اتهم مجلس القيادة الرئاسي في اليمن جماعة «الحوثي» بالتهرب من توقيع خريطة الطريق عبر التصعيد في البحر الأحمر، مشدداً على ضرورة شمولية أي عملية سلام وحمايتها بضمانات كافية وإجراءات رادعة. وأشار رئيس المجلس الرئاسي رشاد العليمي، أمس، في خطاب بمناسبة عيد الفطر، إلى التنازلات التي قدمها المجلس والحكومة اليمنية من أجل إحلال السلام وتخفيف المعاناة الإنسانية، وصولاً إلى خريطة الطريق التي أفضت إليها جهود الوساطة العربية والتي قابلها الحوثيون بالهروب إلى «تصعيد متهور» في البحر الأحمر. وأكد العليمي التمسك بسياسة دعم السلام القائمة على ثلاثة مبادئ في مقدمتها الانفتاح على كل جهود الوساطة لتحقيق السلام العادل بموجب المرجعيات. وأكد أن «مجلس القيادة الرئاسي كان على مدى العامين الماضيين ملتزماً بمبادئ إعلان نقل السلطة وتعهداته المعلنة في خطاب القسم بشأن خيار السلام كمصلحة للشعب اليمني الذي لم يختر أبداً هذه الحرب المدمرة، وإنما كانت بالنسبة له حرب الضرورة للدفاع عن النظام الجمهوري، وهوية وسيادة اليمن وسلامة أراضيه». وفي سياق آخر، كشف رئيس الوزراء اليمني أحمد عوض بن مبارك، عن ارتفاع خسائر الحكومة إثر توقف صادراتها النفطية جراء استهداف الحوثيين لموانئ التصدير، إلى أكثر من ملياري دولار. وقال ابن مبارك، في كلمة خلال ترؤسه اجتماعاً في مدينة المكلا، مركز محافظة حضرموت، لقيادات السلطة المحلية بالمحافظة: «الحرب الاقتصادية التي نواجهها بدأت من حضرموت في أكتوبر 2022، منذ ضرب ميناء الضبة». وأضاف: «فقدنا العام الماضي تقريباً ثلاثة تريليونات ريال أي قرابة ملياري دولار من إيراداتنا بعد منعنا من تصدير النفط، وكان هذا عنواناً لحرب اقتصادية شعواء تُشن علينا وهي لا تقل ضراوة عن الحرب العسكرية». واتهم رئيس الوزراء اليمني، الحوثيين بقتل أكثر من 300 شخص خلال الأشهر الثلاثة الماضية، بخروقات للتهدئة الهشة التي يشهدها اليمن، منذ انقضاء هدنة الأمم المتحدة في البلد مطلع أكتوبر 2022، مؤكداً أن حالة الحرب لا تزال قائمة مع الجماعة. وتابع: «لمن يعتقد أننا في هدنة أو في حالة سلام هذه مسألة يجب أن نستذكرها، نحن ما زلنا في حالة حرب لم يستكن فيها الحوثيون يوماً واحداً، سواء في عدوانهم العسكري المباشر أو قصفهم والقناصة والألغام». إلى ذلك، أقدمت جماعة الحوثي على اعتقال عشرات التجار في صنعاء والمحافظات الخاضعة لسيطرتها، على خلفية رفضهم دفع جبايات باهظة. وأفادت مصادر محلية وإعلامية، بأن الحوثيين أطلقوا حملة اعتقالات طالت عشرات التجار، ونقلوهم إلى سجونهم. وبحسب المصادر، فإن الحملة الحوثية بدأت منذ يوم السبت، غير أنها زادت أمس الأول، بعد رفض التجار دفع جبايات «عيدية» لصالح قياداتها وجبايات تحت مسميات مختلفة.
مشاركة :