واشنطن - قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن اليوم الثلاثاء إنه يتوقع إجراء محادثات بين مسؤولين إسرائيليين وأميركيين الأسبوع المقبل بخصوص عملية عسكرية إسرائيلية محتملة في رفح التي تعد الملاذ الأخير للفلسطينيين النازحين في غزة، بينما ذكرت وسائل إعلام عبرية أن إسرائيل اشترت أو بصدد شراء 40 ألف خيمة تمهيدا لإخلاء رفح قبل اجتياح محتمل حذر المجتمع الدولي من تداعياته الانسانية. وذكر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس الاثنين أن النصر على حماس يتطلب الدخول إلى رفح وأن هناك موعدا للعملية، وذلك رغم تحذير واشنطن. وصرح بلينكن للصحفيين بعد اجتماعه مع وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون بمقر وزارة الخارجية الأميركية بأن واشنطن لم تتلق موعدا لعملية محتملة في رفح. وقال "على العكس من ذلك، ما لدينا هو حديث متواصل مع إسرائيل عن أي عملية في رفح"، مضيفا أنه يتوقع أن تستمر المحادثات الأسبوع المقبل. وتابع وزير الخارجية الأميركي قوله "لا أتوقع اتخاذ أي إجراءات قبل هذه المحادثات وفي هذا الصدد لا أرى أي شيء وشيكا، لكن هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به وما زالنا على قناعة بأن شن عمليات عسكرية كبرى في رفح سيكون خطيرا للغاية على المدنيين الذين سيتعرضون للأذى". وأشار إلى أن الولايات المتحدة تواصل العمل عن كثب مع قطر ومصر للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، مضيفا أنه تمت الموافقة على دخول 400 شاحنة إلى غزة أمس الاثنين وهو أكبر عدد منذ السابع من أكتوبر الذي اندلعت فيه الحرب. وبحسب وسائل إعلام عبرية فإن وزارة الدفاع الإسرائيلية ستشتري 40 ألف خيمة قبل إخلاء مدينة رفح التي قالت إسرائيل إنها تخطط لمهاجمتها للقضاء على ما تبقى من كتائب حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس). ولم يصدر تأكيد فوري من وزارة الدفاع بشأن عملية الشراء التي قالت صحيفة جيروزالم بوست، وهي واحدة من الصحف التي نشرت الخبر، إن معلومات تسربت عنها دون إعلان رسمي. وكانت أنباء الشراء المزمع للخيام التي يمكن لكل منها إيواء 12 شخصا، واحدة من أولى العلامات على الاستعدادات الملموسة لإخلاء رفح التي يلوذ بها أكثر من مليون فلسطيني. وكان نتنياهو قد أشار مرارا وتكرارا إلى خطط لغزو رفح، آخر مدينة متبقية في غزة لم تتعرض لأي هجوم بري كبير. ويقول الجيش إن أربع كتائب تابعة لحماس لا تزال موجودة في رفح، بالإضافة إلى عدد غير معروف من كبار قادة الحركة. وقالت إسرائيل في السابق إن كتائب حماس تضم حوالي 1000 مقاتل في كل منها. وأثارت خطط مهاجمة رفح تنديدات على نطاق واسع، حتى أن الولايات المتحدة، أقرب حلفاء إسرائيل، حذرت نتنياهو من أن إسرائيل ستواجه عزلة عالمية إذا مضت قدما في ذلك. وحوّلت الحملة الإسرائيلية قطاع غزة إلى أنقاض وشرّدت أغلب السكان. وكانت الحملة قد بدأت عقب هجوم حماس على إسرائيل التي تقول إنه أسفر عن مقتل أكثر من 1200 شخص واحتجاز أكثر من 250 رهينة في أكتوبر الماضي. وأدى الهجوم البري والجوي الإسرائيلي إلى مقتل أكثر من 33 ألف شخص، وفقا للسلطات الصحية في غزة، معظمهم من المدنيين. وارتفعت أصوات متزايدة في جميع أنحاء العالم مطالبة بوقف إطلاق النار. وتقول إسرائيل إنها قتلت نحو 10 آلاف من مقاتلي حماس وقضت إلى حد كبير على معظم التشكيلات القتالية المنظمة للحركة، لكنها بحاجة إلى السيطرة على رفح للوصول إلى هدفها المتمثل في تفكيك الهياكل العسكرية وهياكل الحكم في الجماعة وإعادة الرهائن.
مشاركة :