف السفينة ، وكنا نترك الشبكة في البحر حوالي ساعة واحدة ، فصبرت ما يقارب ثلث ساعه ولم يخرج النوخذه من أسفل السفينة !!فقلت لصاحبي انظر النوخذه هل يريد مساعدة ؟ فذهب لينظر في خن السفينة ، وعندما وصلة وقف كالعمود من غير حراك وعيناه مفتوحتان إلى أسفل السفينة ! وأنا أكلمه ولا يجيب !! فذهبت لأنظر ما في الأمر ، ونظرت في أسفل السفينة ، وإذا بالنوخذة مطروح ورأسه اسفل عمود ناقل الحركة للمكينة !! فنزلت بسرعة وأوقفت المكينة ، وجلست أتأمل إليه ، وأنا في غاية الدهشة !! كيف دخل راسه بين عمود الشفت وبين الأخشاب ، والمسافة لاتتعدى إلا حوالي نصف شبر ولم يصب راسه بأذى !! واصبحت لا أملك التفكير !! كان الأمر في غاية الصعوبة بالنسبة لي !! وكان العمود يدور على رقبته !! أم إلى صاحبي الذي أصبح لا تفكير له من هول مارآه ؟! وكيف استطيع أن أخرج رأس النوخذه من تحت عمود الشفت وهذا من المحال لأننا في وسط البحر ، وبعد محاولات عديدة أنا وصاحبي إذ تحرك النوخذة ، وبدأ بالكلام ! وقال ياولدي سوف أموت فقلت له تصبر ولا تصرخ ، وسوف يفرج الله عنك ، وقد عزمت على أن اسحب راسه بشدة فدعوت الله سبحانه وتعالى أن يفرج عنا هذا الكرب ، وأن يخلص النوخذة من هذه المحنة ويرده إلى أسرته سالماً معافاً ، وجعلت يدي اليمنى من تحت راسه وجعلت الشمال من فوق رأسه ، واغمضت عيناي ، وقلت : يالله وسحبت رأسه بشده ، وإذا برأسه قد برزت من موقعه ، فحمد الله على ذلك وكانت رقبته قد انسلخت من دوران الشفت ، وأصيبت يداه بفك ، وكان الوقت الذي أصيب فقيه حوالي الساعة التاسعة صباحاً ، والبحر في آخر جزره ، والموقع الذي نحن فيه بين الدمام وسيهات . يقول : لقد تحيرت مرة أخرى كيف أوصله إلى الميناء ، فجعلت مسار السفينة باتجاه خور سيهات ، حتى اقتربنا من برج أبو اللعيف ، وبعد ما تعدينا البرج بقليل لمحت غرزت السفينة !! وكان الوقت ما يقارب الساعة الثالثة بعد الظهر ، فتحيرت مرة أخرى ماذا أفعل ؟ لا أستطيع حمله في هذه الأطيان ؟ ! وكانت المسافة التي بيننا وبين الميناء طويلة ، فمددت بصري انظر في ابعاد البحر ، فرأيت قارباً صغيراً به اثنان من التجار يصطادون الأسماك بشبك السالية ، فناديتهم وهم لايسمعون النداء !! فنزلت البحر قاصداً إليهم حتى وصلت وأخبرتهم بالأمر ، فأتوا معي بالقارب ، ونقلناه إلى القارب ، وتوجهنا به إلى الميناء ، وقبل وصولنا الميناء بقليل غرز القارب فنزلت من القارب وحملته على كتفي حتى أخرجته من البحر ، وأخبرت خفراء السواحل بالأمر فبذلوا لنا المساعدة ، ونقلناه في السيارة ، وذهبنا به قاصدين المستشفى .. فقال في اثناء الطريق : اذهبوا بي إلى البيت !! ورفض رفضاً تاماً الذهاب إلى المستشفى فذهبنا به إلى البيت ، وعندما وصولنا إلى البيت طلب مني أن احضر له طبيباً شعبياً . فذهبت واحضرت الطبيب الشعبي ، فكشف عليه ,وبعد الكشف احضر قطعة شاش طولها مترين ووضعها بين اباطيه ، وكما اسلفنا كانت يديه أصيبت بفك ، وأمسك بقطعة الشاش ورفعها إلى أعلى مرتين أو ثلاث حتى ركب الفك ثم قال الطبيب الشعبي الآن لابد من الذهاب إلى المستشفى لأني لا أستطيع أن أعمل لك شيئاً فذهبنا به إلى المستشفى وأخذ العلاج اللازم حتى شفاه الله وأصبحت صحته جيده والحمد لله على سلامته . وأما أثر التسليخ برقبته لايزال باقياً !! وهذه المأساة التي حصلت لهذا النوخذة كان سببها أنه وضع على رقبته غترة ، وكان قد لف الغترة على رقبته مثل المشنقة ، وكان أحد اطراف الغترة مهدولاً ، ولما أن اراد أن يغرف الماء من السفينة والشفت يدور التف الطرف المهدول من الغترة وسحب الرجل إلى أسفل وهذا من أعظم الأخطار التي تكون على ظهر السفينة ( )0 ‏ عبدالله بورسيس

مشاركة :