نشرت صحيفة "نيو تسورخر تسايتونج" السويسرية مؤخرا مقالا بعنوان "الصين هي القوة التكنولوجية الجديدة، وعلينا أن نتعلم كيفية التعامل معها". وترى الصحيفة أن الحظر التكنولوجي الذي فرضه الغرب على الصين ليس الطريقة الصحيحة للرد، كما أن الحظر "الخام" على التكنولوجيا الصينية لن يكون فعالا، لأنه يفتقر إلى الأساس القانوني ولا يتماشى مع المفاهيم الأساسية للسوق الحرة. وجاء في المقال أن عبارة "صنع في الصين" لم تعد تنطبق فقط على الألعاب البلاستيكية، بل إن منتجات التكنولوجيا الفائقة القادمة من الصين مثل معدات الاتصالات من هواوي، والسيارات الكهربائية من بي واي دي، وبرنامج التواصل الاجتماعي تيك توك، وتطبيق التجارة الإلكترونية Shein، تدخل الحياة اليومية لشعوب البلدان المتقدمة، وردت الولايات المتحدة بتقييد تجارة هواوي، وإجبار تيك توك على "تغيير الملكية"، وممارسة الضغط بحظر Shein، وفرض تعريفات عقابية على السيارات الكهربائية الصينية. ويرى معلقون أن المخاوف الغربية بشأن "مخاطر" منتجات التكنولوجيا الفائقة الصينية ليس لها أساس واقعي وأن الحظر الواسع لا يمكن الدفاع عنه من الناحية القانونية وغير معقول وينطوي على تمييز. ومثل هذا الحظر ينتهك أيضًا مبادئ السوق الحرة، ويمكن للمنافسين من الصين أن يجلبوا فوائد للغرب، وهم يحفزون الشركات الغربية. فعلى سبيل المثال، افتتحت شركة فولكس فاجن الألمانية مركزا ضخما للبحث والتطوير في مدينة خفي حاضرة مقاطعة آنهوي بالصين، للترويج لأعمالها في مجال السيارات الكهربائية؛ كما اتبعت الشركات الأمريكية مثل فيسبوك تطبيق تيك توك وأطلقت تطبيق خاص بمقاطع فيديو قصيرة. والمستفيدون النهائيون من إجراءات الشركات هذه هم المستهلكون. وقال المقال إنه إذا كان اقتصاد السوق الحرة لا يستطيع الاعتماد على التجارة الحرة ولكنه يعتمد على الحمائية التجارية، الأمر الذي سيؤدي إلى قمع الابتكار، فإن هذا يعد استهزاءً لاقتصاد السوق الحرة نفسه.