رغم تقدم الطب وازدياد عدد المستشفيات وتنوع وتوافر الصيدليات في كل مكان، ما زالت محلات العطارة تحظى بزبائنها ومرتاديها الذين يقبلون على أعشابها وخلطاتها المتنوعة، خاصة كبار السن والنساء. في الوقت نفسه، حذر صيدلي من استخدام بعض الخلطات العشبية، مؤكدا أنها تحوي مواد سامة بطبيعتها، أو نتيجة خلطها بمواد أخرى، إذ يؤدي تراكمها في الجسم إلى إصابة الإنسان بأمراض مختلفة مثل الفشل الكلوي. النساء وكبار السن يقول العطار "عمر قل" آسيوي الجنسية، "لدي أنواع كثيرة من الخلطات العشبية والعلاجات الشعبية التي يطلبها الزبائن، أبرزها الحلبة، والحبة السوداء، والكركم"، مشيرا إلى أن أبرز زبائنه من النساء وبعض كبار السن. وعن المواسم التي تعدّ الأكثر في عملية الشراء قال، "فصل الشتاء من أكثر المواسم في عملية الشراء، لأن هناك أدوية تستهلك للحماية من لسعة البرد القارصة". وأنكر "عمر قل" بيعه خلطات عشبية مجهولة المصدر، لأن ذلك -وفقا لقوله- مخالف للنظام، ويعرض حياة الناس للخطر. وقال أبو سعود أحد زبائن العطارين "اعتدت شراء بعض الأدوية العشبية التي عرفت منذ القدم، واستعمالها على فترات متقطعة، وذلك لتجنب التعرض للأدوية بشكل مستمر"، مشيرا إلى أن محلات العطارة أصبحت عليها رقابة من الجهات المعنية، وليست كما كان في السابق". فيما قالت أم محمد من زبائن العطارين إن "أكثر النساء يفضلن التسوق في محلات العطارة، لأنها توفر ما يحتجن إليه من خلطات". أمراض خطرة حذر الصيدلي القانوني في صحة القصيم بندر الحربي من الخلطات العشبية وقال لـ"الوطن"، إن "بعض الخلطات العشبية تحوي مواد سامة بطبيعتها أو نتيجة خلطها بمواد أخرى، ويؤدي تراكمها في الجسم إلى أمراض مختلفة، مثل الفشل الكلوي، أو مشكلات في الجهاز العصبي". وأضاف "بعض الخلطات تكون مخزنة بطريقة خاطئة تؤدي إلى تعرضها للرطوبة أو لضوء الشمس، وربما تنمو فطريات وبكتيريا، فتتحول بذلك إلى مواد سامة خطرة على صحة الإنسان". وأكد الحربي أن "بعض الخلطات العشبية تتعارض مع أدوية أخرى يتم صرفها من الأطباء، وهو ما يسبب مشكلات صحية مثل زيادة السمية، أو تقليل فعالية الدواء". وبين الحربي أن "بعض الخلطات تضاف إليها مواد ممنوعة لأغراض تجميلية أو لزيادة أو إنقاص الوزن، مؤكدا أن هذه الخلطات لا يظهر ضررها على المدى القصير، وإنما يتم اكتشافها عندما يتعرض الشخص الذي تناولها إلى أعراض صحية مع المدى البعيد كالفشل الكلوي، وتليف الكبد. وطالب الصيدلي القانوني من لديهم مشكلات صحية بمراجعة المستشفيات الحكومية والبعد عن محلات العطارة، لأن المستشفيات تعد الأكثر أمانا على صحة المريض"، مؤكدا أهمية تثقيف المجتمع في هذا الجانب.
مشاركة :