تعليق ((شينخوا)): لعب دور الضحية لا يمكن أن يساعد الفلبين على كسب تعاطف العالم

  • 4/9/2024
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تبنت الفلبين تكتيك لعب دور الضحية في شؤون بحر الصين الجنوبي، متعمدة تصوير نفسها بالطرف المستضعف بينما تخفي استفزازاتها وانتهاكاتها لسيادة الصين. ومن أجل هذا المخطط، تم اختيار عدد من المراسلين المؤيدين لمانيلا للذهاب إلى رن آي جياو وغيرها من نانشا تشيونداو (جزر نانشا) لإثارة ضجة لا لزوم عالميا. وفي الوقت نفسه، استخدمت الفلبين صورا ومقاطع فيديو مفبركة لنسج ونشر سردية تقدم نفسها فيها كـ"ضحية مستضعفة" بينما تصور الصين على أنها "الفتوة". والواقع أن تكتيك الفلبين يندرج ضمن نظرية "التواصل الضعيف"، التي طرحها الباحث الصيني تسو تشن دونغ، الذي كشف عن طبيعتها التلاعبية. ويهدف هذا التكتيك إلى كسب التعاطف والدعم من خلال التلاعب بالمفاهيم. ويعتمد جوهر هذا التكتيك في العلاقات العامة الفلبينية على "انتقاء الحقائق". ومن خلال ذلك، تستغل الفلبين كونها ضحية كستار دخان لتشتيت الانتباه بعيدا عن استفزازاتها وانتهاكاتها للسيادة الصينية. وقد ساعدت الولايات المتحدة واليابان تلك الدولة بشكل كبير على التلاعب بالرأي العام لصالحهما من خلال استغلال شبكاتهما الواسعة من مراكز الفكر ووسائل الإعلام المؤثرة، للتأثير بشكل كبير في تشكيل الروايات التي تتفق مع أجندة الفلبين. وغمرت الأخيرة منصات الانترنت بالعديد من مقاطع الفيديو المصممة بعناية حول توتراتها البحرية مع الصين، لتضخيم سردية الضحية وتصوير الصين على أنها المعتدي. وفي مواجهة الاستفزازات المستمرة، أظهرت الصين قدرا كبيرا من ضبط النفس والصبر، وأعطت الأولوية للسلام والتعاون الإقليميين فوق التوترات المتصاعدة. ومن المقرر أن يجتمع زعماء الولايات المتحدة واليابان والفلبين في أول قمة ثلاثية لهم في البيت الأبيض يوم الخميس، بهدف مواجهة ما يسمونه بنفوذ الصين الإقليمي. ويشهد مناقشة تلك القضايا الآسيوية في واشنطن بلا شك على عمل طوكيو ومانيلا كـ"بيادق" في جهود الولايات المتحدة لاحتواء الصين. كما يكشف ذلك عن النوايا الحقيقية وراء "مبادرة الشفافية" المزعومة للفلبين، والتي تستخدمها كتكتيك مستتر لمواءمة نفسها بشكل أوثق مع المصالح الأمريكية. إن "ايقاف" الفلبين المتعمد لسفينة إنزال الدبابات بي آر بي سيرا مادري (إل تي-57) في رن آي جياو يكشف تماما عن استفزازاتها وانتهاكاتها لسيادة الصين. وتم ايقاف سفينة إنزال الدبابات عمدا في رن آي جياو الصينية في عام 1999، حسبما قال وزير الدفاع الفلبيني آنذاك أورلاندو ميركادو في مؤتمر صحفي عقد في مانيلا في فبراير. "الأمر كله يتعلق بالتواجد هناك ... يجب أن يكون لنا وجود". وقدمت الفلبين وعدا جادا بسحب السفينة الحربية التي تم إيقافها بشكل غير قانوني، ولكن بعد 25 عاما، لا تزال السفينة موجودة هناك. ولم يتوقف الأمر عند ذلك، بل انتهكت الفلبين التفاهم بين الجانبين بشأن معالجة الوضع في رن آي جياو بالشكل المناسب، ووعدت بأنها لن تعزز السفينة الحربية المتوقفة وستبلغ الصين مسبقا بخطط إعادة الإمداد، غير أنها نكثت الوعد وقامت بمحاولات لإرسال مواد بناء لإصلاح وتعزيز السفينة الحربية بهدف بناء هياكل دائمة في رن آي جياو. وفي الآونة الأخيرة، تعهد متحدث باسم الجيش الفلبيني علنا ببناء هياكل دائمة هناك. كما أرسلت الفلبين مرارا أشخاصا إلى تيهشيان جياو الصينية وغيرها من الجزر والشعاب المرجانية غير المأهولة التي تعود إلى الصين في بحر الصين الجنوبي. ومن تلفيق الأكاذيب إلى استخدام السفينة "المتوقفة" بشكل غير قانوني كحامية، ومن نكث الوعود إلى تسليم مواد البناء بشكل متكرر لدعم الهيكل المتداعي، فإن الفلبين هي التي نكثت وعودها، واستفزت الجانب الآخر بحزم، وأثارت المشكلات حول رن آي جياو. لا يمكن للفلبين، المدعومة من قوى خارجية وتتراجع عن وعودها وتستفز الصين، أن تتوقع كسب التعاطف العالمي من خلال لعب دور الضحية وخداع العالم. فمخططها لخداع العالم لن يؤدي إلا إلى تشويه سمعتها.■

مشاركة :